مضى عام 2022 بخير وسلام والآن نستقبل العام الجديد 2023.
وإن فكرنا كيف مرّ علينا العام، لوجدنا أن الرب قد منَ علينا بجوده وكان جوداً غير محدودٍ.
ولو فكر كل واحد منا ماذا صنع الله معه، وكيف كان يسنده في وقت ضعفه، وكيف كان ينجح طرقه في وقت الفشل، وكيف كان يعينه في وقت الضيق والمرض، وكيف انقذه من مكائد شيطانية «أقصد من فكر إبليس وتنفيذ البشر»، لكان يشعر بكم هائل من الخيرات انهالت عليه من السماء.
فكر يا أخي، كم كان يحقق لك الرب امنياتك، وكم من أمنيات مستحيلات حوّلها واقع معاش.
وكم من مرة أخطأت وأوقعت نفسك في مشكلات مع اناس، وضاقت نفسك، ومع ذلك كان الرب يجبر الكسور ويشفي النفس ويعليك فوق الكل.
نعم.. إن جوده في عام 2022 كان غير محدود، فكيف كانت هناك مخططات دولية كانت نتيجتها تعصف بالعالم أجمع، لكن يد الله القديرة كانت تحبط المحاولات الشريرة.
كم من مرة يفكر رؤساء أشرار في القصف النووي وإعداد أسلحة عالمية فتاكة، ومع ذلك تتحول النيران بقدرة الله إلى رماد وتختفي كالبخار وكأن شيئاً لم يكن، ويهدأ كل من كان غاضباً.
وها نحن على أعتاب العام الجديد، هل هناك رئيس يفكر في زرع نبتة السلام لتكبر وتظلل على العالم؟
هل من زعيم يريد أن ينهض ببلده ليس على حساب الآخر، بل معاونة الآخر، ليس على حساب الشعب، ولكن بمساعدة الشعب وإشراكه في النهضة.
هل هناك مّنْ سيدعو إلى إلغاء السلاح، وتحويل لغة الحرب إلى لغة السلام؟
دعونا نتكاتف ونتحد لنسير نحو السلام، فالسلام يدفع إلى الأمام، والتفاؤل يكسر الحيلة والتساؤل.
فكفانا مخاوف، وكفانا رعب من الغد، وكفانا نبحث في قضية «البقاء للأقوى» ودعونا نلبس شعار «السلم هو الحل» لكل القضايا سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.
تعالوا نطلب من رب الكون أن يفيض علينا بجوده غير المحدود في عامنا الجديد.