• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

لماذا يا صاحب؟!

يناير 29, 2023

أتساءل في عقلي كثيراً: لماذا يهوى الإنسان أن يعيش حياة المشكلات والحروب والصراع، رغم أنه يعلم علم اليقين أن الحياة قصيرة، وأن الحياة مثل البخار الذي يظهر قليلاً ثم يضمحل؟
كما أرى أن الإنسان لا يكتفي بصراعه مع متطلبات الحياة التي لا تنتهي من مأكل ومشرب وملبس وفواتير شهرية لا تنتهي، ومع محاربة الأمراض التي يواجهها جسده، فيحاربها بالعلاجات والمضادات التي وإن عالجت شيء في جسده فإنها تتلف أجزاءً أخرى من جسده.
فكل هذا لا يكفيه حتى يقيم صراعات متنوعة أخرى؟.
إنه يتصارع مع الطبيعة، شريك حياته، أولاده، أهله، أصدقائه، حكومته ووصل الصراع إلى الاشتراك في صراعات بين بلاد وأخرى.
هذا غير الصراعات والمتاعب الذي يبحث عنها الشخص المريض في عقله حتى ينقب عن أناس يود ان يوقع بهم الأذى من أي نوع، حتى يشعر بالشبع النفسي في إيذائه للآخرين.
يا صاحب.. أنت تحتاج إلى أعمار فوق عمرك المكتوب لك، حتى تجابه كل هذه الصراعات آنفة الذكر، فهل حياتك طويلة وسنينك مديدة لكي تجد وقتاً لكل هذا.
كفاك التفكير في الصراعات يا صديقي، فكر فقط في الصراعات الحقيقية الضرورية التي قد تكفي أو لا تكفي أيامك على الأرض.
حارب الأمراض التي هي بالفعل في جسدك، بل حارب الأمراض التي تلوّح في الأفق على هذه الأرض كالأوبئة والمجاعات الناتجة عن الأوبئة.
تصارع يا صاحب مع الزمن لتجد القوت الضروري لك ولأولادك، ابنِ مستقبل لأولادك من بعدك.
والأهم من كل، وقد تركته ليكون ختام الصراعات، فكّر جيداً كيف تحارب الشر وتقضي عليه، سواء في حياتك الشخصية، بيتك، عملك، بلدك.
صارع الشر واهزمه في نفسك.. وأقوى سلاح يهزم الشر هو المحبة، ازرع في قلبك المحبة للجميع بلا استثناء، حتى أعدائك، حب الجميع ليكون شفاء لنفسك، فالشخص الكاره، هو المريض والضعيف والمحتاج للعلاج.
اهزم الشر بالخير،
ساعد الآخرين قدر استطاعتك،
وإياك أن تؤذي أحداً.