• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

وما زال الغضب مستمراً

فبراير 13, 2023

كوارث طبيعية تمرّ على البشر في أي مكان، بل في كل مكان في العالم، تفتك بهم، وتعصف بعمر الإنسان كبيراً كان أم صغيراً.
وبدأ الناس يخفون أنفسهم في صخور الجبال وفي المغاير، هاربين من الغضب الآتي عليهم، والبعض يرفعون أعينهم نحو السماء متسائلين: لماذا يحدث لنا كل هذا؟ ولما كل ذلك الغضب الآتي من الطبيعة، براكين، أوبئة، مجاعات، حروب، وزلازل في أماكن.
فمَنْ مِن الناس كان يتوقع وباءَ كوفيد الذي لم نُشفَ منه حتى الآن؟ مَنْ كان يتوقع أن لقاح الوباء تكون خطورته تكاد تساوي خطورة الوباء؟
وأخيراً نرى الزلازل في أماكن متفرقة من العالم.. مَنْ له أذنان للسمع فليسمع؟
إن كل هذه الكوارث والأوبئة والمجاعات سببها الإنسان نفسه، يريد أن يحارب ويتسلط ويستحوذ، وهو يظن أنه سيعيش إلى الأبد، ولا يعرف أن سنوات الحياة ما هي إلا أشبار، بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل.
فكر يا ذا العقل الراجح، إن كنت تعلم علم اليقين أن هذا العالم هو فانٍ، فماذا تنتظر من الفناء إلا الفناء؟ حيث لن تجني إلا كل ما هو غير باقٍ.
إن كنت يوماً ما ستفارق الحياة وأنت فارغ اليدين، ربما تجد الكفن وربما لا تجده، فلماذا تحارب لكي تستحوذ وتتسلط على دولٍ وولايات.
إن الطبيعة تناديك لتنظر حولك، تناديك بزلازلها، بأوبئتها، بمجاعاتها وببراكينها، انتبه يا إنسان، الفناء قادم والغضب الطبيعي لا يرحم ولا يفرق بين كبير أو صغير، بين عبد أو حرّ، بين غني وفقير.. الفناء قادم، فارحم لكي تُرحم.
إن حاربت روسيا أوكرانيا، وإن وقفت الدول العظمى لمساندة أوكرانيا وباتت تدرّب جنودها، وقامت الدولتان (روسيا وأوكرانيا) ضد بعضهما البعض، وسالت الدماء، وذهب الاقتصاد إلى مصانع السلاح بدلاً من مصانع الأغذية، وتحول باب التجارة من تجارة الأغذية والمشروبات وكل ما هو مفيد إلى تجارة السلاح وكل ما هو مدمر، فماذا تنتظر من الطبيعة؟ لن يكون هناك إلا استمرار غضب الطبيعة لكي يرحم الإنسان نفسه والطبيعة، لكي يعيش في أمان وسلام.

حقاً لقد افتقدنا كلمة «السلام».