• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

أرضك العطشانة

سبتمبر 15, 2022

إن الأرض التي تُترك كثيراً بلا ماء، قد تجدب ولا تكون مفيدة للإثماربل ستصبح جرداء لا فائدة منها.
ولكي تعود هذه الأرض إلى طبيعتها عليك ان تسقيها جيداً كي تعيدها إلى رونقها.
وعندما يُسكب الماء عليها، قد تشرب الماء ولا يظهر أنها ارتوت أو شبعت، وقد يحتاج الأمر إلى وقت كبير وجهد كثير وكد وعرق وتعب.
ولكن في النهاية لا بد أن تشبع من الارتواء وتبدأ في سقي الزرع حتى ينمو ويكبر ويزهر ويثمر.. وعندئذ يمكنك أن تحصد حصاداً وفيراً وتسعد به وتهنأ نفسك.
هكذا الأمر في حياتك.. فإن كنت قد أهملت نفسك في الماضي، وارتكبت أخطاءاً تسببت في تدهور حياتك، ونتيجة لذلك صارت أمورك متعثرة، وحياتك وكأنها مجدبة وغير مثمرة، وصارت أرضك موحشة ونفسيتك مقفرة.
ثم انتبهت لحالك وفكرت في نفسك أن تضبط أمورك وتصلح من طرقك، وأردت أن تصنع تغييرات جذرية في حياتك لكي تصير حياة ناجحة، وتريد أن تعمل بكد واجتهاد وتبذل قصارى جهدك في العمل لتحقيق أهدافك لكي ترى الثمر.
قد تبذل قصارى جهدك، ولم ترى ثمراً وقد ترى أرضك وكأنها ما زالت مجدبة.
فلا تقلق يا صديقي.. فإن أخطاء الماضي كانت كثيرة، والخيط الرفيع الذي التفّ حولك، تحول إلى سلاسل مجدولة قيدتك.
فالأمر ليس سهلاً وقد يأخذ وقتاً طويلاً، وقد تعاني إلى حينٍ، ولكن ليس كما الوقت الذي أضعته في الماضي، بل سيكون أقل بكثير، ولو أن وقت البناء أطول من وقت الهدم، إلا أنك في هذه المرحلة، طالما أنك فِقتَ وانبهتَ وقررت أن تتقدم للأمام وأخذت القرار الصائب بإصرار وقررت أن تضع يدك على المحراث ولن تنظر إلى الوراء، فلن يضيع تعبك هباء، ولن تضارب الهواء أبداً.. بل أنت على الطريق المستقيمة.
فالآن أرضك ما زالت عطشانة لأنك لم تعوض كل ما فقدته، ولم تسدد كل الخانات التي فتحتها على نفسك في ماضي أخطائك، وتسببت لك في خسارات كبيرة فادحة.
ولكن بالصبر، والجهد والعزيمة القوية، سترتوي أرضك، وعندما تشبع من سكب مجهوداتك المضنية عليها.. عندئذ عليك أن تجني الثمار، وبعد وقت ليس ببعيد سوف ترى الإثمار، وستفرح بما فعلته يداك من جديد، وستشرق شمسك ويطلع الفجر وتصير حياتك نهاراً مشرقاً سعيداً.
فلا تتعجل أن ترى النتيجة وأنت لا زلت في أول الطريق، ولا تقلق من عدم وجود الثمر.. فأرضك حالياً ما زالت عطشانة.