• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

فوضى شكاوى إزدراء الأديان من كل متنطع

فبراير 20, 2022

ازدراء الأديان هى التهمة التى طالت عددا من الأسماء الشهيرة مؤخرا، ولا تزال جريمة إزدراء الأديان مثارآ للجدل بين المطالبين بإلغائها من قانون العقوبات أو تعديلها باعتبارها سيفا مسلطا على حرية الفكر والإبداع التى كفلها رب العباد بأيات محكمات معلومة من الدين بالضرورة ، وبين المؤيدين لبقائها لعقاب كل من يتطاول من وجهة نظرهم  المتعارضة مع نصوص القرآن على الأديان السماوية؛؛؛ورغم انه لم تحرك الشكاوى والدعاوى القضائية إلا من المسلمين مما اساء لصورة الإسلام السمح وكأن ملك الملوك ينتظر عبد متنطع ليدافع عنه ، بنص مادة إزدراء الأديان من قانون العقوبات المصري، التى تعاقب بالحبس مدة 6 أشهر ولا تزيد على 5 سنوات وبغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تزيد على 1000 جنيه كل من يزدرى الدين دون ان تحدد صور الإزدراء مما جعل بالمادة عوار تشريعى يسقطها بالطعن عليها أمام المحكمة الادارية العليا أو الدستورية ؛؛ ورغم ان هذه المادة أصبحت فى حكم الملغية والمعدومة؛ وذلك لتعارضها البـين مع أحكـام الدستور المصري الصادر في 2014 وبالأخص في مـواده أرقام 64 ، 65 ، 67 ، 71 ، 92 ، 95؛؛ وايضا لتعارضها الصارخ والصريح مع نص البيان العالمى لحقوق الإنسان الذى صدقت وشاركت مصر فى وضعه عام ١٩٤٨ وأصبح قانون أعلى داخلى والذى يجب تطبيقه ويقدم على قانون العقوبات إلا ان الكثير من القضاه لا يلتزم بذلك الترتيب ولا يحاسبه أحد على ذلك الإنتهاك والإهدار للقانون باساءة استخدام السلطة ؛؛ ورغم أن  كل الديانات السماوية لم تقف أمام حرية الإبداع ولم تصادر فكرا فقد زادت فى عهد الرئيس السيسى شكاوى إزدراء الأديان وكأن هناك من يريد عرقلة مشروع الرئيس لمصر الجديدة الحضارية المدنية  بحجة حماية الدين وبسبب بعض المسئولين الذين ينتمون للفكر الإخوانى المشوه والمشوش لفهم سلام الإسلام والدفع بالتى هى احسن؛؛ وقد رأينا الشكاوي والقضايا تنهمر باعداد كبيرة بالمئات كما حدث مع اصدقائى د نصر حامد ابوزيد و الأساتذة احمد عبده ماهر وفاطمة ناعوت واسلام بحيري ومحمد نصر  ود خالد منتصر والمرحوم د سيد القمنى وغيرهم  أطفال الصعيد الخمسة وجون هانى وجرجس عبيد وغيرهم ؛؛ وكأن الدين ليس له رب يحميه كما قال عبد المطلب  جد سيدنا النبى ص عندما سأل أبرهة الحبشى عن الابل  فتعجب أبرهة وقال لعبد المطلب   كنت أظن أنك أتيت لتدافع عن الكعبة فقال عبد المطلب قولته المشهورة  أنا رب الابل وللبيت رب يحميه؛؛ لذا تعجبت  من قيام أحد المتنطعين بتقديم شكوى ضد زميله الإعلامى وربما كانت  الغيرة من الشاكى  بسبب نجاح المشكو وتفوقه عليه إعلاميا  فشكاه وإتهمه بازدراء الدين الإسلامى  لمجرد أن المشكو  قال بعدم تصديقه لقصة المعراج؛؛ وعلى الفور  أنا تذكرت ماحدث معى منذ اكثر من 35 عامآ حينما كنت طالبا فى معهد سموحة الأزهرى بالاسكندرية وكان مدرسى الشيخ محمد فى عهد العميد الشيخ أبو اخوات   يحبنى جدا لتفوقى الدراسى ثم ضاع هذا الحب فى لحظة عندما قلت له أننى غير مصدق لرواية المعراج لأنها أولا وردت بلفظ خاطئ لغويا وهو المعراج وكان الواجب أن ترد بلفظ العروج؛؛ ثانيا كيف لسيدنا موسى ع  أن يكون أرحم بالمسلمين من رب العزة ومن النبى محمد ص  فبعد أن فرض الله علينا 50 صلاة كل يوم فى قصة المعراج  يتدخل سيدنا موسى ع ويطلب  من سيدنا النبى ص أن يعود ليطلب من الله التخفيف على امتى 10 مرات حيث روى البخاري (349) ومسلم (162) (رغم عدم وجود مخطوطات تقول بذلك ) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه حديث الإسراء المشهور ، وفيه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ قُلْتُ خَمْسِينَ صَلَاةً . قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ … قَالَ : فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَبَيْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى قَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً ) . وهى رواية بلا مصدر موثق بجانب عدم معقوليتها وكأن النبى الكريم يفاصل مع الله كطلب موسى ع وهو مايعنى أن موسى كان ارحم بالمسلمين من الله والنبى محمد؛؛ حاشا لهما؛؛ كما ان القرآن ذكر الإسراء ولم يذكر كلمة العروج او المعراج رغم اهمية وجلال العروج أمام الإسراء كما أن رواية الإسراء تقول أن سيدنا النبى صلى بالأنبياء فى المسجد الأقصى قبل فرض الصلاة فكيف يستقيم ذلك؟؟؟
ورغم أن الله قال فى كتابه الكريم للنبى ص لا ترد علي المستهزئين  بسورة الحجر آية ٩٤و٩٥ ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ  إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) وايضا قوله تعالى فى سورة الأنعام الآية 68 «وَإِذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ فِى آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَى يَخُوضُوا فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ) فلم يطلب الله من نبيه ان يشكوهم أو يحاكمهم أو يسجنهم وكل ماطلبه أن يعرض عنهم فأين القضاه من كلام الله ومع ذلك لم يمتثل المتنطعين لكلام الله وهو انكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة فيكون هؤلاء هم المزدرى الحقيقى للدين ؛؛ كما أن من يريد ان يدافع عن الله ونبيه بالقضايا يكون قد اساء لصورة الإسلام دون أن يدرى فقد صوره للناس كانه دين ضعيف يخشى من الراى ويحتكم لقاضى عبد ؛ ليدافع عن ملك الملوك؛؛ وان الله ونبيه الكريم لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم وينتظرون هذا المتنطع ليحميهم؛؛ حاشا لهما.
اللهم بلغت اللهم فاشهد
د  مصطفى راشد
عالم أزهرى وأستاذ القانون واتساب 01005518391