• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

خروج الصاروخ الصيني لونغ مارش بي عن السيطرة

مايو 15, 2021

يشرح عالم الفضاء المصري الدكتور أسامة شلبية، وهو مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة القاهرة، تفاصيل وأبعاد خروج الصاروخ الصيني «لونغ مارش 5 بي» عن السيطرة، وهو الصاروخ الذي أطلقته الصين، وسط مخاوف من سقوطه على منطقة مأهولة بالسكان.
وفي حديث خاص ، يقول شلبية، إنها ليست الواقعة الأولى من نوعها، مشيراً إلى وقائع سابقة من بينها سقوط أجزاء من صاروخ فالكون 9 من تطوير شركة «سبيس إكس» في الولايات المتحدة الأميركية.
ويوضح عالم الفضاء المصري أن «الصين تواجه قيوداً على استخدامات محطة الفضاء الدولية، وتسعى إلى أن يكون لها محطتها الخاصة، ومن ثم ومن أجل تأمين تواجد دائم لروادها في الفضاء، بدأت في العمل على محطتها الفضائية الخاصة، وأطلقت الجزء الأساسي للمحطة على متن الصاروخ (لونغ مارش 5 بي)».
تستمر عملية بناء المحطة وتجميعها لمدة أكثر من عام، وذلك عبر عشر مهمات رئيسية، من بينها أربع رحلات مأهولة.
ويشير مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة القاهرة، إلى أن المحطة الصينية سيكتمل بناؤها عام 2023 على حد أقصى، لتكون هي الوحيدة التي تعمل حول الأرض بعد انتهاء محطة الفضاء الدولية في عام 2024
ويتابع الدكتور أسامة شلبية، قائلاً: الصاروخ الصيني الذي تم إطلاقه يوم الخميس الماضي، ويحمل اسم (لونغ مارش 5 بي) يحمل تلك المكونات، وكأنها -للتبسيط- بمثابة «مواد بناء المحطة»، مشيراً إلى أن الصاروخ يعادل سبعة أضعاف المرحلة الثانية من فالكون 9.
ويشير إلى أن «المشكلة الرئيسية تكون في تلك الأجزاء التي تصل إلى نحو 22 طناً»، موضحاً أن العودة «تكون محددة بمسار ومدار وتوقيت معينين؛ كي تسقط باقي النفايات في البحر أو في أماكن غير مأهولة بالسكان، وألا تسقط في منطقة طيران أو منطقة بها قوارب أو خلافه، بما قد يسبب مخاطر كبيرة».
ويردف شلبية: «مشكلة النفايات الفضائية هي واحدة من المشكلات الأساسية.. كيف يمكن التخلص منها؟ وجودها يسبب خطراً شديداً ومتنامياً بالنسبة لاستخدامات الفضاء السلمية أو النشاط الفضائي للبشر خارج الأرض».
ويوضح عالم الفضاء المصري أن تلك الأجزاء أو الأجسام العائدة ترتطم بالغلاف الجوي بسرعات هائلة تصل إلى 1200 ميل في الساعة «تحترق أجزاء منها، لكن الأجزاء الكبيرة تظل كما هي دون أن تتفتت، وتخترق الأرض.. وعندما ترتطم بالأرض قد تتسبب في خطورة شديدة جداً على البشر».
ومن هنا تكمن المشكلة في فقدان السيطرة على الـ «لونغ مارش 5 بي»، وبالتالي «صار من غير المعروف مسار ولا موعد عودته إلى الأرض، بما قد يسبب مخاطر على مناطق مأهولة بالسكان.. لا نستطيع التنبؤ بشكل كبير.. والوقت قليل جداً للتنبؤ بموعد ومكان الارتطام».
ويستطرد مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة القاهرة: «ذلك الارتطام تكون مخاطرة كبيرة، لكن لحسن الحظ أن مساحة المياه تغطي ثلثي الكرة الأرضية، والثلث الخاص بالأرض جزء منه غير مأهول بالسكان، بالتالي نسبة احتمالات الارتطام بمنطقة مأهولة ضعيفة».
وفيما يلفت عالم الفضاء المصري، في معرض حديثه إلى أن الصاروخ لن يكون الأخير من نوعه بالنسبة لمهمة الصين، على اعتبار أن هناك عشر عمليات أخرى مخطط لها، يتحدث بموازاة ذلك عن أن «المتابعين لما يعرف بالأجسام القريبة من الأرض ومخاطرها على الإنسان أو سكان الأرض يدرك مدى أهمية وخطورة الأمر».
ويشير إلى أن «العالم كله يتابع ويتتبع هذه الأجسام العائدة إلى الأرض، سواء وكالة الفضاء الأوربية والأميركية، وذلك من أجل ضمان سلامة العودة بدون أية آثار جانبية على الإنسان أو الكرة الأرضية (..) لكن الإشكالية الحقيقية هي فقدان السيطرة، وبالتالي فقدان التنبؤ بالمكان والزمان الذي ستسقط فيه تلك الأجسام».
ويبرر مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة القاهرة ذلك بـ «اختلال المسار» نفسه، علاوة على أن «السرعة التي تكون عليها تلك الأجسام عادة ما تكون أعلى من قدراتنا على التنبؤ بها.. الأمر يعدو خروجاً عن القوانين الحاكمة للصاروخ والتي وضعت لتتبعه وحددت موعد ومكان عودته»، موضحاً أنه في ضوء ذلك يمكن الآن تتبع تلك الأجزاء، لكن من الصعب التنبؤ بالمكان والزمان.