بقلم رئيس التجرير / سام نان

إن العلاقة بين حبيبين هي أمر جميل يعجل للحياة طعماً لذيذا.
ولكن تلك العلاقة قد يشوبها اختلاف يؤدي إلى خلاف.
والخلاف إذا تفاقم يؤدي إلى عدم التفاهم، وقد يصل إلى الصراع، رغم الحب المتوافر بين الإثنين.
والسبب الاساسي في الخلافات بين حبيبين هو دخول «طرف ثالث» سلبي بينهما، هذا الطرف الثالث قد لا يعني بالضرورة شخص ما، بل قد يكون شيئاً ما. وهذا الطرف الثالث هو سلاح ذو حدين، فقد يطود العلاقة بين الإثنين وقد يدمر العلاقة بينهما…
لذلك يجب تجنب دخول ذلك الطرف الثالث بينهما إن كان سلبياً، للحفاظ على علاقة صحية سليمة ممتعة. فما هو الطرف الثالث الداخل في العلاقة بين الحبيبين؟

الغيرة القاسية:
قال الكتاب المقدس «المحبة قوية كالموت، والغيرة قاسية كالهاوية، لهيبها لهيب نار لظى الرب».
فأحياناً يقوم أحد الحبيبين بتصرفات قد تثير الغير القاسية عند الطرف الآخر، وقد تتفاقم هذه الغيرة إلى أعلى المستويات إلى أن تصل إلى مرحلة الشك، والتوقع الذي قد لا يكون في محله.
ولكن هذه الغيرة القاسية قد تحرق صاحبها أولا، ثم تحرق الآخر، ثم تشعل النيران التي يمكن أن تصل بالعلاقة بين الإثنين إلى ما أشبه بالجحيم، الذي يحرق الإثنين ويدمرهما.
فالغيرة مطلوبة لأنها من أدلة الحب، ولكن يجب أن تكون ضمن إطار المعقول، ولكن ماذا لو وصل أحد الطرفين إلى درجة متفاقمة من الغيرة القاسية؟ هذا دور الطرف الآخر، لا يزيد من نيران الغيرة في قلبه، ولا يتشاجر معه لأنه يغير، بل يطمئنه ويهدئه.

الانشغال عن الشريك:
انشغال أحد الحبيبين عن الآخر، وخاصة إن كان بشخص آخر «طرف ثالث»، يهيج السخط، ويزيد من المشكلات ويبث الشعور عند الحبيب الذي تم الانشغال عنه شعوراً بأنه ليس له الأولوية عند محبوبه.
فعلى الحبيبين ألا ينشغلا بشيء آخر أو شخص آخر، بل يكون شغلهما الشاغل هو بعضهما البعض وليس «الطرف الثالث».

الجدال العقيم:
في بعض الأحيان يكون أحد الطرفين في حالة الانشغال الذهني أو الاكتئاب نتيجة ضغط معين من أمر ما، ولكن الشريك يحاول أن يجادله ويختلف معه ويحوّل الأمور ليقنعه بأنه مكتئب بسبب الملل من العلاقة أو يتهمه بأنه منشغل بشخص آخر عنه، ومن هنا تتفاقم المشاكل نتيجة جدال عقيم قد بدا في بدايته مجرد نقاش ولكنه انتهى باختلاف كبير.
فعلى الشخص غير المكتئب أن يُخرج ذلك «الطرف الثالث» -أي الاكتئاب- من حبيبه ويحتويه ويحتمله ويطمئن قلبه. وعندما يخرج المكتئب من حالة الاكتئاب سيعرف شيئين هامين: الأول أنه غالي عند حبيبه الذي احتواه واحتمله.. والثاني أن حبيبه غالي عليه وسيتعلم أنه هو أيضاً عليه أن يحتمل حبيبه في أوقات الضيق.

الماديات:
تعتبر الماديات «طرفاً ثالثاً» سلبياً بين الحبيبين، إن تحولت من وسيلة إلى غاية، أو إن كانت وسيلة أسيء استخدامها، حتى لو كان عن غير قصد.
لذلك على الحبيبين أن لا يجعلان الماديان طرفاً ثالثاً بينهما.

تدخل الأهل والأصدقاء
إنّ تدخل طرف ثالث بين الشريكين لا سيما الأهل والأصدقاء، يشكّل منطقة محظورات لأنّ العلاقة الزوجية يجب أن يُحافظ على خصوصيتها دون معرفة أي طرف ثالث بمشاكل الزوجين وأسرارهما.