• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

فضيحة روبي – غيت لم تنته فصولها سارقة القلوب قد تعيد محاكمة برلسكوني بتهمة تضليل العدالة!

نوفمبر 5, 2016

محكمة ميلانو وجّهت تهمة الإدلاء بشهادات كاذبة إلى المغربية كريمة المحروقي و22 آخرين، بينهم محاميتها السابقة لوتشا جيوليانتي والسيناتور مارياروساريا روسي والصحافي كارلو روسيلا
القصة الكاملة لصعود بائع المكانس إلى قمة السلطة والمال في إيطاليا… وسقوطه المدوّي عنها
لا تزال المتاعب القضائية تلاحق رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سيلفيو برلسكوني، بسبب المغربية كريمة المحروقي، المعروفة في الإعلام الإيطالي باسم روبي روبا كوري روبي سارقة القلوب.
وقالت مصادر قضائية في إيطاليا إن المحروقي، التي فجّرت قبل أعوام فضيحة جنسية تورط فيها برلسكوني، قدمت شهادة كاذبة أمام المحكمة.
وبرأ القضاء الإيطالي، في أيار/مايو 2015، برلسكوني بعدما كانت محكمة ابتدائية دانته بالسجن 7 سنوات بتهمة إقامة علاقات جنسية مع كريمة حين كانت تبلغ من العمر 17 عاما، لقاء مبالغ مالية واستغلال السلطة.
وكريمة أو روبي سارقة القلوب، البالغة الآن من العمر 23 عاما، ستمثل مع 22 متهما أمام المحكمة مجددا، بعدما وُجهت إليهم تهم تضليل العدالة والإدلاء بشهادات كاذبة خلال محاكمة برلسكوني.
ووجه الادعاء العام في مدينة ميلانو، قبل أيام، اتهامات لروبي والمتهمين الآخرين، ومن بينهم محاميتها السابقة لوتشا جيوليانتي والسيناتور مارياروساريا روسي والصحافي كارلو روسيلا، وحدد تاريخ 11 كانون الثاني/يناير المقبل للنظر بالقضية.
وقالت صحيفة دايلي ميل إن برلسكوني يواجه بدوره اتهامات مماثلة، لكنه لن يحاكم مع روبي والمتهمين الآخرين، وذلك لأسباب صحية، على أن ينظر القضاء في كانون الأول/ديسمبر المقبل في إمكان إخضاعه للمحاكمة.

روبي غيت
يشار إلى أن الفضيحة الجنسية التي عرفت لاحقا بروبي غيت ظهرت إلى العلن عام 2011، وهي عبارة عن حفلات جنسية ماجنة أقامها برلوسكوني في فيلاته الخاصة بميلانو بمشاركة روبي وفتيات أخريات مطلع 2010، وأطلق عليها حفلات بونغا بونغا.
وكريمة المحروقي ولدت في المغرب في تشرين الثاني/نوفمبر 1992 وقدمت مع أسرتها إلى صقلية في إيطاليا حين كانت تبلغ من العمر 9 أعوام، قبل أن تفر من منزل أسرتها حين كانت في الرابعة عشرة من العمر. واكتشفها مقدم البرامج التلفزيونية، إميليو فيدي، وهو صديق برلسكوني، في مسابقة جمال في صقلية، لتعمل بعد ذلك راقصة في ملهى ليلي في ميلانو، تملكه وكيلة نجوم مقربة أيضا من رئيس الوزراء السابق.
وقد بدأت فصول تلك الفضيحة تتكشف، بعدما اعترفت روبي لصديقتها بأن برلسكوني ساعدها في الخروج من السجن، مما أثار اتهامات بحقه تتعلق بدعارة القصر وسوء استخدام السلطة.
وكانت كريمة تعمل كراقصة تعرٍ في أحد الملاهي الليلية، عندما التقت برلسكوني لأول مرة خلال حفل عشاء بمدينة ميلانو، وكان عمرها آنذاك 17 عاما، إلا أنها كانت تزعم لكل من يقابلها انها في الرابعة والعشرين من العمر.
وخلال مقابلة معها، ذكرت روبي أنها لم تعرف برلسكوني جيدا، لكنها اعترفت بأنها تلقت منه 7 آلاف يورو في لقاء تم بينهما في عيد الحب فالنتاين عام 2010، بعدما أخبره صديق مشترك بأنها في حاجة للمساعدة.
وبدأت السلطات القضائية في ميلانو تحقيقا عقب اتصال هاتفي من برلسكوني، طلب فيه إطلاق سراح فتاة من السجن بعد إيقافها بتهمة السرقة، واتضح أن الفتاة تعمل راقصة بنادٍ ليلي، تبلغ من العمر 17 عاما. وقالت الصحافة الإيطالية بعد فضيحة روبي غيت أو حفلات بونغا بونغا أن نيكول مينيتي، التي كانت تعمل مستشارة إقليمية لحزب برلوسكوني، عمدت إلى توظيف روبي، حين كانت قاصرا، لتسلية زعيم الحزب.

بياع مكانس
ولد برلسكوني في 29 ايلول/سبتمبر 1936. وبدأ حياته المهنية ببيع المكانس الكهربائية، كما اشتهر بالغناء في الملاهي الليلية وعلى متن السفن السياحية. تخرج في كلية الحقوق عام 1961 ثم أسس شركة اديلنورد للإنشاءات، حيث اشتهر كمتعهد لبناء المساكن في مسقط رأسه بمدينة ميلانو. وبعد عشر سنوات، أسس شركة محلية لتجهيزات القنوات التلفزيونية، تحوّلت في ما بعد إلى أكبر إمبراطورية إعلامية في ايطاليا، وباتت تعرف باسم ميدياست.
وتجمع الشركة القابضة الضخمة الخاصة به تحت مظلتها ميدياست وأكبر دار نشر في ايطاليا وجريدة يومية ونادي ميلانو، فضلا عن عشرات الشركات الأخرى. وتسيطر شركته الاستثمارية على أكبر ثلاث محطات تلفزيونية خاصة في البلاد، فضلا عن أنه كرئيس للوزراء سابقا كان مسؤولا عن تعيين مدراء القنوات العامة الثلاث في البلاد.
تخرّج برلسكوني من كليّة الحقوق في ميلانو عام 1961. تزوّج سنة 1965 من كارلا الفيرا وأنجب منها طفلين، ثمّ طلّقها سنة 1985 ليتزوّج من الممثلة فيرونيكا لاريو، التي أنجبت له 3 أطفال، قبل أن يطلقها سنة 2009 لإقامته علاقة بالفنانة الإستعراضيّة فرانشيسكا باسكال.
ووفقا لتقديرات مجلة فوربس الأميركية المختصة بالأعمال، فإن برلسكوني وأسرته جمعوا ثروة قيمتها تسعة مليارات دولار.

حزب سياسي
في عام 1993، أسس برلسكوني حزبا سياسيا يحمل اسم فورزا ايطاليا، والذي يعني إلى الأمام يا إيطاليا، وهو شعار اعتاد مشجعو فريق ميلانو ترديده. وفي العام التالي، تولى منصب رئيس الوزراء وشكل ائتلافا مع حزبي التحالف الوطني ورابطة الشمال اليمينيين.
لكن التنافس بين الأحزاب الثلاثة، بالإضافة إلى اتهام برلسكوني بالتهرب الضريبي أمام محكمة في ميلانو، أدى إلى انهيار الحكومة بعد سبعة أشهر من تشكيلها. وخسر الانتخابات في عام 1996 أمام منافسه اليساري رومانو برودي، لكنه عاد إلى السلطة في عام 2001 في ائتلاف مع حلفائه السابقين.
وبعد عشر سنوات، هي الفترة الأطول التي يتولى فيها شخص رئاسة الحكومة في ايطاليا منذ الحرب العالمية الثانية، خسر مجددا أمام برودي. لكنه عاد برلسكوني إلى السلطة مجددا في العام 2008، إلا ان حالة عدم اليقين السياسي التي كانت قد أحاطت به ظلت قائمة.

مواجهة القضاء
وقال برلسكوني مرارا إنه ضحية السلطات القانونية في مسقط رأسه بمدينة ميلانو، حيث واجه اتهامات بالاختلاس والتهرب الضريبي وتقديم معلومات محاسبية غير صحيحة ومحاولة رشوة قاضٍ. لكنه دائما ما نفى اقتراف أية أخطاء ولم تتم إدانته نهائيا.
وفي عام 2009، قال على وجه التقدير إنه على مدار 20 عاما مَثُل أمام المحكمة 2500 مرة في 106 قضايا، وهو ما تكلف 200 مليون يورو.
ومررت حكومته تعديلات قانونية تضيّق نطاق الاحتيال، لكن المحكمة الدستورية ألغت في عام 2010 بعض بنود قانون يمنح حصانة مؤقتة لبرلسكوني ووزراء آخرين.
وفي حزيران/يونيو 2013 أصدرت محكمة إيطالية حكما بالسجن سبع سنوات على برلسكوني، ومنعته من تولي أي منصب رسمي مدى الحياة بعد اتهامه بممارسة الدعارة مع قاصر وإساءة استغلال السلطة، كما خضع للتحقيق أمام نيابة نابولي بتهمة شراء أو رشوة سيناتور عام 2006 لإسقاط حكومة رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق رومانو برودي. كما أيّدت محكمة استئناف إيطالية عام 2013 حكما يقضي بحبسه أربع سنوات في قضية حقوق البث التلفزيوني المتهم فيها بالتهرب الضريبي، وحرمانه من تولي أي منصب عام لمدة عامين، فيما وافق مجلس الشيوخ على طرده من المجلس في العام نفسه. وفي أيار/مايو 2014 بدأ برلسكوني بقضاء أربع ساعات في الأسبوع من الخدمة العامة لمدة عام في دار لرعاية المسنين المصابين بمرض خرف الشيخوخة، بدل أربع سنوات سجنا مراعاة لكبر سنه.
ويبدو برلسكوني أصغر من سنه، وهو ما يعود جزئيا إلى خضوعه لعملية لزراعة الشعر وجراحة تجميل في المنطقة المحيطة بالعينين.