• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

هل يمكن للدجاج المعدل وراثيا منع تفشي الأوبئة في المستقبل؟

سبتمبر 22, 2021

ظهرت في العقود القليلة الماضية أمراض قاتلة، مثل الإيبولا، وحمى غرب النيل، وإنفلونزا الطيور، والسارس والآن وباء كورونا، في أجزاء مختلفة من العالم أودت بحياة الملايين. وتشترك جميعها فيما يسميه العلماء «الأمراض الحيوانية المنشأ» التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر.
تعتبر اللقاحات إحدى الاستراتيجيات الوقائية المستخدمة في بعض البلدان، لكنها لا تمنع إصابة الطيور بالعدوى. وأشارت بعض الدراسات إلى أن الفيروسات التي تصيب الطيور الداجنة يمكن أن تنتقل إلى البشر بتأثير مميت.
نتيجة لذلك، يعمل العلماء على حل دائم يتمثل في «تحرير الجينات». ويعني ذلك، تغيير جينات معينة في كائن حي لتعزيز خصائص معينة أو تثبيط أخرى. بمعنى آخر، تجميع الجينات في فئة التعديل الوراثي، والذي يتضمن نقل الجين من كائن حي إلى آخر، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
ويذكر أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية، نشر تقييما علميا في يوليو 2020، يحث الدول على اتخاذ خطوات دراماتيكية للحد من العدوى الحيوانية المنشأ، لتجنب مواجهة وباء جديد مثل كوفيد-19. كما يعمل هذا التقييم على دراسة كيفية كسر سلسلة الانتقال (من الحيوان إلى الإنسان).
من الصعب الحصول على تصريح للقيام بدراسات حول الكائنات الحية المعدلة وراثيا في الاتحاد الأوروبي، بسبب المخاوف الطويلة الأمد من الآثار البيئية والصحية العامة، حتى لو كانت غير المقصودة. وهو ما تؤكده بعض الحملات التي تقول إن التعديل الجيني يترتب عليه الكثير من المخاطر.
وقالت المنظمة البيئية غير الحكومية «غرين بيس»، ومقرها هولندا، في بيان إن استخدام تقنيات تعديل الجينات «لا يمكن أن تؤدي فقط إلى تفاقم الآثار السلبية للزراعة الصناعية على الطبيعة والحيوانات والبشر، وإنما يمكنها تحويل كل من الطبيعة، بما في ذلك أنفسنا، إلى تجربة هندسة وراثية عملاقة مجهولة، وربما نتائج غير قابلة للنقض».
في الجهة المقابلة، يشير المؤيدون إلى أن تقنية تحرير الجينات هي مجرد نسخة أكثر دقة من التربية الانتقائية التقليدية للحيوانات.
في السياق ذاته، يقول العلماء إنه كان من الممكن استخدام تقنية «كريسبر»، وهي عائلة من تسلسلات الحمض النووي الموجودة في جينومات الكائنات بدائية النواة مثل البكتيريا، لتحرير جزء من الحمض النووي للدجاج لمنع فيروس إنفلونزا الطيور من التماسك في الخلايا والتكاثر.
وتوضح البروفيسورة هيلين سانغ، عالمة الوراثة في معهد روزلين بجامعة إدنبرة، وهي جزء من فريق العلماء الذين يعملون على المراحل الأولى من هذا المشروع، أن تقنية «كريسبر» تعتبر فعالة لأنها تسمح بتغيير تسلسل الحمض النووي وتعديل وظيفة الجينات. وفي حال بدت هذه النتائج مشجعة، فيمكن عندئذ اختبارها على الطيور.
وقالت الكاتبة شارون لوين، من معهد بيتر دوهرتي الأسترالي للعدوى والمناعة، التي شاركت مع فريقها على دراسة إنزيم « CRISPR-Cas13b” إن الفريق صمم أداة «كريسبر» للتعرف على فيروس «سارس ـ كوف ـ2» المسؤول عن فيروس كورونا.
وأضافت: «بمجرد التعرف على الفيروس، يتم تنشيط إنزيم كريسبر ويقطع الفيروس. لقد استهدفنا عدة أجزاء من الفيروس، أجزاء مستقرة جدا ولا تتغير وأجزاء شديدة التغير، وعملنا جميعا بشكل جيد للغاية في تقطيع الفيروس».
يغير التكاثر الانتقائي بشكل أساسي الجينات الوراثية للكائن الحي ولكن يُنظر إليه على أنه طبيعي، في حين أن استخدام تقنية التحرير الجيني لنفس الهدف يعتبر غير طبيعي، وفق ما أشار الدكتور لورانس تيلي، عالم الفيروسات الجزيئي في قسم الطب البيطري بجامعة كامبريدج.