• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

كلنا في الموازين إلى فوق

مارس 24, 2022

كلمة رئيس التحرير / سميح نان

كثير من الناس يعتقدون أنهم أفضل من غيرهم، وقد تكون هذه حقيقة، ولكن مجرد الشعور بالأفضلية هو شيء مزعج للشخص نفسه ولمن حوله أيضاً.
فلا بدّ من أن نعرف حقيقةً تريحنا في التعامل مع الآخرين ووتساعدنا في الحكم على الأشياء أو الحكم على الآخرين.
هذه الحقيقة هي أننا جميعاً في الموازين إلى فوق، أي أنه ليس شخص أفضل من الآخر ولا بدّ للمرء أن يعرف جيداً أنه إن كان مميزاً عن غيره في شيء، فغيره أيضاً هو مميز عنه في شيء آخر، وإن كنت أنا أفضل من فلان في شيء، ففلان أيضاً أفضل مني في شيئ آخر.
ولا ينبغي أن أضيع وقتي في البحث عن أخطاء للآخرين أو في إعلان الشكوى على الآخرين ممن أظن أنهم مخطئون.
فالاعتراض البنّاء يمكن أن يكون ولكن بشروط:
أولاً أن أتحدث مع صاحب الشأن في اعتراضي عليه، ولا أكلم غير دائرة اختصاص أو أفضح أمره علانية.
ثانياً أن يبدأ انتقداي بمدح الجانب الإيجابي قبل أن أعلن اعتراضي على الجانب السلبي.
ثالثاً: أن يكون اعتراضي للجانب السلبي في حدود تقديري لمجهود ومعرفة وثقافة الآخر، ولا أسخر من ثقافته أو أعتبرها «بملء الفم» خطئاً فادحاً.
فهناك -للأسف- بعض الناس، وظيفتهم في الحياة هي انتقاد الآخرين فقط، ولا يهم عندهم أن الآخرين يصلحون من أنفسهم أم لا، ولكن المهم فقط هو إعلان الانتقاد أو التصريح بالإدانة للآخر.
ولكن إن بحثنا في أولئك نجدهم غير منتجين بالمرة، ولم يفعلوا شيئاً في حياتهم ولم يحققوا تقدماً ولا إنجاز لهم، وهم غير متقدمين بالمرة، لكنهم فقط راقدون على الفراش تحت غطاء يخفي عيوبهم، ولا يبحثون إلا في أخطاء الآخرين ويجهرون بها.
هيا يا أحبائي نترك خلفنا انتقاد الآخرين وننظر إلى أنفسنا لنسأل: ماذا أنجزنا؟ وما الذي يجب أن ننجزه، وكيف نتقدم للأمام، ومن هم الذين يمكنهم مساعدتي لأقوم بعمل ما وأنجزه على أكمل وجه، وكيف أكون ناجحاً، وكيف أساعد الآخرين ليكونوا ناجحين مثلي.
تعالوا بنا ننظر لأنفسنا أننا عندنا ضعفات نحتاج إلى تصحيحها قبل أن ننتقد الآخرين، بل علينا أن نعالج أعيننا حتى تبصر جيداً ليمكننا أن نساعد الآخرين على التغلب على أخطائهم وتخطي العقبات.
هيا نعمل على لإصلاح أخطاء الآخرين في سريّة تامة دون أن ننتقدهم على الملأ، بل دعونا نصلح منهم في الخفاء ليجازنا الله علانية.
أختم كلامي لكل الأحباء بالقول: بالكيل الذي تكيلون به للآخرين سيكال لكم، ومن زرع خيراً وجده، ومن زرع شراً حصده.

فإن كنت حكيماً فأنت حكيم لنفسك، وإن استهزأت فأنت وحدك تتحمل.