• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

بقلم الدكتور   /   سام نان

 

أعرف مقطعاً من آيةٍ في الكتاب المقدس، بالتحديد في سفر أشعياء الإصحاح 63 والآية 4 ((لأن يوم النقمة في قلبي)).
فتساءلت في محاجاة مع أبي السماوي، يا رب .. مكتوب عنك المحب، الرحوم، الأب الصالح، الفادي، المخلص والراعي.
فلماذا تُكِنُّ في قلبك يوماً للنقمة؟ ولمن؟ وكيف؟ ومتى؟
فجاءتني الإجابة حينما نظرتُ حولي ورأيت أناساً تنبأ عنهم الكتاب المقدس في (إنجيل يوحنا 16: 2) بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ.
فوجدتُ أناساً يقتلون ويسفكون دماءً ويذبحون البشرَ هاتفين «الله أكبر» وكأن الله نصّبَهُم كوكلاء عنه للانتقام من البشر، راضياً عما يفعلون.
يقتلون باسم الله ظانين أنهم مخولون من السماء بالقتل وسفك الدم والنسف والدهس.
تأثرت كثيراً عندما سمعت عن الحادث الإرهابي الذي حدث في الواحات بمسقط رأسي مصر، فالإرهاب ساد كل العالم وصار عادياً والناس تبلدت مشاعرهم من كثرة الحزن والآسى.
ففي كل مكان في العالم صار الإرهاب مباحاً، والقتل سهلاً، والذابح يكبّر ويكبرون مَنْ حوله «الله أكبر».
فقلت أين أنت يا رب؟ فعلمت أن المكتوب هو الردّ.. «يوم النقمة في قلبي».. إن الله قد أمهل قادة العالم ليفعلوا شيئاً فلم يقوموا بعمل شيء، ليس لعدم مقدرتهم ولكن للحفاظ على مناصبهم، ولأن الإرهاب كلما كثُر، كلما زادت سطوتهم وانشغل العالم بالإرهاب ونسي مصالحه عند حكوماته.
ومَنْ منهم عنده ضمير يتم إسكاته واتهامه بالجنون والبارانويا ويلقون عليه بالاتهامات الزائفة وكأنهم يقولون له أسكت، فنحن نريد الشعوب مشغولة.
وللأسف يدٌ واحدة لا تكفي، ورغم أن الخيط المثلوث لا ينقطع سريعاً. إلا أنه لا بُدّ من الاتحاد لأن في الاتحاد قوةً.
فلو اتّحدت كل الدول العظمى ضد الإرهاب ووقفوا وقفةَ رجلٍ واحد واخترقوا كل معاقل الإرهابيين ودكّوهم، لما قويت ذراع الإرهاب بل يموت الإرهابيون ميتة الحشرات.
ولو تغْلق الدول الباب أمام بعض المهاجرين واللاجئين الذين قد ينقلبون إلى إرهابيين يوماً لما كان هناك انتشارٌ واسعٌ للإرهاب في كل دول العالم.
ولو كانوا يصغون لأقوال العقلاء وحكمتهم وتحاجوا معهم ليصلوا إلى حلولٍ منطقيةٍ لإيقاف هذه الموجة العارمة من الإرهاب. لما كان هناك قتلٌ أو دهسٌ أو ذبحٌ.
ولكنهم لم يفعلوا ذلك، ولم يرَ منهم الله خطوةً إيجابيةً، لذلك سيتدخل هو بنفسهِ ويعصفُ بالإرهابيين وبمن شجعوا على الإرهاب سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
فيوم النقمة في قلب الرب، فاستفيقوا يا قادة العالم، قبل أن تآتي ساعة تختبئون في المغاير وفي شقوق الجبال، قبل أن تأتي ساعة تتمنون فيها الموت ولا تجدونه.