• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

مطار القليعات هل يحل مشكلة النورس بإعادة تشغيله كمطار مدني؟

يناير 25, 2017

تحقيق: ميشال حلاق وطنية – مشكلة طيور النورس حول مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي في بيروت، وما تشكله من مخاطر على سلامة الطيران المدني، أحيت الآمال من جديد وأعادت تحريك المياه الراكدة بمشروع إعادة تأهيل وتطوير مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض في القليعات وإمكانية البحث الجدي بتفعيله، وهو الذي شكل ولا يزال مطلبا حيويا لأبناء عكار منذ سنوات طويلة، وهم الآن يجددون المطالبة بإعادة تشغيله كمطار مدني، إضافة إلى لكونه في الأساس قاعدة عسكرية جوية للجيش اللبناني. فهل تحل طيور النورس المشاغبة ما عجزت عنه حكومات؟ وفي اتصال أجرته الزميلة حسناء سعادة مع وزير الأشغال العامة والنقل المحامي يوسف فنيانوس حول إمكانية تأهيل وتشغيل مطار رينيه معوض في القليعات، أكد أنه « في صدد دراسة العديد من الملفات التي تخص الوزارة، ومن بينها مطار القليعات وغيره من المطارات في لبنان. وبعدها، سيبنى على الشيء مقتضاه».وعما إذا كان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تشاور معه في هذا الخصوص، لفت إلى أنه « لم يتم البحث حتى الساعة في هذا الأمر».من جهته، وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، الذي كان قد تابع موضوع اطلاق مشروع مطار القليعات منذ انتخابه نائبا عن محافظة عكار وحتى اليوم كان قد أدلى بتصريح قبل يومين، أفصح فيه عن» نية الحكومة الاهتمام بمناطق الاطراف المهمشة، والتي ضاعف معاناتها النزوح السوري»، وقال: «هناك طرح لتشغيل مطار القليعات في عكار وتفعيل مطارات أخرى كرياق وحامات، خصوصا أننا قد نكون البلد الوحيد الذي لا مطار بديلا لاستخدامه في حال حصول أي طارىء لا سمح الله، وثمة تجاوب في هذا الصدد من الرئيس الحريري والوزير فنيانوس».ورأى المرعبي «أن المنطقة الاقتصادية الخالصة في طرابلس قطعت اشواطا مهمة، ومع التطور الذي يشهده مرفأ طرابلس أصبح من الضروري جدا الالتفات الى مطار القليعات وتأهيله وتوسعته، ليكون جاهزا فور توقف الحرب في سوريا، لاستقبال الطائرات الكبيرة التي تحتاج الى الدخول بضعة كيلومترات في الاجواء السورية، علما أن المطار حاليا يستطيع استقبال طائرات التشارتر والتدريب وأعمال صيانة الطائرات».هذا ومن المعروف أن مطار القليعات كان شهد حركة طيران مدني داخلي بإدارة شركة طيران الشرق الاوسط، التي كانت سيرت 3 رحلات داخلية أسبوعيا بين الشمال وبيروت في عامي 1988 و1989 ومع توقفه خسرت عكار والشمال مرفقا حيويا مهما كان يعول على استمراره وتطويره إمكانية تحقيق حركة إنمائية تشمل مختلف المجالات الصناعية والزراعية والتجارية والسياحية.ويشار إلى أن عددا من وزراء الاشغال العامة على مدى السنوات الماضية منذ الرئيس نجيب ميقاتي يوم كان وزيرا للاشغال وانتهاء بالوزير غازي العريضي، كانوا قد زاروا المطار، وكذلك لجنة الاشغال النيابية وعدد من الخبراء الاجانب سبق لهم أن زاروا أيضا هذا المطار، وراجت أحاديث كثيرة تم التداول بها طيلة هذه الفترة عن جدية افتتاح المطار. وثمة دراسات أعدت، وشركات جرى الحديث عن أنها حاضرة لتفيذ مشروع إعادة تأهيله وتطويره، لكن أيا من هذه الاحاديث لم يبصر النور حتى الآن.وبغض النظر عن حيثيات وآليات تجدد المطالبة اليوم بفتح مطار الرئيس معوض وتشغيله، ثمة موجبات عملانية تفترض تشغيله اليوم، إذ أن مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي في بيروت بات غير قادر على استيعاب المزيد من حركة الركاب المتصاعدة سنويا، لا سيما أن قدرته الاستيعابية هي في حدود ال6 ملايين راكب حاليا. وهناك دراسة وخطة أعدت في عام 2010 لتوسيعه وتطويره، إلا أنها تتطلب وقتا طويلا لانجازها، وهي ستفضي في حال انجازها لاستيعاب 18 مليون راكب سنويا. كما لحظت الخطة أيضا رفع عدد بوابات وقوف الطائرات لدخول وخروج المسافرين من 23 بوابة إلى 46 بوابة، 7 من هذه البوابات مخصصة لاستقبال الطائرات ذات الحجم الكبير A 380.وبناء عليه، وبانتظار تنفيذ الخطة المقترحة، بات من الملح على الدولة اللبنانية المباشرة بتنفيذ مشروع اعادة تاهيل وتطوير مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض قاعدة القليعات الجوية في محافظة عكار، بما يخدم خطة تنمية عكار لتحقيق الانماء المتوازن المقر في دستور الطائف، حيث ان هذا المطار يعتبر من حيث الموقع ولجهة هبوط واقلاع الطائرات الافضل في المنطقة، ومدرجاته مؤهلة لاستقبال شتى انواع الطائرات، فهو يقع على تقاطع طرقات برية دولية، ولا يبعد سوى بضعة كيلومترات عن الحدود اللبنانية – السورية (5 كيلومترات)، مما يساعد على إمكانية انشاء معبر حدودي مخصص للشاحنات الناقلة للبضائع بين لبنان وسوريا، وعبرها الى مختلف الدول العربية، فور انتهاء الازمة السورية، وهناك امكانية في هذا السياق لانشاء مركز جمركي حدودي مجهز بكل التجهيزات الحديثة لمراقبة الشاحنات ومعاينتها وإنجاز معاملاتها الجمركية، بما سيسهل حركة النقل ويحل مسألة ازدحام الشاحنات على المعابر الحدودية الشمالية، كما هو حاصل عند نقطة العبودية، وهذا الأمر يعزز إمكانية تخصيص المطار للشحن، آخذين في الاعتبار واقع منطقة عكار الزراعي والصناعي القابل للتطور، ما يمكن هذا المطار من أن يشهد حركة ملاحية جوية نشطة بالمعنى التجاري.كما بالامكان تخصيصه للطيران ذي التكلفة المتدنية والتشارترز، على أمل أن تتخذ كل الاجراءات والحوافز، بما يشجع كل الشركات العالمية على اعتماد هذا المطار، الذي بالامكان أيضا تخصيصه لتنظيم رحلات الحج سنويا وللرحلات السياحية. وهناك امكانية لاستخدا
مه لبرامج التأهيل والتدريب للطيران المدني، وبالامكان أيضا استخدامه لتنظيم الرحلات بين المطارات الداخلية في الدول المجاورة العربية والاوروبية. كما بالامكان استعماله لاجراء الصيانات الدورية للطائرات لمختلف الشركات.ومن الدراسات الموضوعة لإعادة تأهيل المطار، تم لحظ إنشاء منطقة حرة إلى جواره على مساحة قدرها 500 ألف متر مربع تنشأ على مرحلتين أو أكثر. واستنادا إلى دراسة الجدوى التي تم وضعها، إضافة إلى الخطة التوجيهية للمشروع، تبين أن هذه المنطقة سوف تستقطب نشاطات على صعد التجارة والصناعة والخدمات.كما أن قرب المطار من أماكن سياحية وأثرية وطبيعية يحقق فرصة كبرى لانعاش المنطقة من الوجهة الاقتصادية، وعلى الصعد كافة، لا سيما أنه يمكن أن يخلق 6 آلاف فرصة عمل في السنة الأولى لانطلاقته وصولا الى 21 ألف فرصة فور اتمامه، وفق الدراسات التي كانت موضوعة سابقا، والتي للاسف لا تزال طي الادراج، وآن أوان نفض الغبار عنها واطلاقها من جديد إلى حيذ التنفيذ، كما يجمع العكاريون وابناء الشمال عموما على المطالبة بهذا الامر.تبلغ مساحة مطار القليعات، الذي يبعد 5 كلم عن الحدود السورية – اللبنانية شمالا، حوالى 5,5 ملايين متر مربع منها 3,25 مليون م.م للجزء الجنوبي (المطار)، و2,25 م.م للجزء الشمالي (المنطقة الاستثمارية)، ويرتبط بشبكة طرق دولية ساحلية وداخلية، ويعتبر متخصصون أن موقعه أهم من موقع مطار بيروت الدولي لعدم تعرضه للعواصف والتقلبات المناخية التي قد تؤثر في حركته. وكذلك، لم تنشأ في محيطه الأبنية التي تعيق حركة الطيران. كما أن الطائرات تستطيع الهبوط والإقلاع من دون الحاجة إلى موجه، علما بأنه مجهز برادار (G.G.A) يتيح للطائرات الهبوط حتى في أسوأ الأحوال الجوية. كما أن المطار مجهز بمدرج طوله 3200 متر قابل لتطويره إلى 4000 متر، وعرضه 60 مترا، وهناك مدرج ثان بطول 3200 م مواز للمدرج، وتتوافر فيه أبنية ومستودعات للوقود وهنغارات للصيانة، وقطع غيار وأجهزة اتصال ورادار.ويشار إلى أن مدرج المطار كان تعرض خلال العدوان الاسرائيلي في عام 2006 لغارات عدة أحدثت اضرارا بالغة به، ليعاد تأهيله من جديد في عام 2007.ملخص عن تاريخ قاعدة القليعات الجوية منذ ان انشئت كانت شركة CPI للنفط تملك مطارا صغيرا اسمه مطار القليعات، تستعمله طائرات صغيرة ينتقل فيها المهندسون والموظفون والعمال التابعون لهذه الشركة بين لبنان والدول العربية. وفي عام 1966، تسلم الجيش اللبناني هذا المطار، وشرع بتوسيعه وتحديثه. وفي عام 1967، واثر العدوان الاسرائيلي، تقرر ضمن سياسة الدفاع العربي المشترك العمل على تأهيل هذا المدرج وصيانته وتوسيعه وبناء عدة أبنية للمراقبة والمستودعات ولإقامة الموظفين والإداريين والفنيين، وتم تجهيزه بالمعدات اللازمة وحمل اسم «قاعدة القليعات الجوية»، ليصبح قاعدة جوية اعتبرت آنذاك من أحدث القواعد الجوية في المنطقة. أما في عام 1989 فتم انتخاب رينه معوض رئيسا للجمهورية اللبنانية في قاعدة القليعات الجوية في جلسة عامة عقدها المجلس النيابي في احدى قاعاته. وبعد استشهاده، سمي مطار القليعات ب»مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض» بموجب قرار مجلس الوزراء.وتمت الافادة من هذا المطار في أواخر الثمانينيات كمطار مدني، بعد أن تعذر التواصل بين العاصمة وشمال لبنان، فجرى تجهيزه بما يؤهله لاستقبال المسافرين، وبدأ يشهد حركة هبوط وإقلاع ناشطة بافتتاح أول خط جوي داخل الاراضي اللبنانية، وكانت الطائرة الأولى التي استخدمت في الرحلة الأولى من نوع بوينغ 720 تابعة لطيران الشرق الاوسط ناقلة 16 راكبا من الشمال الى العاصمة اللبنانية، ثم سيرت شركة ال»ميدل إيست» ثلاث رحلات أسبوعيا، وزادتها في ما بعد الى رحلتين يوميا، وقدر حينها أعداد المسافرين الذين استخدموا مطار القليعات بنحو 300 راكب يوميا مثبتا نجاحه كمطار مدني.