• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

لا تنطرح أرضاً

أبريل 28, 2022

كلمة رئيس التحرير/ سميح نان

لغط كبير على صفحات التواصل الاجتماعي وأخبار تتصدر الصفحات الرئيسية من الصحف والأخبار الإلكترونية عن موضوع المنافسات الانتخابية والوعود الرئاسية من الناخبين.
ولم نرَ تلك الوعود في أيام عادية أو وقت الأزمات بل نسمع عنها كثيراً في أيام الانتخابات.
والناس خائفون من الغد، ولا يعلمون هل ستنفذ تلك الوعود من الناخبين فعلاً أم هي فقط مجرد وعود لضمان أصوات في الانتخابات ولتمتلئ صناديق الاقتراع بـ «نعم» لصالح كل منهم.
وأغلب الناس «من كثرة الوعود الزائفة» ينطرحون أرضاً من الإحباط واليأس، فلقد سئموا الوعود الزائفة، حيث إنه لم تكن هناك تطورات، ولم يروا أفعالاً بل كل ما يُقال إنما هو كلامٌ فقط.
فصار الناس مستسلمين لمن أرادوا التحكم بهم والتسلط عليهم لتحقيق أهداف شخصية بغض النظر عما يواجونه من اقتصاد مُحبط، ودماء تُسال في أراضٍ مختلفة في شتى بقاع الأرض.
بل صار البعص ناقمين محتقرون للحياة من كثرة اليأس والضغوط السياسية والمآرب والأطماع من أولئك الذين يظنون أن الحياة باقية لهم وأنهم خالدون.
فما يحدث في أوكرانيا من سفك دماء للمواطنين الأبرياء ومحاولة روسيا لتحقيق أطماع سياسية على حساب أرواح الآخرين، إنما هو شيٌ تقشعرّ له الأبدان.
وها الزعماء (في كل العالم) مشغولون كل الانشغال بالانتخابات، ووعود سياسية محلية لإغراء الناس على الإدلاء بأصواتهم لصالح كل منه.
والغريب أنني لم أرَ وعوداً من أي زعيم منتخب حيال إيقاف الحروب وسفك الدماء، لم أرَ أي شخص يعطي وعوداً بالعمل على إحلال السلام في كل العالم، أو على الأقل العمل بالجهد مع زعماء أخرين لإحلال السلام.
بل كلها وعود محلية، حيث يبحث الناخب عما هو ناقص «محلياً» عند أهل دائرته أو ولايته أو بلده، ويبدأ بالوعود حتى يكسبهم لصفه.
ليس ذلك فحسب، وإنما لاحظتُ شيئاً آخر وهو أنه من أساليب محاولة إنجاح المنتخب لنفسه أنه يعمل جاهداً لتفشيل منافسه في الانتخابات وذلك عن طريق إظهار عيوبه وسلبياته.
إنها لم تكن انتخابات بل حرب باردة يرفضها الغقل والمنطق.
أين السلام، أين البحث عن حلول لمشكلات الناس؟ أين الإنسانية؟
كل هذه الأمور مفقودة، ويبحث الناس عنها في كل مكان، ولكن أين نجدها؟
إن هذا السيناريو موجود في كل بلاد العالم.
ولكنني ما زلت أنادي كل إنسانٍ، لا تكن محبطاً، فإن كان هكذا الزعماء، فهيا بنا نتكاتف نحن البشر ونعمل على إحلال السلام في العالم، هيا نحلّ مشكلاتنا بأنفسنا.
اسمع مني يا صاحب، ولا تنطرح أرضاً.