• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

أوكرانيا كلمة السر.. لماذا تجددت الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان؟

سبتمبر 15, 2022

لم تمضِ أسابيع قليلة على إعلان أرمينيا أنها دخلت مناقشات لتوقيع اتفاق سلام مع أذربيجان حتى اتهمت الأولى الثانية يوم الثلاثاء الماضي، بأنها شنت هجومًا «استفزازيًا» في مناطق ومدن حدودية بدون أي مبرر.
وفي الوقت الذي احتدمت فيه وتيرة الاشتباكات طيلة يومين وتوالت فيه التحذريات من تفاقم الوضع واتساع نطاق المعارك لتتحول في نهاية المطاف إلى حرب شاملة، تساءل مراقبون عن السبب الرئيسي وراء اندلاع الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان رغم دخولهما في مناقشات سلام.
هذا فضلاً عن أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حذر يوم الثلاثاء من أن روسيا لها يد وراء اندلاع تلك الاشتباكات وتسعى لتأجيج الصراع بين أذربيجان وأرمينيا وذلك في مناورة منها لصرف النظر عن المعارك الدائرة في أوكرانيا التي حققت بدورها إنجازات ميدانية كبيرة مؤخرًا وهو ما أكده الرئيس الأمريكي جو بايدن ومسؤولون أمريكيون في مناسبات عديدة.
مجلة «إيكونوميست» البريطانية حاولت تسليط الضوء على أسباب تجدد الاشتباكات بين البلدين؛ إذ نقلت عن رئيس وزراء أرمينيا نيكون باشينيان قوله إن عدد القتلى الأرمن الذي لقوا مصرعهم في تلك الاشتباكات تجاوز الـ49 جنديًا.
ولفتت المجلة البريطانية إلى بيان وزارة دفاع أذربيجان والتي أكدت فيه أن الغارات التي نفذتها فجر الثلاثاء كان بمثابة انتقام مما وصفته بـ»أعمال تخريبية» نفذتها أرمينيا فيما أشارت المجلة إلى الهجوم الذي شنته قوات أذربيجان في 2020 والذي حاولت من وراءه استعادة إقليم ناجورني قره باغ وهي منطقة تطالب أرمينيا فيها بضمانات لذوي الأصول الأرمينية.
وصفت «إيكونوميست» هجوم أذربيجان بأنه محاولة منها لإجبار أرمينيا على الخضوع لشروطها والقبول بتسوية لكن من أرضية، لكن الأهم من ذلك هو أن أذربيجيان تبدو وأنها تستغل انشعال روسيا بالمعارك في أوكرانيا بحيث لن تستطيع التدخل ودعم أرمينيا عسكريا فضلاً عن أزمة الطاقة العالمية التي اشتعلت جراء العقوبات الأوروبية على روسيا وقطع موسكو لإمدادات الطاقة عن أوروبا التي تعتمد على أذربيجان بشكل متزايد.
ومؤخرًا صرح وزير الطاقة في أذربيجان بأن بلاده تنوي أن ترفع صادرات الغاز إلى القارة الأوروبية بنسبة 30% هذا العام مقارنة بعام 2021، وهو الأمر الذي سيجعل دعم أوروبا لأذربيجان قويًا في مسألة التسوية المشروطة مع أرمينيا.
روسيا تلجأ إلى تركيا
أمس الأربعاء قال مسؤول تركي بارز إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحثان الاشتباكات التي وقعت في الآونة الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان عندما يلتقيان في سمرقند يوم الجمعة وذلك على هامش قمة منظمة شنجهاي للتعاون في أوزبكستان.
وأعلنت روسيا أنها تفاوضت على وقفٍ لإطلاق النار بغرض تطبيقه يوم الثلاثاء، لوضع حدّ للاشتباكات الدامية التي اندلعت بين أذربيجان وأرمينيا إلا أنه سرعان ما تجددت الاشتباكات مرة أخرى فجر الأربعاء، وأسفرت عن مقتل عشرات الجنود من الجهتين.
بعد اجتماع مع مجلس الأمن في أرمينيا طالب رئيس الوزراء، نيكول باشينيان، روسيا بتنفيذ بنود «اتفاقية الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة»، وهي اتفاقية بين الدولتين تتعلق بالدفاع المشترك في وجه أي عدوان، حيث قال باشينيان إن هذا القرار يأتي في إطار الدفاع عن أرمينيا بوجه «الاعتداء على مناطقها السيادية».
وتم التوقيع على الاتفاقية عام 1997 وهي وتدعو إلى تعاون وثيق بين روسيا وأرمينيا بهدف الدفاع عن وحدة أراضيهما وسيادتهما في حال وقوع هجوم من دولة أجنبية.
ورجحت المجلة البريطانية أن روسيا قد تلجأ إلى إجراءات رمزية بدلاً من التدخل العسكري حال طلبت منها أرمينيا الدفاع عنها من خلال تطبيق المعاهدة في حالة الهجوم عليها من قبل دولة أخرى.
وأشارت المجلة إلى أن أذربيجان ترغب بشدة في تقويض القبضة الروسية على منطقة القوقاز بأسرها لكنها في الوقت نفسها لن تحظى بمكاسب من مواجهة روسيا بشكل علني؛ إذ يقلل هذا الأمر من مخاطر نشوب حرب واسعة النطاق مع أرمينيا.