• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

فشل الآخرين لا يعني نجاحك

نوفمبر 4, 2022

يعتقد الكثير من الناس أن نجاحهم متوقف على فشل الآخرين فيما يفعلونه.
وأنه طالما الآخرين ناجحون، فهم بالتبعية فاشلون، بالتالي ينتظرون أي فرصة فيها فشل أو شبه فشل أو اعتقاد بالفشل للآخرين حتى يظهرون أنفسهم أنهم صاروا ناجحين ويستحقون كل تقدير واحترام.
لقد كان رئيس الوزراء السابق، سكوت موريسون ناجحاً في أمور كثيرة، وإن كانت له بعص السقطات التي لا تعرف ما هي مبرراتها، وربما لو سمعنا منه لالتمسنا له الأعذار، لكن دعونا نقول أنها كانت سقطات وأنها تعبر عن فشله في أمور كان من الممكن أن يقودها بطريقة أفضل مما فعل، وبالتالي احتسبوها له بالـ «فشل».
بالتالي تحاول الحكومة الحالية في كل مرة يريدون أن يظهرون انفسهم أن يثبتون فشل موريسون في أي أمر من الأمور وذلك لكي يثبتون أنهم ناجحين في قيادتهم للأستراليا.
فمثلاً تصحو بيني ووغ من نومها لتعلن أن الحكومة تراجعت عن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وأن رئيس الوزراء الحالي أنتوني ألبانيزي صدّق على هذا التراجع، وبسرعة فائقة يحللون تراجعهم عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بأنه كان قراراً فاشلاً من حكومة موريسون وأنه ليس من الحكمة في شيء.
والغريب أنهم أعلنوا عن التراجع عن ذلك الاعتراف في وقت كانت أستراليا تواجه ضربات من الطبيعة والناس يغرقون في الفيضانات، وولايات تستعد لمواجهة التحديات الآتية عليها.
ولكن هم مشغولون بإثبات فشل حكومة موريسون في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ولم يمر وقتاً طويلاً، بل بعد أيام، دعا فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي لحضور مؤتمر المناخ المنعقد في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، ولكن ألبانيزي رفض الحضور قائلاً أنه ليس عنده الوقت لتلبية كل الطلبات وحضور المؤتمرات.
وهم -كما هي عادته- بالقول بأنه ليس مثل رئيس الوزراء السابق سكوت موريسون الذي فشل في كذا وكذا.
يا رجل.. ذكرك الدائم لفشل سابقك، لا يعني نجاحك، إن كنت تريد أن تثبت نجاحاً في شيء ما، عليك أن تثبته عن طريق النجاح الفعلي والتغيير الجذري، وليس بالكلام عن موريسون.
لا تهتم بما سبق وفعله من قبلك، بل اهتم بما ستقوم أنت بفعله لترتقي ببلدك وتحبب شعبك فيك.
فإن الشعوب صارت فقيهة في السياسة وتعلم كل العلم أن الذي يركز على فشل سابقه، لن يكون ناجحاً في شيء.
بل الذي يركز في المستقبل والأمور الحساسة والتي تهم الشعب وتدفعه للأمام هو الشخص الناجح حقاً.
فاترك الخلق للخالق، وركز في عملك فقط، ولا تمل أذنيك إلى الآخرين، الذين قد لا يعرفون الرأس من الذيل.