• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

دراسة توثق خدمة علاجية يقدمها القرش للأسماك

نوفمبر 12, 2021

اعتقاد سائد بأنه بمجرد رؤية سمكة قرش عملاقة، يكون دافعا للأسماك الأصغر حجما كي تتوارى خوفاً من الافتراس؛ لكن فريقا بحثيا أميركيا وثق انتشار سلوك غريب، تقدم خلاله الأسماك الصغيرة على الاحتكاك بهذا المفترس الضخم، وهي علاقة بدت غريبة وتم تفسيرها بأن هذا الاحتكاك «يعالج الأسماك الصغيرة من بعض الفطريات ومهيجات الجلد الأخرى».
وبينما يبدو هذا الاحتكاك مغامرة محفوفة بالمخاطر، وجد فريق البحث بقيادة برنامج أبحاث وحفظ أسماك القرش التابع لجامعة ميامي الأميركية، أن «هذا السلوك متكرر وواسع الانتشار ويمكن أن يلعب دوراً بيئياً مهماً لم يتم تقديره سابقاً». وتلاحظ في وقت سابق حالات احتكاك نادرة للأسماك بسمكة القرش؛ إلا أن هذه الدراسة المنشورة أول من أمس في دورية «إيكولوجي» وجدت أن «هذا السلوك أكثر انتشاراً عبر الأنواع مما كان يفهم سابقاً».
وفحص فريق البحث الصور تحت الماء، ومقاطع الفيديو، ولقطات الطائرات بدون طيار، وتقارير الشهود للعثور على 47 حالة لأسماك تحك نفسها بجلد سمكة قرش، وتباينت أحداث الاحتكاك، التي تم توثيقها في 13 موقعاً حول العالم، من ثماني ثوان إلى أكثر من خمس دقائق. وسجل الباحثون احتكاك 12 من أسماك الزعانف بثمانية أنواع مختلفة من أسماك القرش، بما في ذلك النوع الأبيض الكبير، وتم على سبيل المثال توثيق 25 حالة من حالات احتكاك سمكة «ليرفيس» بسمكة قرش بيضاء عملاقة، وتراوح عدد الأسماك التي تحتك بأسماك القرش بين سمكة واحدة وأكثر من 100 في المرة الواحدة.
وتقول لاسي ويليامز، من مدرسة روزنستيل لعلوم البحار والغلاف الجوي بجامعة ميامي، والتي شاركت في قيادة الدراسة مع زميلتها ألكسندرا أنستيت في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، «بينما تم توثيق حالات الاحتكاك جيداً بين الأسماك والأشياء غير الحية، مثل الرمال أو الركيزة الصخرية، يبدو أن ظاهرة الاحتكاك بأسماك القرش هذه هي السيناريو الوحيد في الطبيعة الذي تسعى فيه الفريسة بنشاط إلى الاحتكاك بحيوان مفترس». ويضيف نيل هامرشلاغ زميل أبحاث في مدرسة روزنستيل، «رغم أننا لا نعرف بالضبط سبب حدوث ذلك، فلدينا بعض النظريات، منها أن جلد سمك القرش مغطى بمقاييس صغيرة تشبه الأسنان تسمى الأسنان الجلدية، والتي توفر سطحاً خشناً من ورق الصنفرة للأسماك، ونشك في أن الاحتكاك بجلد سمك القرش قد يلعب دوراً حيوياً في إزالة الطفيليات أو مهيجات الجلد الأخرى، وبالتالي تحسين صحة الأسماك ولياقتها».