• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

ليس هؤلاء هم المقصودين!!

أبريل 23, 2022

كلمة رئيس التحرير/ سميح نان

تكلمت بولين هانسون زعيمة حزب أمة واحدة مراراً وتكراراً عن موضوع الهجرة وقبول اللاجئين في أستراليا بدون أي ضوابط أو رقابة من الأجهزة الحكومية، مما جعل أستراليا أرضاً قد تكون فريسة يوماً ما للمحتلين المحتالين.
ولم تقصد بولين هانسون أولئك المظلومين المقهورين في بلادهم، والذين عرضوا أنفسهم لسبل الموت المتعددة، من غرق في البحر، أو موت من الخوف، أو من القراصنة.
بالتأكيد الذي دفع هؤلاء أن يضحون بحياتهم مواجهين الموت ليس بالأمر السهل، وإنما الحياة القاسية والتي اعتبروا الموت أهوَن وأخف وطأة مننها، فلقد اعتبروا الموت مناص لهم من حياة لم يقدروا أن يكملوها هكذا أو يقبلوها كما هي، وإنما قالوا في أنفسهم: إما نحيا حياة كريمة في أسترالي، وإما يبتعلنا الموت، وفي كلتا الحالتين سنخلص من الحياة التي نحن عليها.
أولئك لم يحبوا حياتهم لذلك لجأوا إلى الهجرة عبر القوارب «قوارب الموت» هروباً من اقتصاد مهلهل أو حياة اجتماعية محطمة، أو حكومات قاسية لا تعرف الرحمة أو ضغوط متنوعة.
وفي كل الأحوال هربوا من هذه الحياة الكريهة بحثاً عن العيش الرغد والحياة الكريمة في أستراليا بلد الأمن والأمان، بلد الاقتصاد المرتفع، بلد العدل والرحمة والحكومة التي تعطي قيمة للإنسان بغض النظر عن لونه أو عرقه أو دينه.
ولكن ما تقصده بولين هانسون هم أولئك الذين يتسللون إلى أستراليا بتأشيرات مختلفة ويحتالون على البلد ويسرقون خيراتها لأنفسهم ويخططون لاحتلال أستراليا بالكامل.
أولئك الذين يأتون بثياب الحملان وهم من الداخل ذئاب خاطفة، الذين اعتبروا أستراليا ملكاً لهم ولا يحترمون القانون أو النظام، ولكنهم يريدون أن يخرقون كل نطام.
لم أتكلم عن شعب بعينه أو دين معين أو جنسية محددة، ولكنني أتكلم عن كل سارق للبلاد، عن كل شخص لم يحترم القانون الأسترالي، عن ناكر لجميل بلد فتحت أحضانها لكل غريب واعطه الجنسية الأسترالية وقدّرته واحترمته.
أتكلم عن أولئك الذين اعتبروا خير أستراليا هو حقّ مكتسب لهم، وبالتالي يأخذون خيراتها ثم يسبّونها ويخربون فيها.