• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

زيادات ضريبية في الموازنة لتمويل السلسلة انتقاد أممي مباشر لمعطِّلي الانتخابات الرئاسية

أبريل 19, 2015

 

شكلت انطلاقة مجلس الوزراء في مناقشة مشروع الموازنة العامة للسنة الجارية الفرصة المثلى لتحييد الحكومة عن المناخ السياسي والاعلامي العاصف، علماً ان الساعات المقبلة مرشحة لان تشهد فصلا أضافيا من فصول هذه العاصفة مع المهرجان الذي ينظمه “حزب الله” بعد ظهر اليوم في الضاحية الجنوبية ويلقي خلاله أمينه العام السيد حسن نصرالله كلمة. غير ان رئيس مجلس النواب نبيه بري قال أمس أمام زواره إن التصعيد بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” كان متوقعاً لكنه لن يؤثر على الحوار، مشيراً الى ان المناقشات داخل كل جلسة تختلف عن كل ما يدور خارجها “وكنت طلبت من الفريقين تخفيف هذه النبرة وعدم الاستمرار فيها، فعلى الاقل ايران والسعودية ومهما وصلت الامور بينهما لن تصلا في النهاية إلا الى الحوار الذي يعتبره الحزب والمستقبل مقدساً ايضاً”.
الموازنة والسلسلة
وبدأ مجلس الوزراء دراسة مشروع قانون الموازنة بالاستماع الى عرض لوزير المال علي حسن خليل الذي قدّم تصورين احدهما يتضمن
كلفة سلسلة الرتب والرواتب مع وارداتها، وآخر يتضمن غلاء المعيشة مع سبعة بنود من ضرائب السلسلة، مستثنياً زيادة الضريبة على القيمة المضافة T V A.
واستناداً الى الأرقام المعدلة للموازنة، بلغ العجز فيها ٧٤٢٧ مليار ليرة، والنفقات نحو 23 ألفاً و٣٦٢ مليار ليرة، والواردات نحو ١٥ ألفاً و٦٣٤ مليار ليرة. أما قيمة الدين العام فتوقّع وزير المال أمام مجلس الوزراء ان تبلغ في ٢٠١٥ نحو 71 ملياراً و700 مليون دولار. واعترض عدد من الوزراء على تضمين مشروع الموازنة وارادات السلسلة من دون اقرارها في مجلس النواب، في ظل الالتباس المحتمل حول مصير وارداتها، وقال وزير المال أمام مجلس الوزراء: “اذا كان الالتزام جدياً من كل الكتل السياسية للسلسلة فيمكن الاتفاق على اقرارها مع وارداتها ضمن الموازنة “.
وتقرر أن يجري وزير المال خلال الايام الثلاثة المقبلة سلسلة اتصالات مع الكتل السياسية من أجل بلورة الموقف النهائي من إقرار السلسلة ليحسم أمر ضمها الى مشروع الموازنة مع وارداتها، أو العكس.
ويتابع مجلس الوزراء في جلسته الثلثاء المقبل مناقشة الموازنة، مع توقّع وزراء ألا يحتاج المجلس الى اكثر من جلستين لاقرارها اذا ما تم الاتفاق السياسي على ذلك.
أما ابرز الاجراءات الضريبية التي وضعت لتمويل السلسلة فتشمل: فرض ضريبة بمعدل 15 في المئة على ارباح التفرغ عن العقارات التي تعود الى شخاص طبيعيين ومعنويين. وفرض غرامة على اشغال الاملاك العمومية البحرية تحدد قيمتها بما يعادل ضعفي قيمة الرسوم المتوجبة على الاشغالات المماثلة المرخّص لها. ورفع معدل الضريبة على شركات الاموال الى 17 في المئة. وفرض رسم استهلاك على استيراد المازوت بمعدل 4 في المئة. ورفع رسم الطابع المالي على التسجيل العدلي من 2000 ليرة الى 4000 ليرة .
بكركي والامم المتحدة
أما على الصعيد السياسي، وفي خطوة عزيت الى بذل مزيد من الضغط على المجتمع الدولي من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعوة سفراء الدول الكبرى الى الاجتماع أمس في بكركي وتوجيه نداء جديد في هذا الصدد بعد مرور 11 شهراً على أزمة الفراغ الرئاسي. وعلمت “النهار” ان المجتمعين، بعدما استمعوا الى شرح مفصل من البطريرك عن الوضع الداخلي، توافقوا على اطلاق نداء صريح الى النواب لحثهم على التزام الدستور والتصرف بمسؤولية وان الراعي والسفراء شددوا على ان يكون النداء بمثابة “صوت واحد” للانتخاب. وأعرب البيان عن “القلق المشترك الشديد من استمرار الفراغ في سدة الرئاسة” مؤكداً التزام المجتمعين “ارسال رسالة قوية الى القادة اللبنانيين لحثهم على التزام الدستور واتفاق الطائف والميثاق الوطني”.
وتزامن ذلك مع مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون، في أحدث تقرير له عن تنفيذ القرار ١٥٥٩، جميع الزعماء اللبنانيين بالعمل دون مزيد من التأخير على انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وفي نيويورك ذكر ان التقرير نصف السنوي الحادي والعشرين الذي يعده الموفد الخاص للأمم المتحدة لتنفيذ القرار ١٥٥٩ تيري رود – لارسن يربط ضمناً بين المظالم التي يتعرض لها المسيحيون وغيرهم من أبناء الأقليات في الشرق وما يعنيه استمرار شغور موقع الرئاسة اللبنانية، وهو المنصب الرفيع الوحيد الذي يتولاه مسيحي في الشرق.
وقال بان في تقريره الجديد: “قلقي يتزايد من الإخفاق المتواصل في انتخاب رئيس”، مشيراً الى أن عهد الرئيس السابق ميشال سليمان انتهى قبل سنة تقريباً. وأضاف أن “الفراغ الدستوري زاد هشاشة البلاد في وجه التحديات الأمنية والإقتصادية والإنسانية المتواصلة”. وإذ أشاد بالرئيس تمّام سلام وحكومته “لضمانهما استمرارية مؤسسات الدولة في غياب الرئيس”، لاحظ أن هذا “صار أكثر صعوبة وعرضة لموانع متصلة مباشرة بشغور الرئاسة”. وانتقد بصورة مباشرة تعمد عدم حصول نصاب في مجلس النواب بسبب غياب نواب “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”. ورأى أن لبنان “لا يمكنه تحمل انتظار أزمة جديدة لتسوية هذا الشذوذ”، آملاً في أن “يلتقط الزعماء اللبنانيون هذه الفرصة من الإستقرار النسبي الراهن لوضع المصلحة الوطنية أمام السياسات المتحزبة بالنسبة الى الإنتخاب” الرئاسي. ودعا أعضاء مجلس النواب الى “ممارسة مسؤوليتهم بالحضور الى مجلس النواب وضمان حصول النصاب للقيام بإلحاح بانتخاب رئيس جديد من دون المزيد من التأخير”، مشدداً على أنه “يحق للشعب اللبناني أن يكون له رئيس للدولة للمساهمة في وحدة البلاد واستقرارها ولمعالجة المواضيع التي لها أثر ملموس على جميع اللبنانيين”.
الدفعة الأولى
الى ذلك يصل وزير الدفاع الفرنسي جان – ايف لودريان الى بيروت مساء الاحد  ليشرف على تسليم الجيش اللبناني الدفعة الاولى من السلاح الفرنسي ضمن الهبة السعودية للبنان بقيمة ثلاثة مليارات دولار، وسيجري احتفال التسليم الاثنين في القاعدة الجوية. وتضم الدفعة الاولى 48 صاروخ “ميلان”. كما ستكون لوزير الدفاع الفرنسي لقاءات مع عدد من المسؤولين.
إحياء وسط بيروت
على صعيد آخر، شهد شارع المعرض لقاء فريدا وواسعا انعقد تحت عنوان اعادة احياء وسط العاصمة التجاري لجهة ساحة النجمة والشوارع المتفرعة منها والتي تعيش ركوداً خانقاً منذ سنوات تفاقم على نحو خطير يقارب موت هذه المنطقة الحيوية . وضم اللقاء، الذي علمت “النهار” انه يدخل في سياق مبادرات عدة ستجري تباعا من اجل تفعيل الحركة التجارية والسياحية في المنطقة، عدداً من نواب بيروت الحاليين والسابقين ورئيس المجلس البلدي لبيروت واعضاء المجلس ورئيس جمعية تجار بيروت، ونظم اللقاء “مؤتمر انماء بيروت” و”لقاء لبنان البيروتي”. واجمعت الكلمات على الاهمية القصوى لاتخاذ الاجراءات التي من شأنها ان تعيد تفعيل الحركة في هذه المنطقة بعمل جماعي منسق ومشترك.