• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

رسالة الي الدولة المصرية

ديسمبر 16, 2022

كاتب ومفكر مصري

لماذا لا يوجد لاعبين أقباط في كرة القدم؟
عاشت مصر سنوات عجاف ساد فيها التعصب الديني إلى أقصي الحدود ووصل إلى كل مفاصل الدولة المصرية وإلى كل المؤسسات، وعاني أقباط مصر شرّ المعاناة، وصرخوا صرخات مدوّية إلى أن جاء رئيس لكل المصريين وهو الرئيس السيسي، وهو الوحيد الذي في عهده تنسم الأقباط نسمات الرضا بعد أن أصابهم الإحباط واليأس، وهناك البعض الذين لاذوا بالفرار من مصر ومن قسوة الاضطهاد وبرغم الإنجازات التي لا تُعدُّ من الدولة المصرية إلى تحقيق العدالة والمساواة مع كل أطياف المجتمع بما فيهم الأقباط، إلا أن العدل لم يبلغ مداه في كل الأوساط، فما زال التعصب الممنهج موجود في بعض المؤسسات مثل المؤسسة التعليمية والرياضية وبما أننا نشاهد مباريات كأس العالم بكل شغف إلا أننا يملأ قلوبنا الحزن على منتخبنا المصري الذي خرج من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم حيث إن منتخبنا يغيب عنه العدل وإذا غاب العدل لا بُدّ أن يحلّ الظلم والفساد والتعصب الأعمى.
ومن ثم لا بُدّ من تدخل الدولة المصرية بقوة في الشأن الرياضي حيث لا يرى جمهور كرة القدم ما يلوح في الأفق من بارقة أمل لطالما منظومة الفساد والتعصب تسيطر على كرة القدم المصرية.
من هنا أوجّه صرخة قبطية إلى رئيس كل المصريين.
إن كان عدد اقباط مصر يبلغ من 15: 20 % تقريباً من جملة تعداد المصريين فلماذا يغيب عن منتخبنا الأقباط، ويشترط القائمين علي الأندية على اللاعب المحترف المسيحي إن أراد أن يدخل أي نادي من أندية الدرجة الأولي أو خلافه، عليه التخلي عن ديانته أو يلعب باسم مستعار وعليه أن يختار بأن يضحي بمبادئه وديانته، أو يضحي بموهبته الكروية !!
والسؤال.. هل أصبحت كرة القدم المصرية كرة إسلامية فقط؟
إن ما ذكرته آنفاً، هو على فم بعض الضحايا الذين تخلوا عن موهبتهم بسبب التعصب الأعمى الذي يسود على الأوساط الرياضية والمسؤولين عن الرياضة في مصر، ومن الواضح أن هناك اتفاق على إقصاء الأقباط بدون مسببات واضحة وصريحة!!
وبرغم أن الدستور المصري لا يفرّق بين أبناء الشعب المصري إلا أنه هناك اتفاق عرفي بعدم قبولهم داخل الأندية الرياضية.
وقد شهد شاهد عيان على وجود تعصب أعمي ممنهج ضد الأقباط وهو اللاعب الشهير أحمد حسن ميدو، وقد تحدث في لقاء تليفزيوني عن وجود «عنصرية» ضد المسيحيين في ملاعب الكرة المصرية قائلاً: «هل يُعقل ألا يكون هناك في تاريخ الكرة المصرية سوى خمسة لاعبين أقباط فقط في الـ «توب ليفل»؟
وقال هناك الكثير من اللاعبين الأقباط يتوقفون عن لعب الكرة في سن صغيرة بسبب التعصب الديني الذي يواجهونه في فرق كرة القدم، ولا بُدّ من مواجهة هذه المشكلة الكروية والجدير بالذكر أن الكرة لا تعرف الدين أو الكفر، ولكن الكرة تعرف الموهبة والإبداع ومن هنا يأتي الدور الإلهي. الله مع المجتهد. فمثلا إن كان هناك فريقان متدينان ومؤمنان وكلاهما قدما الكثير من الصلوات والدعاء والابتهال إلى الله..
السؤال، مع من يكون الله؟ بغض النظر إن كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود، بكل تأكيد أن الله سوف يكون مع المجتهدين وليس مع الساجدين او الملتحين، وهكذا في كل مجالات الحياة.
ومن هنا أناشد الدولة المصرية وكل المعنيين، غيّروا الجغرافيا الكروية فيتغير التاريخ الكروي، نريد مناخ إدارة كرة قدم نظيف من الفساد والتعصب والعنصرية، نريد منتخب مصري عظيم به مينا وجرجس وحنا، كفانا هبوط، ومستوى مذري طوال الأزمنة الماضية