• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

رئيس البرلمان الأوروبي لضيفه: أشعر بالخجل! هكذا قاد بري «وساطة الهاتف» لترميم الحوار

فبراير 28, 2016

داود رمال

اقتحم الشأن السياسي اللبناني زيارة الرئيس نبيه بري لبروكسل، التي فتح «خط ساخن» بينها وبين بيروت، سعياً الى احتواء الخطر المحدق بحوار «حزب الله» ـ «تيار المستقبل» الذي تناوله بري خلال لقاءاته في بلجيكا باعتباره احد الانجازات اللبنانية لتحصين السلم الاهلي ومنع الفتنة، فإذا به يصبح مهددا.
وخلال انتقال بري من اجتماع الى آخر مع الاوروبيين لمناقشة تحديات ملف النازحين السوريين، كان يقود في «الأروقة» ما يشبه «وساطة الهاتف» التي تمثلت في مجموعة اتصالات متلاحقة أجراها مع كل من الرئيس تمام سلام والوزير علي حسن خليل، مسكونا بهاجس القلق على المصير الذي ستؤول اليه الحكومة إذا تعطل احد صمامات أمانها السياسية، قبل ان يتنفس الصعداء مع التئام الحوار، ولو معدلا.
وكان بري تمنى على سلام المساعدة لدى قيادة «المستقبل» في حماية الحوار، قائلا له: لا يصح أن نساهم بأيدينا في خراب وطننا..
كما كلف رئيس المجلس خليل بالتواصل مع «حزب الله» و «تيار المستقبل» لتأكيد ضرورة حضورهما جلسة الحوار.
وفيما طرح الحريري خلال «المفاوضات» العابرة للحدود تأجيل الجلسة مقترحا على بري ان يجتمعا فور عودته من بلجيكا للتداول في مصير حوار عين التينة، رفض بري هذا الطرح، وأصر على عقد الجلسة في موعدها، حتى ولو كانت مختصرة سواء في الوقت او في عدد أعضاء الوفدين، مبديا استعداده للاجتماع بالحريري عند عودته الى بيروت.
وانطلق بري في إصراره على موقفه من خطورة الدلالات والتداعيات التي ستترتب على تأجيل جلسة الحوار في هذا التوقيت، «لان عدم انعقادها سيعطي اشارة سلبية الى مسار الوضع اللبناني وربما يترك انعكاسات سلبية على الحكومة والحوار الوطني»، لاسيما ان «حزب الله» الذي استجاب لمسعى بري قد يتخذ قرارا بالانسحاب من الحوار إذا قاطع «المستقبل» الجلسة المقررة.
وكان بري قد اجتمع في اليوم الثاني من زيارته الى بروكسل مع رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز، وبحث معه في تداعيات ازمة النازحين السوريين على لبنان إضــافة الى الوضــع في سوريا والمنطقة.
بعد اللقاء، قال شولتز: عندما قمت بدراسة نسبة اللاجئين مقارنة باجمالي السكان في لبنان، شعرت بصفتي اوروبيا بكثير من الخجل، لاننا في اوروبا نتجادل في ما يتعلق بامكان استقبالنا مليون لاجىء ينضمون الى 500 مليون اوروبي ويوزعون على 28 دولة اوروبية.
واوضح بري انه وجه دعوة الى شولتز لزيارة لبنان، مشيرا الى انه شدد خلال اللقاء على ضرورة ان يصار الى التركيز على الحل السياسي للازمة السورية، ومن الآن وحتى الحل لا بد من مساعدات.
أضاف: الديبلوماسية البرلمانية التي يقودها شولتز في أوروبا يمكن ان تلعب دوراً كبيراً بالنسبة الى علاقات الجوار بين الدول العربية الخليجية وخصوصا المملكة العربية السعودية، وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية، وعلى اوروبا ان تساعد وتصل الى نتائج سريعة.
وأوضح ان من المساعدات التي يمكن تقديمها للبنان، تأمين قروض تفضيلية لمشاريع استثمارية يستفيد منها النازحون السوريون، ودعم فوائد سندات الخزينة ما سيساعد المالية اللبنانية على التحمل لاسيما أن خسائر لبنان نتيجة اللاجئين السوريين هي 17 مليار دولار منذ خمس سنوات حتى اليوموكان بري قد دوّن في السجل الذهبي للبرلمان الاوروبي الآتي: «لقاء رئيس البرلمان الاوروبي في هذه الظروف الحرجة في الشرق الاوسط جعل السياسة تتغلب على الجغرافيا، والانسانية تتغلب على كل شيء (موضوع اللاجئين)»وبعد الظهر حضر بري جلسة عامة للبرلمان الاوروبيوالتقى مجموعة الصداقة مع لبنان في البرلمان الاوروبي برئاسة رامونا مانيسكووتوجه بري اليها بالقول: المؤلم والمؤسف ان لدينا شعورا في لبنان بأننا اغنياء في الوعود والزيارات، إذ ان الوفود الاوروبية تأتي الى لبنان وتأخذ صورا في مخيمات النازحين وينتهي الامر عند هذا الحد. انا لا اطلب الغاء هذه الزيارات، ولكن يجب ان تبدأ في منطقة «اليونيفيل» حيث الاتحاد الاوروبي يشارك بـ12 الف جندي، اضافة الى مخيمات النازحين السوريين لمعرفة ماذا يريدون فعلا، ثم المخيمات الفلسطينية وسؤالها عن احوالها بعد قطع «الاونروا» مساعدتها عنها.
وكان السفير اللبناني في بلجيكا رامي مرتضى قد أقام مأدبة عشاء تكريما لبري والوفد المرافق