• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

ماذا تعرف عن علم نفس الخوارقي

مارس 17, 2022

في علم النفس، تسمّى دراسة السلوك والتجربة الإنسانية التي تعتبر عادةً من الخوارق علمَ النفس الخوارقي، وهو قائم على افتراض أن لا شيء خارقًا قد حدث.
ويمكن تفسير ظاهرة الخوارق بتفسيرات طبيعية ناتجة عن العوامل النفسية والجسمية التي أعطت الانطباع الخاطئ بالنشاط الخارق لبعض الناس. توجَد منشورات قديمة أعطت تفسيرات عقلية للتجارب التي يزعَم أنها خارقة، فإن مشاهدات الأشباح إنما هي نتيجة لأوهام بصرية. بل هي نتائج للهلوسة.
كتب الطبيب النفسي هنري ماودسلي في كتابه «قضايا طبيعية واشتباهات فوق الطبيعة» (1886) يمكن تفسير التجارب فوق الطبيعية المزعومة بالاضطرابات العقلية فهي ببساطة «مشاهدات وتفسيرات خاطئة للطبيعة».
في تسعينيات القرن التاسع عشر، وضع عالم النفس الألماني ماكس ديسوار والطبيب النفسي ألبرت مول وجهة نظر «السحر الحرج». فسّرت وجهة النظر هذه الظواهر الخارقة من وجهة طبيعية. أُرجِعت كل القضايا الواضحة إلى الدجل أو الإيحاء أو الإشارة اللا واعية أو العوامل النفسية. كتب مول أن ممارسات «العلم المسيحي» و«الإيمان بالأرواح» والسحر كانت نتيجة الكذب والإيحاء النومي. ناقش مول أن الإيحاء يفسّر علاجات «العلم المسيحي»، ويفسّر كذلك العلاقات التي يبدو أنها فوق الطبيعة بين الجذّابين ومسرنميهم. وكتب أن الكذب والإيحاء النومي قد يفسران الظواهر الروحانية.
كتب ليونيل وذرلي (طبيب نفسي) وجون نيفل ماسكلين (ساحر) كتاب «الخارق؟» (1891) الذي قدّما فيه تفسيرات عقلانية للأشباح والتجارب الدينية والخارقة والأرواحية. كتب كارل جاسبرز في كتابه «الأمراض النفسية العامة» (1913): كل الظواهر الخارقة للطبيعة إنما هي تجلّيات لأعراض المرض العقلي.
بدأت مجلّة «السحر الحرج» الألمانية عملها في 1926-1928. كان رئيس التحرير عالم النفس ريتشارد بيرولد، ونشرت المجلة مقالات لديسوار ومول وآخرين، وقد شملت «بعض أهم التحقيقات الشاكّة في مزاعم الخوارق».
من العلماء السابقين في دراسة علم النفس الخوارقي: ميليس كولبن وجوزيف جاسترو وتشارلز آرثر مرسييه وإيفور ليويد تكت.
وضع مصطلحَ «علم النفس الخوارقيّ» أوّلا العالمان النفسيان ليونار زوسن ووورن جونس في كتابهما «علم النفس الخوارقيّ: دراسة في التفكير السحري» (1989)، تعامل هذا الكتاب بانتظام مع ظاهرة الوعي الإنساني والأفعال التي قد تبدو خارقة لقوانين الطبيعة، ولكنها في الحقيقة ليست كذلك.
نشر عالم النفس الكندي غراهام ريد عملا كبيرا في مجال «علم نفس التجربة الخارقة» (1972).
شرحت منشورات عديدة في علم النفس بالتفصيل كيف أن الظواهر الخارقة كالوساطة الروحية والوعي المسبق وتجارب الخروج من الجسد وغيرها يمكن أن تفسّر بالعوامل النفسية من دون الإحالة إلى الخوارق. يحاول الباحثون في علم النفس الخوارقيّ أن يقدّموا تفسيرات غير خوارقيّة، يدعمها الدليل التجريبيّ، للطريقة التي تُدمَج فيها العوامل الفيزيائية والنفسية لتعطي انطباعا خاطئًا بنشاط خارق للطبيعة. بعيدا عن الخداع وخداع النفس، فإن من هذه التفسيرات: الانحيازات الإدراكية والحالات النفسية غير السوية والحالات الفصامية والهلوسات والعوامل الشخصية ومشكلات النمو وطبيعة الذاكرة.
كتب عالم النفس ديفيد ماركس أن الظواهر الخارقة للطبيعة قد يفسّرها التفكير السحري والتخيّل الذهني والتحقق الذاتي والمصادفة وبعض الأسباب المخفيّة والكذب. كتب روبرت بيكر أن كثيرا من الظواهر الخارقة يمكن أن تفسّر بالتأثيرات النفسية كالهلوسات أو الشلل النومي أو الذكريات المخفية، وهي ظاهرة تُوضع فيها تجارب لم تترك انطباعا ذهنيا كافيا على جنب حتّى تظهر فجأة في هيئة متبدّلة عن هيئتها الأصلية.
درّس ماسيمو بوليدورو، بروفيسور علم النفس الخوارقي في جامعة ميلانو بيسوكا، مادّة «المنهج العلمي والعلم الزائف وعلم النفس الخوارقيّ». من الباحثين المتميزين في هذا الشأن كذلك عالم النفس البريطاني كريس فرينش الذي أسّس وحدة البحث في علم النفس الخوارقيّ في قسم علم النفس في غولدسميث، بجامعة لندن.
أظهرت دراسة نفسيّة (كلمبرر، 1992) للأشباح أنّ مشاهدات الأشباح قد تنجم عن الهلوسات النومية (أحلام اليقظة) التي تكون مراحل انتقالية إلى النوم أو إلى اليقظة. زار 22 إنسانا أُجريت عليهم تجربة (لانج وهوران، 1997) خمسة مناطق لمسرح أداء، ثُمّ طُلِب إليهم أن يسجّلوا ملاحظاتهم عن المحيط. نصف العيّنة أفادت أن الأماكن التي كانوا فيها مسكونة، وأفاد النصف الآخر ببساطة أن البناء الذي كانوا فيه يُرَمَّم. سُجّلت افتراضات المجموعتين في استبيان تجريبي احتوى على 10 مواضيع فرعية متعلقة بالافتراضات النفسية والفسيولوجية. أظهرت النتيجة تجارب إدراكيّة أكثر حدّة في تسعة من المواضيع العشرة من المجموعة التي أخبرت أن البناء مسكون، فاستُنتج من ذلك أنّ سمات الطلب وحدها قد تحاكي تجربة خوارقيّة.