• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

لن أنحني

فبراير 4, 2023

يواجه الناس في كل العالم صعوبات كثيرة في شتى نواحي الحياة، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي، وخصوصاً ما يخلفه الوضع السياسي العالمي على كل شعوب العالم.
حتى صار الأطفال في الشوارع يتكلمون في السياسة، عن علم أو غير علم، عن دراية أو عن جهل.
ولكنهم صاروا مشابهين للمعترضين الجهلاء الذين يتذمرون على الأوضاع دون البحث عن أي حلّ.
وصار الناس -خصوصاً في الأقطار العربية- لا يملكون إلا الشكوى والتذمر والبحث عن سلبيات في المجتمعات -حتى لو لم تكن تخصّهم، لكي يجعلونها الشماعة التي يعلقون عليها أسباب فشلهم.
ولا يعلمون أن سبب الفشل هو أنهم، هم أنفسهم لا يريدون أن يبحثوا عن حلول لمشكلاتهم، ولا يريدون حتى أن يعملوا عقولهم حتى يخرجوا من بوتقة الأفكار السلبية والشكوى المريرة من الحكام والحكومات، ومتغيرات الطبيعة.
فالكسلان، يشكو دائماً من البرد كحجة لكسله عن العمل، وتارة أخرى يشكو من الحرارة الشديدة التي تؤثر على نشاطه فلا يمكنه العمل.
والمتذمر، يلقي دائماً باللوم على الحكومات والحاكم، أنهم مقصرون في حقه، وهو في الحقيقة يريد أن الدولة تنفق عليه وهو -إن استطاع- سيعمل ساعات قليلة، ولكن يريد ان الدولة تسدد كل احتياجاته.
وفي النهاية معظم الناس يشكون من غلاء المعيشة، قائلين أنهم كانوا (قبلاً) يعشون عيشة رغدة، أما الآن في ظل حكم الحاكم فلان، فالحياة صارت صعبة، وبالتالي ينادون بخلعه وجلب رئيس جديد متعشمين فيه أنه سينفق عليهم وهم في بيوتهم، وهلمّ جرّا.
ألا يعلم الناس أن هناك نسبة وتناسب؟، ألا يعلمون أنه رغم غلاء المعيشة، فهناك ارتفاع في المرتبات؟
ألا يعلم الناس أن شعوب العالم كانوا يشكون غلاء المعيشة منذ أن خُلقت الدنيا حتى الآن؟
الحقيقة أن العيب ليس في غلاء المعيشة ولا في الحكومات ولا في البرد والحرّ.
إنما العيب فيَّ أنا، إن كنت فاشلاً فسأنام على سريري وأشكو وأتذمر وألقي باللوم على الحكومات ومتغيرات الطبيعة وغيره من الحجج غير المنطقية.
أما إن كنتُ إنساناً عاقلاً أتفهم حقيقة الأمور، فسأقوم وأعمل، مهما كانت تغيرات التي تواجهني، وسأتحدى وأرفع رأسي وأقول (لن أنحني).