• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

دراسة تفصيلية: التدخين يسبب أضرار صحية جسيمة للمرأة

أبريل 28, 2022

أكدت الدراسات العلمية أن التدخين يتسبب في أخطار صحية جسيمة قد تصل إلى حد الوفاة، وفي حالة النساء أثبتت الدراسات أن المرأة المدخنة أكثر عرضة من نظيرتها غير المدخنة لأمراض العقم وتأخر الحمل، وكذلك أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
لكن على المستوى الاجتماعي، مسار النساء مع التدخين قد يكون كاشفا عن مراحل تطور المجتمعات عبر التاريخ.
يعد وباء التبغ أحد أكبر تهديدات الصحة العامة التي يواجهها العالم على الإطلاق، حيث يقتل أكثر من 8 ملايين شخص سنويا حول العالم، أكثر من 7 ملايين من هذه الوفيات ناتجة عن تعاطي التبغ المباشر، في حين أن حوالي 1.2 مليون هي نتيجة لتعرض غير المدخنين للتدخين غير المباشر.
وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، هناك أكثر من 200 مليون امرأة من بين مليار مدخن حول العالم، يقتل التبغ منهن أكثر من 1.5 مليون امرأة.
وتشهد نسبة تدخين الفتيات في سن الدراسة تزايدا سريعا، وتبلغ أعلى نسبة له في لبنان 54.1%، في حين يبلغ معدل التدخين بين النساء البالغات نسبا مرتفعة تصل إلى 10% في الأردن، و7% في لبنان، و6% في تونس واليمن.
ويشهد شرق المتوسط ثاني أعلى معدل عالمي (9%) لاستخدام الفتيات لمنتجات أخرى للتبغ من غير السجائر، والتي تشمل الشيشة والتبغ غير القابل للتدخين (الممضوغ أو المستنشق)، بنسبة تتجاوز 30% في لبنان، و20% في الأردن وسوريا والإمارات والأراضي الفلسطينية.
ورغم أن أعداد المدخنات تبدو مرتفعة، فإن نسبتهن أقل بكثير من الرجال، فعلى الصعيد العالمي يدخن حوالي 40% من الرجال بالمقارنة مع ما يقرب من 9% من النساء، وتعيش معظم هؤلاء المدخنات (75%) في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
لقد ارتبط تدخين النساء في أميركا الشمالية وأوروبا في نهاية القرن التاسع عشر بالأخلاق المتدنية والسلوك الأخلاقي المريب.
وظل الاعتقاد بحصر المدخنات في فئة الغانيات وصاحبات السلوك السيئ مستمرا حتى بداية القرن العشرين، حتى إنه في عام 1908 ألقي القبض على «كاتي مولكاهي»، سيدة أميركية، لتدخينها السجائر في أحد شوارع نيويورك.
ورغم أنه كان متاحا للرجال التدخين في أي مكان يرغبون فيه، كان محظورا على النساء بأمر القانون التدخين في الأماكن العامة، بحسب «توباكو هارب ويك».
تربط الإحصائيات بين الحرب العالمية الأولى 1924 وتغيير بعض الأنماط الاجتماعية والثقافية، ومنها تدخين النساء بشكل علني، إذ إنه في عام 1924 دخنت النساء حوالي 5% من جميع السجائر المنتجة. وبحلول عام 1929 ارتفعت هذه النسبة إلى 12%، وفقا لما جاء في كتاب «المرأة والتدخين»، الصادر عن المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها «سي دي سي.
أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، ومع اقتحام المرأة سوق العمل، بدأ عدد أكبر منهن في تدخين السجائر.
السرطان أو النوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو انتفاخ الرئة كلها أمراض ارتبطت باستهلاك التبغ، جعلت بعض المستهلكين يقلعون عنه.
ومن أجل زيادة قاعدة المستهلكين واستبدال الذين توقفوا عن التدخين أو ماتوا، بدأت صناعة التبغ تستهدف النساء بقوة.
بدأت صناعة السجائر حملة دعائية موجهة نحو النساء بداية من عشرينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة. أصبحت هذه الحملات أكثر قوة مع تقدم الوقت وأصبح التسويق بشكل عام أكثر توسعا، واستمرت ممارسة التسويق التي تستهدف النساء حصريا حتى يومنا هذا وتوسعت الآن على مستوى العالم.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، تروج شركات صناعة السجائر التي تستهدف النساء صورا مغرية لكنها خاطئة كالربط بين التدخين والحيوية والنحافة والحداثة والتحرر والتطور، بينما في الواقع يسبب التدخين المرض والموت.
كما تستخدم الشركات ألفاظا تجارية مضللة مثل «خفيف» و»خفيفة للغاية» و»قطران منخفض»، وتقبل النساء على هذه الأنواع من السجائر أكثر من الرجال تبعا للاعتقاد الخاطئ بأنها أكثر أمانا.
انتشار التدخين بين النساء أثار قلق المنظمات المعنية بالصحة والسلامة على مستوى العالم، وصنفت منظمة الصحة العالمية التبغ باعتباره وباء وواحدا من أكبر الأخطار على الصحة العامة في التاريخ، وحرضت الدول على اتخاذ تدابير تمنع التدخين، مثل تقليص إعلانات وعدم رعاية شركات التبغ ورفع الرسوم على السجائر.
وربما أتى ذلك بثماره أخيرا، وشهد استخدام التبغ على المستوى العالمي انخفاضا بين الذكور والإناث من 1.397 مليار عام 2000 إلى 1.337 مليار عام 2018، أي بنحو 60 مليون شخص، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وانخفض عدد الإناث اللاتي يستخدمن تلك المنتجات من 346 مليونا عام 2000 إلى 244 مليونا عام 2018، أي انخفاض العدد بنحو 100 مليون.
وتتوقع المنظمة انخفاض عدد المدخنين من الذكور والإناث بحوالي 27 مليونا عام 2025.