لاتبحثوا عن ليلة القدر بين أعمدة المساجد وابواب السماء ابحثوا عنها في رضا أب وأم وأخ وأخت وأبن وبنت وزوج أو زوجة في صلة رحم وإطعام مسكين وكسوة عارى وتأمين خائف ورفع مظلمة وكفالة يتيم ومساعدة مريض وإحترام الناس على إختلاف عقائدهم وأنزعوا الكراهية من قلوبكم ولا تكتموا شهادة الحق وتوقفوا عن النفاق ولا تنطقوا إلا صدقا وامتنعوا عن تنصيب انفسكم آلهة لمحاسبة الناس ابحثوا عن ليلة القدر بقول الحق وإظهار حسن الخلق وإفشاء السلام والتسامح والحب والإقلاع عن الكذب — وأعلموا أن كثرة الصلاة والصوم لن تفيدكم وأنتم تحملون شىء من هذه العلل وأعلموا أن الزكاه بالمال والبدن هما مفتاح الجنة فهما أعلى منزلة من الصلاة والحج والصوم لأن هؤلاء حق لله لكن الزكاة حق للعبد وحق العبد مقدم على حق الرب لأن الله غير محتاج والعبد محتاج كما أن الطواف على بيوت الفقراء أعظم مليون مرة من الطواف حول الكعبة.
ابحثوا عن ليلة القدر في ضمائركم قبل مساجدكم وكيف تنتظر أن تكون ليلة القدر من نصيبك وأنت على خصام أو تكره قريبك أو صديقك أو جارك أو تأخذ أجرآ أكثر من حقك أو تغش فيما تصنع أو تبيع أو تغتاب غيرك أو تغيب عن مودة والديك فصنع المعروف هو من يقى من المهالك والله لا يمنح عديم الضمير من لا يعرف الحب والسلام إلا كل هالك؛ ولن تكون ليلة القدر من نصيبك إلا اذا سامحت كل الناس وتوقفت عن ظلم وأغتياب الغير واحببت كل الناس والحيوان والشجر والطير؛؛ لأن ليلة القدر تبحث عن أصحاب القلوب المحبة النقية والضمائر الحية .