• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

قبل السقوط الكبرياء

مايو 26, 2022

كلمة رئيس التحرير / سميح نان

كثير من الناس يتكبرون ويتعالون على غيرهم، منهم مَنْ يعتقد أنه كلما تكبر على الآخرين، كلما احترموه أكثر أو على الأقل خافوه، وهناك نوع آخر من المتكبرين يعتقدون «وهماً» أنهم كلما تعكبروا وتعاطموا على مَنْ يحبهم، كلما خضع لهم محبيهم أكثر.
ولا يعرف هؤلاء المتكبرين أنهم كلما تكبروا وتعاظمت أنفسهم، كلما زاد فيهم التعالي وفقدوا حتى هيبة السماء.
وكلما تعظموا على «محبيهم» كلما فقدوا المحبة، وكلما تعالت أنفسهم إلى فوق، يوماً سيسقطون بقدر ما ارتفعوا وسيكون سقوطهم عظيماً.
فلقد تعلمتُ أنه، ما طار طير وارتفع، إلا بقدر ما طار وقع.
ألم يفكر هؤلاء أن الحياة كالبخار الذي يظهر قليلاً ثم يضمحل، ألا يفكرون في أن التعالي والتعاظم على الآخرين له آخر، وآخرته الموت والهاوية تتبعه.
لم يكن الكبرياء -كما عرّفه البعض- أنه الشعور بالرضا والسعادة عند إتمام أو إنجاز عمل ما، لأنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالسعادة والرضا عندما ينجز العمل وينجح فيه.
وإنما الكبرياء هو الشعور بالرضا عند إذلال الغير، والشعور بأنه أفضل من غيره، ولو لم تكن هذه حقيقة، فهو يسعى جاهداً أن يثبت أنه أفضل من غيره، وقد يكون هذا شغله الشاغل، في أن يسعى لإسقاط الآخرين، أو يسعى لتفشيلهم، لأنه عند فشلهم قد يظهر نجاح ذلك المتكبر، وربما لا يشعر بالنجاح إلا ذلك المتكبر فقط، لأنه لا نجاح في إسقاط أو إذلال الآخر.
ولن يشعر المتكبر بالشبع عندما يسقط أو يفشّل أحداً وإنما سيظل متعطشاً لتكرار إسقاط الآخرين، لأن لذته في ذلك، وبالتالي لن يشعر يوماً بأنه مخطئ لأن نفسه متعطشة لإهانة الآخرين وإسقاطهم.
والحل في أولئك المتكبرين، هو عدم الاكتراث بهم، ولن نلتفت إلى ما يفعلونه ونتركهم يزدادون في كبريائهم.
وسيأتي يوم وسيسقطون في كبريائهم، وسيضحك الناس عليهم.
فتقدم يا صديقي للأمام ولا تلتفت إلى من يحاول إسقاطك أو تفشيلك فيمَ تعمل، واتعب وانجز عملك بجد ونشاط، وستكون أنت الرابح في النهاية، لأن المتكبر لن ينمو ولن يزداد، لأن شغله الشاغل هو محاولة إسقاط الآخرين والتعالي عليهم.
ولكن انت تعمل وتكد وتجتهد حتى تنجح وتعلو إلى فوق، وتترك أولئك المتكبرين ينطرحون أرضاً.
اعلم يا صديقي أن نجاحك هو أعظم انتصار لك على كل متكبر، متغطرس ومتعظم.
أنه كالناقوس الفارغ الذي يصدر أصواتاً ولكنه من الداخل فارغ وليس فيه نفع.