• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

دوام الحال…؟!

مارس 6, 2023

مقولة نسمعها منذ الصبا تقول «دوام الحال من المحال» وهو ما وصفه الفلاسفة السابقون بأن عالمنا عالم الأضداد، الساخن يصير بارداً والبارد يصير ساخناً، ولا شيء يدوم على حاله.
وهذه المقدمة القصيرة الغرض منها هو محاكاة الذين يتجاهلون أن الحال الواحد لا يدوم، ويعتقدون أنهم باقون إلى الأبد، وبالتالي تراهم لا يتهاونون في جمع المال والثروات والبناء والتشييد، والاستحواذ على كل ما تقع أعينهم عليه، ويتجاهلون تماماً أن هذا الحال لن يدوم طويلاً وأنهم بين لحظة وأخرى قد يفقدون حياتهم بالكامل ولن يأخذون معهم أي شيء مما تعبوا في جمعه سواء بالذكاء التجاري أو بالنهب والنصب.
وأتعجب من أولئك الذين لا يهتمون بجمع المال والثروات فحسب، وإنما يستخدمون النصب والاحتيال على الناس لكسبهم في صفوفهم، ويطلقون وعوداً قد يكون معظمها غير حقيقي، ولكن كل ما يصبون إليه هو الوصول إلى سلطة ما ليسيطروا على الناس، وبالتالي يكونون قد كسبوا المال والسلطة معاً.
ما أحوجنا ان نعلم علم اليقين أن الحياة قصيرة جداً، وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أو ماذا يعطي الإنسان فدية عن نفسه.
فاعلم يا صاحب أنك مهما كنزت كنوزاً في هذه الحياة، فلن تنفعك.. أنت تكنز وتكثر التكنيز، وتبني وتعلي.. لمن؟
إن كنت تعلم أنك قريباً ستترك كل هذا ما كنت بدأت في ذلك من البداية، بل كنت بالأحرى تكنز لنفسك كنوزاً تنفعك بعد رحيلك وتترك لك السيرة العطرة بين الناس.
وآه لو تعلم انك مهما تسلطت على الناس وفرضت قوتك ونفوذك عليهم وصرت أنت الأعلى وهم الأدنى، في النهاية أنت وهم ستسكنون قبراً واحداً، وربما تصبحون جيران في القبور.
لكنكم لن تشتركون نفس المصير الأبدي، فالمتواضع سيرتفع، والمرتفع سيوضع أسفل السافلين.
إن كنت حكيماً فأنت حكيم لنفسك، وإن استهزأت فأنت وحدك تتحمل، وويل للمستهين.