• الجمعة. نوفمبر 10th, 2023

محمد علي بكلماته من الغرور إلى الحكمة

يونيو 14, 2016

151210123208_mohamed_ali_640x360_getty_nocredit (1)

على مدار أكثر من نصف قرن، استمتع العالم الأقوال الساخرة التي كان الملاكم الأمريكي الراحل محمد علي يطلقها على مدار حياته.

وترصد بي بي سي عددا من أشهر تلك الأقوال التي جاءت على لسان البطل الرياضي الأسطوري والتي تتضمن أبرز الأقوال الساخرة التي تناولت مجالات عدة «من الملاكمة إلى السياسة مرورا بالدين».

الملاكمة

قال محمد علي، بعد فوزه بالميدالية الذهبية في الملاكمة في الوزن الثقيل في أولمبياد روما 1960: «سوف أجعل الولايات المتحدة الدولة الأعظم في العالم،فسأهزم روسيا، وسوف أهزم القطب الشمالي. ومن أجل الولايات المتحدة سوف أحصل على الميدالية الذهبية. وقال لي اليونانيون إنني أفضل من كاسيوس.»

وقال قبل خوضه مباراة أمام بطل العالم في الوزن الثقيل آرشي مور: «لقد جمع آرشي أموالا طائلة، وأنا هنا الآن لأضع له خطة التقاعد.»

وفي فبراير/ شباط عام 1964، وقبل بداية مباراة علي أمام بطل الوزن الثقيل سوني ليستون، قال الملاكم الأسطوري: «إن سوني ليستون لا يمثل أي أهمية لي، فهو لا يستطيع التحدث، ولا يستطيع اللعب، إنه بحاجة إلى بعض الدروس في التحدث مع الآخرين ودروس أخرى في الملاكمة، وطالما أن مباراته أمامي، فسوف يحتاج إلى دروس في السقوط أرضا أيضا.»

وأضاف: «أيها الأخرق، أراهن أنك تموت خوفا عندما تنظر إلى وجهك في المرآة أيها الدب القبيح! لم تقاتل يوما سوى الصعاليك والصغار هل تصف نفسك بأنك بطل للعالم؟ إنك عجوز وبطيء إلى درجة تمنعك من أن تكون كذلك.»

وقال: «سوف أسدد إلى ليستون لكمات عديدة من زوايا كثيرة حتى يشعر بأنه محاصر.»

وتابع: «إنني أزلزل العالم.. أزلزل العالم.»

وفي 1965، قال محمد علي قبل فوزه على فلويد باتريسون، بطل الوزن الثقيل: «سوف أهزمه هزيمة نكراء، وسوف يحتاج إلى أداة لتسهيل ارتداء قبعته.»

وقال بعد فوزه على بطل العالم البريطاني في الوزن الثقيل براين لندن عام 1966: «إنه يستحق الثقة – فقد أظهر مستوى جيد لمدة جولة ونصف الجولة.»

وعندما رفض تيريل مناداته باسمه في المباراة التي جمعتهما عام 1967، قال علي: «ماذا أُدعى، هل اسمي (غبي)؟ ما اسمي؟»

وفاز البطل العالمي على أوسكار بونافينا في ديسمبر/ كانون الأول عام 1970، وقال بعد الفوز: «لقد ضربت بونافينا بقوة، ما أغضب أقاربه على طول طريق العودة إلى الأرجنتين.»

وقال: «سوف أفعل بباستر ما فعله الهنود بكاستر»، وذلك قبل فوزه على الملاكم باستر ماثيز في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1971.

وفي عام 1973، قال علي: «لم أتصور الخسارة يوما ما، لكنها حدثت الآن. وهناك شيء واحد يمكن القيام به، وهو التعامل معها بالشكل الصحيح. هذا هو ما ألتزم به تجاه من يؤمنون بي. ولابد لكل منا أن يتذوق طعم الهزيمة في الحياة.»

وقال للمعلق الرياضي الشهير للعبة الملاكمة هاوراد كوزيل: «تقولون أنني لم أعد الرجل الذي عرفتوه منذ عشر سنوات حسنا، لقد تحدثت إلى زوجتك وقالت لي أنك لست الرجل الذي عرفته منذ عشر سنوات.»

وعام 1974، قال علي بعدما فاز بالقاضية على جورج فورمان في مواجهتهما التاريخية «قتال في الغابة»: «لقد رأيت ظل جورج فورمان يلاكم، وقد فاز الظل أيضا.»

وكان قد قال قبل المباراة: «لقد صارعت تمساحا، وقاتلت حوتا، وأمسكت بزمام البرق، وألقيت بالرعد في غياهب السجن. وحدث الأسبوع الماضي فقط أن اغتلت الصخرة، وأصبت الحجر، وأودعت حجر البناء المستشفى ليتلقى العلاج.»

وبعد الهزيمة، تسائل علي متوجها لفورمان أثناء المباراة: «هل هذا كل ما لديك يا جورج؟»

وقال محمد علي «إنها مهنتي التي أجيدها تماما مثلما تنمو الحشائش، وتحلق الطيور، وتغطي الأمواج الرمال، أنا أهزم الناس.»

وكان واثقا بنفسه إلى حدٍ بعيد عندما قال إن «المباراة محسومة بالفوز أو الخسارة بعيدا عن المشاهدين، أو خلف الخطوط، أو في صالة التمرينات الرياضية، أو على الطريق من قبل أن أرقص تحت هذه الأضواء بكثير.»

اعتذاره لفرايزر

قال علي إن «جو فرايزر قبيح للغاية لدرجة أنه حين يصرخ، تغير الدموع اتجاهها وتنهمر من مؤخرة رأسه.»

وأضاف أن «أي شخص أسود يعتبر خائن بالنسبة لفرايزر. فالناس الحقيقيون بالنسبة له هم هؤلاء بيض البشرة الذين يرتدون الحلات الرسمية مثل رجال شرطة ألاباما وأعضاء جماعات كوكلوكس كلان. أما أنا، فأقاتل من أجل هذا الرجل الضئيل من حي الأقليات.»

وقال قبل مباراة «ثريللا في مانيلا»عام 1975، إنه سوف يكون هناك «قاتل، ومرتعش وقصة مخيفة عندما أذهب لإحضار الغوريللا من مانيللا.»

وبعد فوزه في مانيلا، قال علي: دائما ما أثير من أقاتلهم ليظهروا أفضل ما لديهم، لكن فرايزر هو من أثارني لإظهار أفضل ما لدي، هذا هو ما أخبر به العالم الآن. وأود أن أخبركم أيضا بأنه رجل رائع، أدعو الرب أن يباركه.»

وأضاف: «قلت الكثير عنه عندما كان الحماس يفتك بي، لكني أعترف الآن أنه ما كان ينبغي أن أقول من قلت. ونعته بأوصاف ما كان لي أن أنعته بها. والآن أعتذر له وأقولها صراحة أنني آسف. لقد كان كل ما قيل من أجل الترويج للمباراة.»

السياسة

قال محمد علي «الملاكمة هي مشاهدة الرجال البيض لاثنين من السود يضربون بعضهما البعض.»

وقال أيضا «إن اسم خسيوس كلاي اسم للعبيد لم أختره يوما ولا أريده. أنا محمد علي، وأصر على أن يستخدم الناس هذا الاسم عندما يتحدثون إلي.»

وقال قبيل مباراته أمام جيري كاري عام 1970: «ليس هناك داع لأؤكد على أن ما أفعله عمل جاد. فأنا لا أقاتل رجلا واحدا بل كثير من الرجال الذين يظهر من بينهم رجل واحد لا يُهزم ولا يُقهر. ومهمتي أن أحصل على الحرية لثلاثين مليون أسود.»

وقال: «أنا الولايات المتحدة. أنا الجزء الذي لن تعترفوا به من هذه البلاد. وأنا أيضا أسود،ويجب ان تعتادوني كذلك واثق بنفسي، ومغرور أحيانا. اسمي ليس كأسكمائكم، وديني ليس دينكم، وأهدافي أنا لا أهدافكم أنتم، يجب ان تعتادوا على ذلك أيضا».

وأضاف: «لقد أتوا بنا إلى هنا منذ 400 سنة للعمل، فلماذا لم نبن أمتنا الخاصة بنا ولا زلنا نتسول الوظائف؟ لن نكون أحرارا أبدا حتى نمتلك أرضنا. إن عددنا 40 مليون شخص، ولا زالنا لا نمتلك هكتارين من الأرض.»

وقال: «سوف أقاتل من أجل وضعنا الاجتماعي، ليس لصالحي الشخصي بل للارتقاء بإخوتي الذين ينامون على الأرضيات الخرسانية اليوم في الولايات المتحدة. فالسود هم أولئك الناس الذين يعيشون على الإعانات الاجتماعية، والذين لا يجدون قوت يومهم، والذين لم يتلقو أي تعليم، والذين ليس لديهم مستقبل.»

وأضاف: «أعرف أنه علي أن أنجح بينما يقبض ملايين السود على النار. لكنني لن أكون حرا ما لم ينالو حريتهم.»

وعقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول التي تعرض لها برجي التجارة العالميين عام 2001، أعرب عن عميق حزنه قائلا: «أشعر بعميق الأسى عندما يُقحم اسم الإسلام والمسلمين في أمور تتعلق بالمتاعب وتمهد للكراهية والعنف. فالإسلام لا يأمر بالقتل لأن معناه السلام. ولا أستطيع أن أقف مكتوف الأيدي أشاهد قائمة بأسماء أشخاص مسلمين هم سبب تلك المشكلة.»

رفضه الخدمة في صفوف الجيش الأمريكي

وقال علس: «لماذا ينبغي أن نرتدي زيا موحدا ونسافر لعشرة آلاف ميل بعيدا عن بلادنا ونسقط القنابل ونفتح النيران على ذوي البشرة الداكنة في فيتنام في حين يُعامل من يطلقون عليهم (الزنوج) في لويزفيل يُعاملون كالكلاب ويُحرمون من أبسط حقوق الإنسان؟»

وأضاف: «ليس لدي مشكلة مع الفيتناميين، فلم ينعتني أحدهم من قبل بالزنجي.»

وقال أيضا: «لن أسافر عشرة آلاف ميل للمساعدة في قتل وحرق أمة فقيرة، وذلك ببساطة لأنني إذا قمت بذلك، فسوف أساعد على استمرار سيطرة سادة العبيد من البيض على أصحاب البشرة الداكنة في العالم.»

شخصيته

هناك بعض الأقوال التي جاءت على لسان محمد علي تجسد شخصيته بالكلمات، من أهمها: «حلق كالفراشة، والسع كالنحلة، لا يمكن أن تضرب مالاترى».

وقال أيضا: «أنا الأفضل».

وأضاف: «أنا لست الأفضل فقط، أنا أفضل من الأفضل نفسه. فأنا لا أهزمهم فقط، لكني أعاود الكرة، أنا أجرأ وأجمل وأفضل، وأكثر الملاكمين علما ومهارة داخل الحلبة اليوم.»

وقال أيضا: «الناس لا يدركون ما في أيديهم حتى يفقدوه. ولدينا أمثلة على ذلك، منها الرئيس كيندي الذي لم يكن أحد يحبه، وفرقة البيتلز، وهي فرقة لن تتكرر. مثل رجلي المفضل ألفيس بريسلي. وقد كنت أنا ألفيس الملاكمة.»

وعن اعتزاله، قال علي: «لا أريد أن ألاكم حتى أرذل العمر، وسوف أكتفي بخمس أو ست سنوات أخرى أكسب فيها مليوني دولار أو ثلاثة وأعتزل الملاكمة.»

وهو أيضا صاحب القول الشهير: «من الصعب أن تتواضع عندما تكون عظيما مثلي.»

واعترف بأنه لم يتفوق في دراسته، قائلا: «لم أكن متفوقا في الدراسة يوما ما، ولا أشعر بالخجل لذلك. وأعني هنا السؤال عما يكسبه مدير المدرسة شهريا؟ قلت أنني الأفضل، لكنني لم أقل أبدا أنني الأذكى.»

وقال: «أنا شخصية لطيفة في المنزل، لكنني لا أريد أن يعرف أحد ذلك، لأن المتواضعين لا يحققون نجاحات كبيرة.»

وعبر عن افتقاده للسلام مع النفس، قائلا: «الرجل الذي يستطيع أن يضرب أي شخص، لا يعرف السلام أبدا.»

وأضاف أن «الرجل الذي يرى أن العالم لم يتغير وهو في الخمسين من عمره عما كان يراه وهو في العشرين فقد ضيع ثلاثين سنة من عمره هدرا.»

وقال إن «الأبطال لا يُصنعون في صالات المران، إنما يُصنعون من شيء في أعماقهم، رغبتهم وحلمهم ورؤيتهم. قدرتهم على التحمل إلى اللحظة الأخيرة، علاوة على امتلاكهم المهارة والقدرة، لكن الإرادة لابد أن تكون أقوى من المهارة.»

وتباهى بقدراته الفائقة في الملاكمة، قائلا: «إذا تجرأت وهزمتني حتى في أحلامك، فمن الأفضل أن تستيقظ وتوجه لي الاعتذار.»

وقال: «لن أفتقد الملاكمة، بل الملاكمة هي التي ستفتقدني.»

وقال أيضا: «سوبرمان لا يحتاج إلى حزام أمان.»

وأضاف: «أنا سريع لدرجة جعلتني أطفيء مصباح غرفتي في الفندق ليلة أمس وأستلقي على الفراش قبل أن تظلم الغرفة.»

وأسهم المرض في زيادة الحكمة التي يتمتع بها محمد علي كلاي، إذ قال «ربما يكون الشلل الرعاش هو الطريقة التي استخدمها الرب ليعلمني ما هو الأهم. فقد جعلتي أبطأ قليلا مما كنت عليه، وجعلني أستمع أكثر مما أتكلم. وفي الحقيقة، أصبح الناس يهتمون بي أكثر لأنني لم أعد أتكلم كثيرا.»

وعن حياته العاطفية، قال كلا: «كان مطاردة الفتيات تستهويني، لكن الشلل الرعاش وضع نهاية لذلك. والآن لدي فرصة لأصعد إلى السماء.»

وتسائل: «هل سيحصل العالم على ملاكم آخر ينظم الشعر، ويتوقع نتائج الجولات، ويهزم الجميع، ويضع الضحكات على وجوه الناس، ويجعلهم يصرخون، هل سيجدون من هو طويل وجميل مثلي؟»