• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

انهيار القدوة

سبتمبر 9, 2022

تعلمت منذ صباي من أخي الأكبر أن لا أتخذ من الإنسان قدوة، لأنه إن انهار هذا الـ «قدوة» فستنهار بالتبعية كل القيم والمبادئ.

إن انهيار القدوة امر مرعب، يضر بالمشاعر حيث انهيار كل قيمة في الحياة، مما يؤدي إلى اليأس والفشل، وقد تظلم الدنيا في عين اليائس وتتحطم الآمال، وربما يصل به الإمر إلى فقد الثقة في جميع الناس، بل قد يتطور الأمر إلى نمو دافع الانتحار عند الذي فقد القدوة الحسنة.

بالتالي لا يجب أن نتخذ من الإنسان قدوة، ولكن خذ القدوة من المثل الذي لا ينهار، خذ القدوة من المبدأ نفسه، لأن المبدأ باقٍ لا يتغير بتغير الظروف ولا المكان ولا الزمان.

فمثلاً: المبدأ القائل:(لا تؤذ أحداً، وساعد الناس بقدر ما تستطيع) هو مبدأ ثابت، إن اتخذت شخصاً مثالاً لك في عدم الأذى ولكنك وجدته يوماً يتسبب في إلحاق أي ضرر للآخرين، فسوف ينهار عندك ذلك المبدأ.
ولكن اجعل المبدأ نفسه هو منهج حياتك وليس الشخص.

وكن أنت المساعد للآخرين ولا تضر بأحد من الناس، وإن سقطتَ يوماً، فلن ينهار المبدأ عندك، لأنك تعرف نفسك جيداً، وستقوم من سقطتك وتصلح من ذاتك وترجع عن زلتك.

صاحب المبادئ دائماً واحفظها في قلبك دائماً، ولا تجعل عدو الخير ينسيك إياها، بل انقشها على قلبك لتحيا بها على الدوام حتى تثبت في هذه الحياة، ولا تجعل المواقف الصعبة تتغلب عليك.

وإن وجدت أن هناك أشخاصاً ينهارون أمامك، لا يهمك، بل اعلم أن الإنسان ضعيف ويمكن أن يخطئ، وإن سقط صاحب مبدأ أمام عينيك، فليس العيب في المبدأ بل فيه هو.

فالمبادئ ثابتة، لا تتغير، وإنما الإنسان هو الذي يتغير أو تؤثر عليه الظروف المحيطة به.
فلا تتكئ على جدار قابل للسقوط، حتى لا ينهار عليك ويحطمك، ولا تسند رأسك على الهواء حتى لا تهوى رأسك.