بقلم رئيس التحرير / سميح نان

كيوبيد في الأساطير الرومانية هو ابن الإلهة فينوس وكان دائمًاً يُرسم أو يُنحت حاملاً سهماً.
غالبًا ما كان يُصوَّر على أنه صبي صغير – سيئ الحظ – على شكل ملاك بجناحين بسهم حب.
وفي بعض الأحيان كان يصور أعمى، كرمز أن الحب أعمى ولا نختار من نحبه، ولا نرى عيوب من نحبه، ونعتقد أننا لا يمكن أن نستغنى عن من نحب أبداً.

يشتهر كيوبيد بالقوس والسهم، يرمي مَن تقع عليه عيناه وأي شخص يصطدم بسهم كيوبيد يقع في الحب بجنون.
في أسطورية كيوبيد أنه في أحد الأيام، أصيب هو نفسه بسهمه ووقع في حب امرأة تدعى Psyche.
أحب كيوبيد تلك الفتاة الجميلة كثيراً، لكنه لم يكن يريدها أن تعرف بحبه لها بسبب خوفه من غضب والدته، فأمر والدها أن يأخذها إلى جزيرة بعيدة وأن تتزوج هناك.
وهنا أخبرها أنها ستتزوج من شخص لن يظهر لها إلا في المساء وأنها لن تراه إلا في المساء، لكن فضولها دفعها أن تعرف مَنْ يكون زوجها الذي تزوجته ولم تره ولا مرة.
وذات يوم أشعلت الضوء عليه وهو نائم واكتشفت أنه كيوبيد، فزاد حبها له وتمسكت به أكثر لأنه اصطنع هذه الخدعهة ليظل بجانبها للأبد.
في النهاية وافقت فينوس على زواجهما ووضعت لعنة أن جعلت Psyche تنام ولا تستيقظ حتى يقبلها كيوبيد. ثم جاء وعانقها وقبلها.

هذه قصة كيوبيد التي لا يعرفها الكثيرون أو لم يفهمونها.
ولكن دعني أسألك عزيزي القارئ: هل أصابك سهم كيوبيد؟
هل تقع في الحب شخص حقاً؟
وما هي النهاية؟ هل حبك أعمى وما رأيت فيمن تحب إلا صفاته الجميلة الرائعة؟
وبالفعل فإن لسهم الحب حدين: الأول الهدوء والرومانسية.
والثاني الغيرة القاتلة والنار.
وهذه النار ليست مجرد نار الانفصال، ولكنها قد تكون أيضاً نار الغيرة أو الشك أو القلق بسبب الشخص الذي تحبه.
فسهم كيوبيد يصيب قلب المحب وقد لا يصيب المحبوب، وذلك هو الحب (من طرف واحد) ويلقى صاحبه العذاب، ولا يشعر المحبوب بعذاب من يحبه بل قد يزيد ناره ناراً، ويستمر في حرقه، اعتقاداً منه أنه بذلك يجعل محبوبه يتمسك به أكثر ويظل مشغولاً به أكثر، ولا يعلم أنه قد يقصّر من عمر الحب والمحبوب على حد سواء. ولا يعلم أنه سيموت ويموت كيوبيد معه.
فلا تقتلوا كيوبيد الحب، بل أحبوا بعضكم بعضاً وضحوا من أجل بعضكم البعض، فإن المحبة تتأنى وترفق، المحبة لا تظن السوء، المحبة لا تقبح ولا تنتفخ، المجبة لا تطلب ما لنفسها، المحبة تطيل العمر وتجعل شمس الحياة مسرقة دائماً فعيشوا بالمحبة الباذلة.