• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

جراحة زراعة الثدي: ابتهاج بقرار محكمة ينتصر لنساء بحثن عن العدالة 10 سنوات

مايو 31, 2021

أصدرت محكمة استئناف فرنسية قرارا بمنح تعويضات لآلاف النساء اللاتي كن ضحايا فضيحة شركة ( PIP- Poly Implant Prothèse) الفرنسية المصنّعة لحشوات سيليكون تستخدم في جراحة زراعة الثدي.
وقالت نساء إنهن الآن مبتهجات ومرهقات أيضا بعد عشر سنوات من النضال من أجل حصولهن على العدالة.
كما أيدت المحكمة حكما سابقا قضى بإهمال هيئة السلامة الألمانية (TUV Rheinland)، لكن الأخيرة قالت إنها عملت «بجد» وإنه يتوجب على النساء إثبات أنهن أجرين زراعة ثدي باستخدام منتجات ( PIP) كي يحصلن على تعويض.
وكانت هذه الهيئة الألمانية قد منحت شهادة السلامة لدعامات السيليكون ذات عيوب للاستخدام في جراحات زراعة الثدي والمنتجة من قبل شركة (PIP) الفرنسية.
وقد يكون لقرار المحكمة هذا تداعيات قد تطال آلاف الضحايا الأخريات حول العالم.
وجان سبيفي هي واحدة من بين 540 امرأة بريطانية متأثرة بهذه القضية، وكانت قد خضعت لعملية زرع ثدي باستخدام منتجات (PIP) بعد استئصال ثديها بسبب إصابتها بالسرطان.
وبعد سماعها القرار قالت إنها «مبتهجة ومرهقة. لقد كانت رحلة طويلة للغاية. أمضينا وقتنا في المحاكم وكان الأمر صعبا جدا علينا كنساء نواجه مشاكل صحية ولدينا أيضا مسؤوليات كثيرة – لقد أثرت PIP على حياتنا بأكملها.
وكانت جان قد بدأت تشعر بألم في المفاصل وبوجع وبإرهاق عام بعد خضوعها لعمليات الزرع، وعند إزالة الدعامات علمت أن السيليكون كان يتسرب إلى جسدها.
وقالت جان: «لا تزال عمليات زرع دعامات (PIP) التي أجريتها قبل 20 عاما تؤثر على حياتي وصحتي حتى اليوم. أعتقد أنني شعرت بالغضب كل يوم طيلة 20 عاما بسبب هذا».
وقال أوليفييه أوميتري، المحامي الذي يمثل جان سبيفي ونحو 2700 امرأة أخرى في القضية الحالية، إن يوم إصدار الحكم كان يوما تاريخيا للضحايا وانتصارا لحقوق المرأة. كما أضاف إنه يتعين الآن على الشركة تعويض كل النساء اللاتي صدر الحكم القاضي بكونهن ضحايا.
وقال «أنا سعيد للغاية بهذه النتيجة لجميع النساء اللاتي أمثلهن واللاتي انتظرن صدور هذا القرار طويلا وعانين لفترات طويلة».
ولكن لا تزال مئات النساء في بريطانيا ينتظرن قرارات قانونية بشأن قضاياهن وحقهن في التعويض.
يمثل المحامي أوليفر ثورن 500 امرأة، وقال إن كثيرات لا يزلن يحتفظن بالدعامات داخل أجسادهن لأنهن غير قادرات ماديا على استبدالها ولهذا هن بحاجة للتعويض. ويقول: «يحتاج قطاع جراحة التجميل ككل للتوقف ورؤية ما حدث هنا. لقد حان الوقت لتغيير بعض الأمور».
وقالت رئيسة الجمعية البريطانية لجراحة التجميل، ماري أوبراين، إنه يقع على عاتق الوكالة التنظيمية للأدوية في بريطانيا (MHRA) مسؤولية ضمان عدم حدوث فضيحة مماثلة بشأن عمليات الزرع مرة أخرى. وأضافت: «إن التكلفة البشرية ومعاناة كثير من النساء وعائلاتهن بعد جراحة الزرع أمر يدعو للقلق».
ودعم جراحو التجميل إنشاء سجل لعمليات زراعة الثدي لضمان سلامة المريضات، ونصحوا المريضات باستشارة جراحيهم إذا شعروا بقلق إزاء الأعراض المتعلقة بالزرع وبقراءة جميع مصادر المعلومات الموثوقة قبل الخضوع لجراحة زرع الثدي لأي سبب كان.
وقالت امرأة أخرى تأثرت بالقضية هي نيكولا ماسون، والتي كانت دعامة السيليكون قد تمزقت داخل جسدها، إن قرار المحكمة كان «انتصارا، وكان مذهلا». وقالت لبرنامج (توداي) على راديو بي بي سي 4: «لقد انتظرنا هذا وقتا طويلا».
وكانت نيكولا قد اكتشفت التمزق أول مرة عندما كانت حاملا بعد أن لاحظت وجود كتلة كبيرة تحت ذراعها. وقالت إن الأمر «كان صادما للغاية ولم يكن بإمكاني فعل أي شيء على الإطلاق».
وفي نهاية المطاف أزيلت الغرسات لكنها تقول إن كتلة ضخمة من السيليكون بقيت تحت ذراعها ولا تزال توجعها. وتقول: «لا أعتقد أن أحدا يعرف الآثار طويلة المدى».
في الفترة ما بين عامي 2001 و 2010 صنعت غرسات السيليكون هذه التي لم تستوف المعايير المطلوبة من قبل الشركة الفرنسية Poly Implant Prothèse أو PIP.
لكن صفّيت الشركة عام 2010 وحكم على مؤسسها لاحقا بالسجن بعد أن ظهر أن الحشوات كانت معبأة بسيليكون رخيص وصناعي غير صالح للاستخدام البشري.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 400,000 امرأة في أنحاء العالم قد استخدمن هذه الحشوات غير النظامية، وكانت دول أمريكا اللاتينية الأكثر تضررا، وكولومبيا على وجه التحديد؛ إذ يقدر عدد الضحايا بنحو 60 ألف ضحية. أما في بريطانيا، فيُعتقد أن 47 ألف امرأة قد تضررت.
وقال محامون من الشركة الألمانية إنهم لا يتفقون مع قرار المحكمة الفرنسية بتحميل الشركة المسؤولية «ولو جزئياً». وأضافوا «تظهر الأدلة في هذه القضية بوضوح أن TUV Rheinland تصرفت بجدية امتثالا للتشريعات المعمول بها».
وقالت الشركة إنها لم تدرك أبدا بأن غرسات الثدي المصنعة من قبل PIP لم تكن متوافقة من الشروط المطلوبة.
ومن المتوقع أن يكون للحكم تداعيات أوسع تشمل ما يقرب من 20 ألف امرأة أخرى، نصفهن بريطانيات، يتخذن إجراءات قانونية مماثلة في فرنسا.
امرأة أخرى من المتضررات هي أليفي جونز لا تزال تتعافى في منزلها بعد إزالة حشوة PIP من جسمها الشهر الماضي، بعد أن أقنعها أحد الأصدقاء مؤخرا بإزالتها بعد سنوات طويلة من الإرهاق الشديد والألم المنهك.
وتقول إن أسوأ ما في الأمر هو تساؤلها الدائم في السابق عن سبب شعورها بالمرض طوال الوقت: «لم أعرف ما الأمر، ما هذا المرض الغامض، لم أكن قادرة على ممارسة الرياضة. لم أشعر بالحياة، وكأن حياتي سرقت مني».
وصُدم الجراح بما رآه عندما أزال إحدى الحشوات. كانت قد تقسّمت إلى قطع متعددة داخل جسمها مما أدى إلى تعريض جسدها للسيليكون الصناعي.
«لست قادرة على تصديق أنه سُمح بزرعها داخلي. لا أعرف كيف تجاوزوا التشريعات. لكنني أشعر بالذنب لأنني عبثت بجسدي ولأنني وضعتها. لكن أكثر من يغضبني هو أن إنسانا ما قام بفعل ذلك بإنسان آخر.