• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

علم النفس التربوي

يوليو 31, 2020

اعداد رئيس التحرير/ سام نان

تعريف علم النفس التربوي و حديد مجاله و مواضيعه
1 – تعريف علم النفس التربوي
علم النفس التربوي : هو الدراسة العلمية للسلوك الإنساني في مختلف المواقف التربوية.
كما أنه فرع نظري وتطبيقي من فروع علم النفس يهتم أساسا بالدراسات النظرية والإجراءات التطبيقية لمبادئ علم النفس في مجال الدراسة وتربية النشء وتنمية إمكاناتهم وشخصياتهم ويركز بصفة خاصة على عمليتي التعليم و التعلم . و يعرف بأنه سيكولوجية المنظومات التربوية والدراسة العلمية للسلوك الإنساني الذي يصدر خلال العمليات التربوية
فيعرفون علم النفس التربوي بأنه ذلك الميدان من ميادين علم النفس الذي يهتم بدراسة السلوك الإنساني في المواقف التربوية وخصوصا في المدرسة، وهو العلم الذي يزودنا بالمعلومات والمفاهيم والمبادئ والطرق التجريبية والنظرية التي تساعد في فهم عملية التعلم والتعليم و تزيد من كفاءتها .
أن علم النفس التربوي هو ذلك المجال الذي يعني بدراسة السلوك الإنساني في مواقف التعلم والتعليم لدى الأفراد، ويسهم في التعرف إلى المشكلات التربوية والعمل على حلها و التخلص منها
نستخلص أن علم النفس التربوي هو الدراسة المنظمة للسلوك الإنساني وعملياته العقلية والانفعالية و الشعورية و الأنشطة الجسمية ذات العلاقة ، في المواقف التربوية الهادفة لمساعدة الفرد على النمو السوي المتكامل من النواحي العقلية و الجسمية و الاجتماعية ليصبح قادرا على التكيف مع نفسه و ما يحيط به
-2 – مجال و موضوع علم النفس التربوي :
يعد علم النفس التربوي la psychopédagogie من المقررات الأساسية اللازمة لتدريب المعلمين في كليات و معاهد التربية، وإعداد المعلمين و الموجهين في برامج التدريب و التأهيل بمختلف أنواعها و مستوياتها وإعداد الأخصائيين النفسيين العاملين في المجال المدرسي .
و المهمة الجوهرية لهذا العلم هي تزويد المعلمين و غيرهم من العاملين في ميادين تعديل السلوك الإنساني بالمبادئ النفسية الصحيحة التي تتناول مشكلات التربية و مسائل التعلم المدرسي لكي يصبحوا أعمق فهما و أوسع إدراكا و أكثر مرونة في المواقف التربوية.
و من أهم الطرق التي اعتمد عليها الباحثون في تحديد مجالات وموضوعات علم النفس التربوي ، تحليل محتوى المؤلفات التي كتبت في هذا الميدان ، فوجدوا أن أكثر الموضوعات تكرارا هي :
1- النمو المعرفي و الجسمي والانفعالي و الاجتماعي .
2- عمليات التعلم و نظرياته و رق قياسه و تحديد العوامل المؤثرة فيه ، و انتقال أثر التدريب و الاستعداد للتعلم و طرق التدريس ، وتوجيه التعلم و تنظيم موقف التدريس .
3- قياس الذكاء و القدرات العقلية و سمات الشخصية و التحصيل وسس بناء الاختبارات التحصيلية وشروط الاختبارات النفسية والتربوية .
-4التفاعل الاجتماعي بين التلاميذ و المعلمين و بين التلاميذ أنفسهم -5 الصحة النفسية للفرد والتوافق الاجتماعي و المدرسي .
ويحدد أوزوبل Ausubel مجال وموضوع علم النفس التربوي بمشكلات التعلم التالية
1 -اكتشاف تلك الجوانب من عملية التعلم التي تؤثر في اكتساب المعلومات و الاحتفاظ بها لمدة طويلة
-2 تحسين التعلم بعيد المدى والقدرة على حل المشكلات .
3 -اكتشاف الخصائص الشخصية والمعرفية للمتعلم ذات العلاقة بالتعلم و اكتساب المعرفة ، وكذلك اكتشاف الجوانب الاجتماعية والعلاقات الشخصية المتبادلة في البيئة التعليمية التي تؤثر في نتائج تعلم المادة الدراسية وكتشاف عوامل دافعية التعلم والطرق النموذجية لاستعاب هذه المادة .
4- اكتشاف أكثر الطرق كفاية في تنظيم المواد التعليمية و تقديمها وكيفية توجيه التعلم
واستثارته نحو أهداف محددة
يهتم علم النفس التربوي إذن بدراسة الخصائص الأساسية لمراحل النمو المختلفة وكيفية تطبيقها في الميدان التربوي وفي إعداد المناهج الدراسية التي تناسب كل مرحلة عمرية معينة. ويهتم بكيفية تطبيق واستخدام المبادئ الأساسية لعمليتي التعليم و التعلم ، كما أنه :
1 – يعتمد على مجموعة من الحقائق والمعارف المشتقة من البحث العلمي في علم النفس.
2 – يركز على دراسة السلوك في مجالات العمل المدريس.
3 – يتبنى منهجا للبحث العلمي وتجميع و تنظيم البيانات والمعارف.
4 – دراسة المبادئ والشروط الأساسية للتعلم.
5 – تعويد الأطفال على العادات والاتجاهات السليمة.
6 – إجراء التجارب لمعرفة افضل المناهج التعليمية.
7 – الاستعانة بالاختبارات النفسية لقياس ذكاء التلاميذ.
و نستنتج باختصار من خلال ما ذكرناه من معطيات، أن موضوع علم النفس التربوي هو التعلم المدرسي
يقدم علم النفس التربوي المساعدة الضرورية لحل المشكلات التربوية بصفة عامة ومشكلات التعليم بصفة خاصة ، مثل هذه المشكلات تظهر من خلال ممارسات المعلمين في المدارس، و استخدامات علم النفس التربوي تقع في خمس مجلات هي :
1– الأهداف التعليمية : يقصد بالأهداف التعليمية أنها أهداف المدرسة بصفة عامة والتعليم بصفة خاصة.
2 – خصائص نمو التلاميذ يتعامل علم النفس التربوي مع طرق صياغة الأهداف وتصنيفها و استخدامها في التعليم فعند صياغة الأهداف ينبغي مراعاة خصائص التلميذ حتى يمكن معرفة كيفية حدوث التعلم الجيد عند هذا التلميذ .
3 – طرق التدريس : ينبغي معرفة الطرق التي يمكن بها تنمية القدرات المعرفية للتلاميذ و ذلك طرق تنميتهم في الجوانب الجسمية والاجتماعية و الانفعالية في مراحل النمو المختلفة من الطفولة إلى الرشد ، بالإضافة إلى معرفة أساليب تعليم التلاميذ .
4 – طبيعة عملية التعلم : تتعامل عملية التعلم مع الطرق التي بها نكتسب الأساليب الجديدة في السلوك و هذه الطرق تهم المعلمين حيث تساعدهم على اختيار طرق التدريس. والطرق التي يختارها المعلمين من أجل تحقيق الأهداف وتحقيق أفضل نتائج.
5 – تقويم التعلم : يتم تقويم التعلم بواسطة الاختبارات بأنواعها المختلفة … كل ذلك يبين أهمية علم النفس التربوي واستخداماته في المدرسة .
وتركز البحوث في علم النفس التربوي في ثلاثة مجالات رئيسية أو ثلاثة متغيرات هامة هي الأهداف التعليمية ، خصائص التلميذ ، و رق التدريس .
فاختيار طرق التدريس ينبغي أن يكون مبنيا على طبيعة هذه الأهداف ( معرفية – وجدانية – نفس حركية ) و على طبيعة التلاميذ الذين يقوم المدرس بتعليمهم ، فعلم النفس التربوي يعمل على توفير المعلومات التي على أساسها يتم اختيار طرق التدريس .
إن مهمة عالم النفس التربوي و هو يتعامل مع العملية التعليمية ، إنما هي وظيفة و مهمة الخبير الذي يقرر الوسائل التي يجب إتباعها للحصول على النتيجة المرغوب فيها ، بأكبر درجة من الكفاية و من هنا كانت أهمية دراسة علم النفس بالنسبة للمعلم .
و يهدف علم النفس التربوي ، إلى تحقيق غرض مزدوج ألا و و تطوير أسس علم النفس العام وتطبيقها من أجل تطوير العملية التربوية ، و لكي يحقق هذا الغرض فإنه ينهل من ميادين علم النفس الأخرى وبخاصة ميادين التعلم و النمو والفروق الفردية والصحة النفسية والإرشاد و التوجيه ، وغيرها .
ويرى جودوين و كلوزماير (Goodwin & Klausmeir) أن علم النفس التربوي يسعى إلى تحقيق هدفين أساسين هما :
1 – توليد المعرفة الخاصة بالتعلم و المتعلمين و تنظيمها على نحو منهجي ، بحيث تشكل نظريات و مبادئ و معلومات ذات صلة بالتلاميذ و التعلم .
يشير هذا الهدف إلى الجانب النظري الذي ينطوي عليه علم النفس التربوي ، فهو علم يتناول دراسة سلوك المتعلم في الأوضاع التعليمية المختلفة ، حيث يبحث في طبيعة التعلم و نتائجه وقياسه ، و في خصائص المتعلم ذات العلاقة بالعملية التعلمية التعليمية .
2 -صياغة هذه المعرفة في أشكال تمكن المعلمين و التربويين من استخدامها و تطبيقها في المواقف التعلمية التعليمية .
يشير هذا الهدف لعلم النفس التربوي إلى جانبه التطبيقي ، إذ لابد من تنظيم هذه المبادئ والنظريات في أنماط تمكن المعلمين من استخدامها و اختبارها و بيان مدى صدقها وفعاليتها ، ولذلك يلجأ علماء النفس التربوي إلى تطبيق ما يصلون إليه من معارف إلى الأوضاع التعليمية المختلفة، ويقومون بتعديلها في ضوء ما يسفر عنها من نتائج، لضمان تحقيق أفضل النتائج المرغوب فيها.
و يهدف علم النفس التربوي ، في نهاية المطاف ، من وراء نشاطه العلمي في الوصول إلى المعرفة التي يستطيع بها أن يفسر العلاقة النظامية بين المتغيرات التي هي بمثابة السلوك في المواقف التربوية والعوامل المؤدية إلى إحداث هذا السلوك ، و لا يتأتى ذلك إلا من خلال تحقيق الأهداف التالية :
1-الفهم :la compréhension
يتمثل هذا الهدف في الإجابة عن السؤالين ( كيف؟ و لماذا ؟ ) يحدث السلوك.
إن كل واحد منا يريد أن يعرف كيف تحدث الأشياء ، و لماذا تحدث على الشكل الذي حدثت به، و الأفكار التي تقدم فهما حقيقيا للظاهرة يجب أن تكون من نوع يمكن إثباته تجريبيا ، ومما لا يمكن نقضه بسهولة عن طريق أفكار أخرى .
2 –التنبؤ: la prédiction :
يتمثل هذا الهدف في الإجابة عن السؤالين ( ماذا يحدث؟ ومتى يحدث؟ ) إن معيار الفهم الذي يتبناه العلماء هو التنبؤ، ولذا يمكن القول بأن أي محاولة لزيادة الفهم تكون ذات قيمة حين تكون نتائج الوصف هي التنبؤ الدقيق عن الظاهرة الأصلية أو حين يؤدي الوصف إلى التنبؤ عن ظواهر أخرى ذات علاقة بالظاهرة الأصلية ، من ناحية أخرى فبالعلم تقيم المفاهيم و النظريات إلى المدى الذي تسمح فيه بإجراء التنبؤات التي لم يكن بالإمكان أن تحدث في غياب هذه المفاهيم والنظريات .
3-الضبط: le contrôle
ويعني الضبط، قدرة الباحث في التحكم في بعض العوامل أو المتغيرات المستقلة التي تسهم في إحداث ظاهرة ما ، لبيان أثرها في متغيرات أخرى .و ضبط هذه المتغيرات في المجال التربوي ليس بالأمر السهل ، لتنوعها و تفاعلها .
نستنتج أن عمليات الفهم و التنبؤ و الضبط تقوم على إيجاد نوع من العلاقات بين المتغيرات موضوع الاهتمام ، فالفهم يقوم على العلاقات المنطقية ، و التنبؤ يقوم على العلاقات الزمنية ، بينما يقوم الضبط على العلاقات الوظيفية أو السببية .
الأهداف الخاصة لعلم النفس التربوي:
أما الأهداف الفرعية أو الخاصة فقد كانت تُعنى بالعناصر المهمّة في العملية التعليمية، وجميع المتغيرات المؤثرة فيها، والمُسببات التي ساهمت في ظهور ظاهرة ما، أو فهم المشكلات التعليمية والتربوية، وبالتالي إيجاد الطرق المناسبة لحلها، وهي هدفان رئيسان على النحو الآتي:
المعرفة النظرية لتفسير السلوك الإنساني، من خلال دراسة النظريات السلوكية النفسية، وآرائها في تفسير سلوك الفرد في المواقف التعليمية، والأسس والمبادئ والأطر النظرية لها. تطبيق هذه المعرفة بشكل عملي، وتدريب القائمين على العملية التعليمية على استخدامها في المواقف التعليميّة والصفيّة، وبالتالي تحقيق عملية التعلُّم الفعال بكفاءة أكبر، وبأقل قدر ممكن من المشكلات.
موضوعات علم النفس التربوي اختلف الباحثون في تحديد مواضيع علم النفس التربوي تِبعاً للظواهر التي يدرسها، والمشكلات الناتجة عن العمليّة التعليميّة وسيكولوجية التعلم، فتنوعت موضوعاته بتنوع الباحثين فيه والحقبة الزمنيّة المعنيّة به، إلا أنه وُجد إجماع من المؤلفين في مجال علم النفس التربوي على أنه علم يَدرس المواضيع الآتية:
فهم الخصائص النمائيّة في كافة المجالات الانفعاليّة، والنفسيّة والجسميّة، والاجتماعيّة.
وضع أساس للطريقة السليمة لوضع الاختبارات التحصيليّة، والتعليميّة، والتربويّة، وأسس بنائها، والشروط التي تقوم عليها.
ضرورة مراعاة نسبة الذكاء، والقدرات العقليّة، والسمات الشخصيّة للفرد خلال العمليّة التعليميّة.
طرق التدريس والأساليب التربوية، ونظريات التعلم، بالإضافة إلى معرفة الطرق العلميّة لعمليّة القياس التربوي.
سلامة الطالب النفسيّة، ودراسة التكيف الاجتماعي المدرسيّ والتفاعل بين الأفراد فيما بينهم وتفاعل الأفراد مع معلّميهم.
مراعات الطلبة أصحاب التحصيل المنخفض، وتقديم الأساليب والطرق التعليميّة المناسبة لقدراتهم العقلية.
أهمية علم النفس التربوي يُساعد علم النفس التربوي القائمين على العملية التعليمية في الكثير من المجالات على النحو الآتي: تقديم العون للمعلمين في عملية وضع الأهداف التربوية قصيرة المدى وبعيدة المدى بشكل سليم ومتكافئ. مساعدة المعلم على فهم الأسس الصحيحة لعملية قياس قدرات الطلبة وتصنيفهم بشكل صحيح، وبالتالي تقديم الأساليب التعليمية المناسبة لكل فئة منهم. تقديم المعلومات المهمة لكل مرحلة عمرية يمر بها الطلبة، وتفهّم حاجاتهم وبالتالي فهم سلوكهم.