• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

طبيب يستأذن المريض

مارس 30, 2023

سميرة عطية ميخائيل

ذات يوم كان هناك مريض مطروح عند بركة بيت حسدا، ينتظر ثمان وثلاثين سنة ليجد أحداً يلقي به في البركة لكي يُشفى من الماء الذي يحركه الملاك.
إنه عاجز عن الحركة لا يستطيع العودة ابدا ٠٠٠
ولكن في لحطة السكون، وبعدما انتابه اليأس من الشفاء، وبعدما تركه كل أحباؤه بعد ان انقطع بهم الأمل في شفائه، جاءه الطبيب بنفسه ليشفيه وقال له: ( أتريد أن تبرأ؟)
ما هذه العذوبة وهذا الحنان ٠٠٠ يا لرقتك يا يسوع، هل تستأذن منه لكى تشفيه؟
يقول يسوع الحبيب: «لقد انتظرته كثيرا، ٣٨ سنة لكي يعود لكنه تقاعس، حتى ضمرت أطرافه وضاعت منه كل فرصة للعودة، كان لا بد أن آتى بنفسي لأفتقده ولكن ليس دون رأيه، ولا بالاقتحام، بل بالاستئذان».
نعم، مهما كان مرضك، فهو قادر أن يشفيك، ولكنه لن يقتحمك، فكثير من الناس يقولون: «الله يرى أني محتاج إلى الشفاء، فلماذا لا يشفني من مرضي».
هو بالفعل يعرف، لكنه لا يقتحم إرادتك، فعليك أن تتطلب الشفاء لتناله، وتتعافى بالكامل، فجرب ان تطلب لكي تجده عندك، في غرفتك، نعم، إنه موجود، اطلب منه وهو لن يتأخر ولن يتقاعس عن شفائك.
قل له: سيدي المحبوب، ها أنا مفلوج ولى زمان طويل متكاسل في فراش المرض والخطية حتى ماتت فيَّ كل رغبةٍ في التوبة، وذبلت في كل رغبة للصلاة والعودة إليك٠ فهل لي أن تفتقدني بصلاحك وتبرئني؟ إنني عاجز عن العودة فهل لي أن تأتى إلي؟
لقد فشلت معي بركة بيت حسدا بكل أروقتها الخمسة فهل تأتى الي لتشفيني بالكلمة؟ ليس لي ملجأ سواك وليس لي طبيب إلا إياك، فدعني أقبل نعمتك كما قبلها المفلوج الذي حمل سريره ومشى ونهض ليخدمك، ويبشر باسمك في كل مكان. فاشفني يا رب من كل تجربة نجيني.