• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

حقيقة وأدوار مواقع التواصل الاجتماعي

نوفمبر 16, 2017

أطلقت قضية استغلال مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي في التأثير السياسي الجدل مؤخرا، إذ يرى بعض المحللين والمراقبين أنها تشكل «خطرا على الديمقراطية والأمن القومي»، فيما يعتبر «ارتدادا» لمنحى الترحيب بدور التكنولوجيا في حرية المعلومات و»تمكين الشعوب».
فالقصص والأحاديث المنشورة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام، مفعولها أكثر من مثيلاتها في عالم الواقع أو من تلك المنقولة من أناس حقيقيين بالفعل.
وتأتي الاتهامات الأخيرة لشبكات التواصل الاجتماعي مغايرة للتهليل لدورها قبل سنوات قليلة، وخصوصا في فترة ما سمي «الربيع العربي» وبعدها، التي أطلقت عليها وسائل الإعلام التقليدية وقتها فترة «تمكين الشعوب ودعم الحرية والديمقراطية».
ففي تلك الفترة، أي قبل نحو 6 سنوات، كانت العناوين في الصحف ووسائل الإعلام، العربية والإنجليزية وغيرها من اللغات الأخرى، تتحدث عن دور «فيسبوك» في «حشد الجماهير في الشوارع والميادين لإسقاط الأنظمة والحكومات».
غير أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت آلية لجذب الانتباه والاهتمام واستهلاك الأخبار والتلاعب بها، بحيث أنه كلما استهلكنا معلومات أكثر، أصبح صعبا الحصول على مساحة مفتوحة ومشتركة للحوار السياسي، وفقا لما ذكرته مجلة «إيكونومست» البريطانية.
وفي عام 1971، قال الخبير الاقتصادي هيربت سايمون إن «وفرة المعلومات تخلق فقرا في الانتباه والاهتمام».
وقبل سنوات، قال الفيلسوف الألماني، يورغن هابرماس، إنه بينما يعمل الاتصال عبر شبكات التواصل الاجتماعي على إثارة عدم الاستقرار في الدول الشمولية والسلطوية، فإنها تعمل على تآكل الفضاء العام والشعبي في الدول الديمقراطية، كما تقول المجلة.
وتوظف شركات التواصل الاجتماعي جيوشا من المصممين لدفع المستخدمين إلى مواصلة متابعة مواقعها والتفاعل معها.
ووفقا للدراسات فإن المواطن الأميركي البالغ يقضي نحو 20 ساعة شهريا على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتعامل مع هاتفه الذكي أو «يلمسه» 2600 مرة يوميا، كذلك فإن الأميركيين عموما يضغطون على زر الإعجاب «لايك» 4 ملايين مرة في الدقيقة.
ويقول الخبراء إنه كلما زاد استخدام الناس لوسائل التواصل الاجتماعي، كلما باعت شركات التواصل مزيدا من الإعلانات وعرفت أكثر عن سلوكيات المستخدمين.
عموما، تشير بعض الدراسات إلى أن طبيعة المعلومات التي يتم تسويقها ونشرها ليست بذلك القدر من الأهمية، طالما أن هناك بعض الاهتمام، وإنما مشاركة تلك المعلومات.