خالدة العسكري

ليس غريباً ان نسمع بنشرة الأخبار اليومية حالة من حالات الانتحار لكن الغريب هو انتحار قامة ادبية رصينة ذائعة الصيت ولها مكانتها بين القراء، ولا نعرف السبب الذي دعاهم للانتحار فمنهم من يقول انه اليأس والبعض الاخر يقول انه الاكتئاب والاخر يدعّي انه الشعور الغريزي لتحقيق الذات بينما يخبرنا الفيلسوف الفرنسي (البير كامو) « ان المرء ينتحر لأن الحياة لا تستحق ان تعاش» بينما يرى الفيلسوف الألماني (فريدريك نيتشه) « ان الانتحار هو موت ارادي ومن يموت إرادياً فيموت ظافراً» .
وفي كل الأحوال ان كان هذا او كان ذاك فالخاسر الوحيد في لعبة الحياة هو المنتحر!
لذلك سوف استعرض بعض الشخصيات التي انهت حياتها بالانتحار.
يوكيو ميشيما
وهو كاتب ياباني يعتبر الاب الروحي لهم ومن اشهر ادباء اليابان ورشح لنيل جائزة نوبل ثلاث مرات.
فوجئ العالم عند سماع الخبر بأنتحاره، فقد ذهب مع اربعة من رفاقه الى معسكر الدفاع الذاتي بحجة اجراء مقابلة مع قائد المعسكر لكنهم قاموا بتقييد القائد وخرج ميشيما من الشرفة وقام بألقاء خطبة كان قد اعدها مسبقاً لكي يحرض الجنود ويقوموا بانقلاب عسكري من اجل قلب نظام الحكم الموالي للأميركيين!
لكنه تفاجأ بسخط واستهزاء الجنود فما كان منهُ الا ان دخل الى مكتب القائد وقام بالانتحار على طريقة الساموراي!!!

فرجينيا وولف
روائية انگليزية تعتبر من اشهر الروائيات في تلك الحقبة لمّا لها من انتاج وابداع ادبي، حاولت الانتحار لأكثر من مرة، فأحدى المرات قامت برمي نفسها من النافذة ومرة تناولت مئة حبة من حبوب (الفيرونال) المنّوم ولكن المرة الاخيرة كانت متقنة فقامت بأرتداء معطف ووضعت الحجارة في جيوبه ونزلت لنهر قريب من بيتها ليجدوها قد فارقت الحياة!
فرجينيا كانت تعاني من الاكتئاب والانهيار العصبي والحزن كل هذه الاسباب ادت الى انتحارها!
سليڤيا بلاث
شاعرة وكاتبة اميركية وتعتبر رائدة الشعر الاعترافي ولها شهرة كبيرة في الشعر، لها رواية وحيدة وهي (الجرس الزجاجي) التي اشتهرت بشكل كبير وتعد الرواية سيرة ذاتية للكاتبة والتي تتحدث عن شاعرة تفكر بالانتحار!
عانت سليڤيا من الاكتئاب لفترة طويلة وبعد ان تزوجت وانجبت الاطفال واخذت شهرتها بالأدب بقت تعاني لذلك قامت بغلق باب المطبخ ووضعت مناشف مبللة تحت الابواب لتكون حاجزاً بين المطبخ وغرفة اطفالها ووضعت رأسها بفرن الطهو ليجدوها صباحاً منتحرة اثر تسممها بأول اوكسيد الكاربون!
اوسامو دازاي
كاتب ياباني يعد الآن من اهم روائيي اليابان في القرن العشرين، ولد في عائلة ذات مكانة اجتماعية فوالده كانت له صلات سياسية واسعة.
نال شهرة في حياته من خلال كتاباته ولكن طيشهُ وادمانه الكحول والمخدرات وعلاقاته الجنسية حالت دون الحصول على شعبية القراء والنقاد!
حتى عائلته قطعت صلتها معه!
حاول الانتحار عدة مرات! فأحدها بالغرق،بالشنق وبحبوب منّومه!
ولكن الاخيرة كانت مع عشيقته حيث قاموا بأغراق انفسهم بقناة مائية! ليعثروا عليهم في التاسع عشر من حزيران في عيد ميلاد دازاي التاسع والثلاثين!
ارنست همنغواي
كاتب اميركي مشهور وحائز على جائزة نوبل ولطالما امتعنا بكتاباته واسلوبه الرائع، فقد عرف عن همنغواي كاتباً مرموقاً وصحفياً لامعاً وقائد سيارة اسعاف في الحرب العالمية الأولى ونال تكريماً لشجاعته في الجبهة وكان صياداً وملاكماً محترفاً وتزوج اربع مرات وكاد ان يموت مرتين!
لكن الغريب وبعد هذه الحياة الحافلة قام بأطلاق النار على نفسه ليموت منتحراً!
عرف عن عائلة همنغواي بالانتحار! فقد انتحر والدهُ وانتحرت شقيقته وشقيقه وهذا يبين نظرية وجود مشاكل جينية لدى اسرته تؤدي الى حالة تدهور عقلي ومعاناة نفسية تنتهي بالانتحار!
الحياة وهبت لنا مرة واحدة نعيشها بأنكساراتها ونجاحاتها فلا نبددها لأول هاجس يطرق ابوابنا لندعهُ يسرق قلوبنا!