• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

يَجِبُ أَنْ يُحَاكَمَ مَنْ أَنتَزِعُ الطِّفلَ شُنُودَةَ وَتَسَبَّبَ لَهُ فِى شَرخٍ وَأَلَمِ نَفسِى دائم؛ فَالْإِسْلَامُ لَمْ يَحرُمْ التَّبَنِّى

سبتمبر 15, 2022

بقلم:د مصطفى راشد

تابعت من استراليا ما يحدث فى جمهورية الموز مع طفل أسمه شنودة لم يبلغ من العمر ٤ سنوات.
انتزعته الحكومة من بين أحضان أمه وابيه اللذين قاما بتربيته بعد العثور عليه داخل إحدى الكنائس.
وكان الطفل سعيداً مدللاً معهما ويعتقد أنهما أبويه وهما يستحقا الإشادة والتكريم لو فى دولة تحترم الإنسانية.
حتى أصدر أحد أفراد النيابة العامة -رغم أن لدينا نائب عام محترم- قراراً بانتزاع الطفل من أحضان والديه بالتبني وليس من المهم فى شيء أن يقول لطفل فى هذا العمر أنه ابن لقيط وليس المهم أن يبكى الطفل طول الوقت على والديه الذى لا يعرف غيرهما وايضا قرر تغيير اسمه ليوسف فتخيلوا حجم الصدمات لطفل أربع سنوات ولم يحاسب وكيل النيابة أحد على هذه الجرائم فى حق الطفل رغم أنه فعل كل ذلك بدون سند قانونى بل رؤية شخصية لوكيل النيابة فقط بل ايضا قرر هذا الجهبذ فاقد الإنسانية منع والديه بالتبنى ايضا من رؤيته ليمعن فى ضرر الطفل نفسيا وكأنه ينتقم من الطفل.
وكان على الجهبذ أن يضع رقابة شهرية من وزارة الشؤون الاجتماعية على الطفل فى سريّة تامة لو كان يُخشى عليه ويمنع وضع ديانة له حتى يبلغ عامه الـ ٢١، فيختار هو ما يريد.
لحمايته من صدمة فى هذا السن، لأنك أيضا يا جهبذ لو فرضت عليه عقيدة الأن ربما يغيرها حينما يكبر فماذا ستفعل يا فحطل عصرك وأوانك ي امن جلبت غضب الله على البلد وللأسف حدث ذلك منذ ايام وكاننا فى عالم الغاب ولو كنت موجودا بمصر لقمت برفع جنحة مباشرة ضد من اصدر هذا القرار الأرعن مهما كان مركزه لسجنه وطلب تعويض شخصى منه 5 مليون جنيه لعلاج الطفل من الصدمة لأن الجهبذ خالف اربع مواد بالدستور المصرى و ١٢ مادة من مواد نص البيان العالمي لحقوق الإنسان الصادر فى ١٠ ديسمبر ١٩٤٨ والذي وقعت وشاركت مصر فى اصداره بباريس وايضا طلبت ايضا رأي علماء الطب النفسى فيما سببه هذا القرار على نفسية الطفل والذى لم ولن تمحوه مئات العائلات ودور الرعاية للأيتام وكل ذلك بسبب ايمان الجهبذ بحديث مزور على سيدنا النبى ص يقول كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ علَى الفِطرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ البَهِيمَةِ تُنْتَجُ البَهِيمَةَ هلْ تَرَى فِيهَا جَدعَاءَ»، وهو حديث مزور سند ومتن لكن الجهبذ يتخيل انه سيحول ٨ مليار انسان بالعالم إلى مسلمين ونسي أن الله هو الذي اراد أن نكون مختلفين شعوبا وقبائل لنتعارف كما أنه ايضا ارتكن الجهبذ لما قد أشاعه الفقهاء والمشايخ بجهل بأن الإسلام حرم التبني بسبب فهمهم القاصر للنصوص فقد خلطوا بين التبنى وخلط النسب فالإسلام منع أن يعطى طفل اسم غير اسم ابيه حينما قالت الآية (ادعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ[الأحزاب]. ص ق.
وهذا هو العدل أن ينسب الطفل لوالده وان كان والده غير معلوم فهو اخ لك أي يمكنك ان تعطيه اسمك مما يعنى ان التبني وحمل اسم المتبنيي محرم اذا كان الطفل معلوم الأب اما اذا كانا غير معلوم فتربيته ومؤاخاته بإعطائه اسمك امر شرعي يحثنا الله على فعله ثم كيف يحرم الإسلام التبني والرسول ص يقول (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة». وأشار بإصبعيه، السبابة والوسطى) اي يعنى كافل اليتيم يضمن الجنة وهو ما يعنى ان من تبنى طفل ورعاه وكفله حتى يكون انسانا صالحا ضمن الجنة ومن يحتج بالآية 37 من سورة الاحزاب بزواج النبى ص من زينب زوجة ابنه بالتبنى زيد فى قوله تعالى ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ) فالآية لم تمنع او تحرم التبنى فلا تحملوها غيرا ماتحتمل والقرآن ذكر كثيرا فضل تربية وكفالة اليتيم والمساكين منه قوله تعالى في سورة البقرة ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحسَانًا وَذِي الْقُربَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) وقوله فى سورة الضحى اية 9 ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَر ) وقوله فى سورة الماعون ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وغيرها عشرات الآيات التي تبين فضل كفالة وتبني اليتيم والفقير والمسكين بشرط ان لا تعطيه اسمك اذا كان معلوم الأب فتتبناه باسم ابيه المتوفي أو اذا كان ابوه موجوداً وغير قادر ويوافق على ان تتبناه بشرط ان يبقى على اسم والده، ونؤكد بلا شك أن رعاية وتبني اليتيم والمساكين والفقراء هو فرض عين على كل قادر وذلك لقوله تعالى : ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) . وقوله (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) وقوله ( وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون ) . وَلِأَنَّ فِي تَركِ الْمُحتَاجِ اوْ طِفْلٍ لَقِيطٍ فِيهِ تَعرِيضًا لِنَفْسِ بَرِيئَةٍ لِلْهَلَاكِ، وَذَلِكَ مَنْهِيٌّ عَنهُ فَمَنْ مِنكُمْ يُرِيدُ انْ يَضمَنَ الْجَنَّةَ عَلَيْهِ بِتَبَنَّى يَتِيمٍ أَوْ فَقِيرٍ اوْ مُحتَاجٍ فَهَذَا هُوَ شَرعُ اللَّهِ الصَّحِيحُ وَلَا تَسْتَمِعُوا لِلْجُهَلَاءِ الَّذِينَ حَرَّفُوا شَرْعَ اللَّهُ بِجَهْلِهِمْ .

اللَّهُمَّ بَلَغْتِ اللَّهُمَّ فَاشْهَد وَاللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السَّفَاءُ مِنَّا