• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

ستأتي ساعة

أكتوبر 15, 2022

كثير من الناس مشغولون بجمع المال والتكنيز وتخزين الثروات، وهم يحفظون مقولات غير مقنعة وهي أنهم يكنزون لمن سيرثونهم، ألا يعلم هؤ لاء أن الله يطعم الطيور التي لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن؟
وهل سينتفعون لو ربحوا العالم كله وخسروا أنفسهم؟ بالتأكيد لا، فالمال يشتري العلاج ولكنه عاجز عن شراء الصحة، يشتري السرير، لكنه عاجز عن شراء النوم، يشتري الخمر، لكن عاجز عن إعطاء العزاء وراحة البال.
ولكن هناك أناس غيرهم مشغولون بالانفراد بالسلطة والاستحواذ على ما يمكنهم اقتناصه من الآخرين عنوةً، وحجنهم انهم يبنون مستقبلاً باهراً لأجيال قادمة.
والأسوأ ان هناك مَن يقتلون ويحاربون ويحطمون ويهدمون وحجتهم انهم يسعون نحو حياة افضل ملؤها الحرية والعدالة الاجتماعية، أي انهم يقتلون ليعيشوا، ويهدمون ليبنوا بحسب أهوائهم.
كل هؤلاء إنما هم أناس لهم عيون ولكنهم لا يبصرون، لم يواجهون الحقيقة الحتمية، أنهم غير دائمون، ولا يدركون أن التاريخ لا يخلد القتلة والمجرمون، وإن ذكرهم، فإنه يذكرهم كعبرة لغيرهم.
ولكن لو كانت هناك عبرة في الماضي، لاعتبر أهل الحاضر.. ولكن لا أحد يتعلم، وما زال الناس يعتقدون ان الحياة ملكهم، ولا يعلمون ان هناك لحظة الموت، ويوم سوف يعطون فيه حساباً عن كل أعمالهم، ولن تنفعهم الأقنعة، بل ستسقط أقنعتهم وسيصبحون كالعراة أما الديان العادل، ولك حجة يتحججون بها أمام الناس، لن تنفعهم أما الذي له عيوناً تكشف أستار الظلام.
فما هو الإنسان، إنه مجرد روح ساكنة في خيمة الجسد، تتحرك وتتكلم وتفكر وتقرر، وفي النهاية تموت ويواريها التراب.
فلو فكر أولئك الذين يقتلون غيرهم لكي يحيوا هم، لعلموا أنهم يوماً ما سيموتون هم ايضاً وسيواريهم التراب، ويوم الحساب سيتقابلون مع من قتلوهم، وسيخزون أمامهم، بل ستموت كل مبرراتهم، ولن يقابلون إلا مقاضاة ودينونة على كل ما ارتكبوه من جرائم في حق الإنسانية.
يا رفاق.. لا مجال للقتل والحرب والقنص والاستحواذ، فحياة الإنسان كالبخار الذي يظهر قليلاً ثم يضمحل.. حساب السنين كالأشبار القليلة، فلماذ تزرع الدمار وأنت واهم أنك ستحصد ثماراً؟ لا تخدع نفسك يا صديقي وتذكر دائماً أن من يبذر الأسى يجني الجراح.
ويوماً ما ستأتس ساعة يعطي فيها كل واحد حساباً عن نفسه، ولن ينفع الندم بعد العدم، وسينال كل واحد جزاء ما فعل في حياته، وسيتمنى أولئك المدمرين لحظة واحدة للتوبة ولن يجدونها.