• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

مَنْ زرع الحرب حصد الدمار

مارس 30, 2023

كل يوم يتحدث الإعلام عن الصفقة التاريخية ألا وهي اتفاقية أوكوس النووية كسلاح رادع تحسباً للحروب والدمار الشامل.
تلك الصفقة التي ستقدم بموجبها الولايات المتحدة وبريطانيا غواصات نووية بتكنولوجيا متقدمة إلى أستراليا، كاستعدادت حربية ضد الصين، وبالتالي أثار ذلك غضب الصين التي اعتبرت أنه تهديد مباشر لها.
وتتمثل «اتفاقية أوكوس» في تحالف دفاعي وأمني طويل المدى بين أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة، يهدف إلى مواجهة التوسع العسكري الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
هناك حكمة تعلمتها وأنا في المدرسة الابتدائية: مّنْ جدَّ وجد ومَنْ زرع حصد.
فمن يزرع الحب يحصد السلام، ومّنْ يزرع الحرب، يحصد الدمار، ومَنْ يزرع السلاح يحصد الفقر والجوع.
كنت اتوقع أن أقرأ في الأخبار أن أستراليا عقدت صفقة تجارية تاتي بالخير الوفير علينا.. أو أن هناك افتتاح لمصانع جديدة.. أو أن هناك استصلاح لأراضي صحراوية حولت الرمال إلى أرض خضراء.
لكن الصدمة أنني أقرأ كل يوم عن الصفقة المزعومة «أوكوس» والغواصات النووية الرادعة، والغريب أنهم يصورون أنفسهم والابتسامة العريضة على وجوههم وهم بجانب الغواصة النووية وكأنه مشروع استثماري يأتي بالخير على البلاد.
وبالتأكيد أن مّنْ يقرأ هذه السطور سوف يعتبرني غير عاقل وسيرد عليّ ويقول أن هذه الصفقة تمثل الشراكة التاريخية بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا حول برنامج الغواصات العاملة بالدفع النووي «أوكوس» تأكيدا للقلق الناجم عن تنامي قوة الصين العسكرية.
وأن الهدف من الاتفاق الذي وقعته لندن وكانبيرا وواشنطن حول تصنيع غواصات نووية في أستراليا يتمثل في مواجهة القوة العسكرية المتصاعدة للصين.
ولكن هل هذا هو الحلّ للرد على الصين أو هل هذا هو ردّ الفعل الجيد لمواجهة نفوذ الصين العسكرية.
هل مواجهة الشر بما هو أشر، حل للأزمة المنتشرة على الأرض والتهديدات العسكرية للصين.
هل لو كان لك عدو يريد أن يحاربك، تقوم أنت بتصنيع سلاح دمار شامل وتستفزه أكثر ليقوم هو بتصنيع ما سيدمر سلاحك؟.
هل هذه هي الحكمة؟
اعلموا يا أخوتي أن هناك حلول كثيرة لردع الشر ووقف العدوان، وذلك باتفاقيات السلام، والتعاون التجاري، وعمل صداقات واتفاقات بنّاءة، وليس بتصنيع السلاح، لأن مّن يزرع الحرب، فإنه لا يحصد إلا الدمار والخراب والموت والهلاك السريع.