• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

المغرب.. متحف فريد للنيازك يحفظ «ثروة الفضاء»

مايو 31, 2021

مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف في 18 مايو من كل عام، يلفت المغرب الأنظار بمتحف فريد من نوعه وهو «المتحف الجامعي للنيازك» بجامعة ابن زهر في مدينة أكادير جنوبي المملكة، الذي يضم نحو 150 حجرا نيزكيا.
ويعد المغرب أول بلد عربي وإفريقي ينشئ متحفا للنيازك، علما أن مثل هذه المتاحف توجد فقط في الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا.
ويقول رئيس المتحف عبد الرحمان إبهي، إن المتاحف العالمية الكبرى بها أقسام مخصصة لـ»نيازك شمال شرقي إفريقيا»، علما أنها نيازك مغربية مائة بالمائة
ويضيف أبهي أنه «منذ أواخر عام 2020 بات يوجد أكثر من 700 نيزك مغربي في المتاحف العالمية، بينما في المغرب يوجد متحف واحد»، مطالبا بافتتاح متاحف أخرى في المملكة.
وتابع: «بسبب تسمية النيازك المغربية باسم نيازك شمال شرقي إفريقيا، ارتأينا أن نفتتح متحفا جامعيا للنيازك في المغرب سنة 2016، بهدف وقف نزيف تهريب أو بيع النيازك خارج بلدنا والحفاظ عليها للأجيال المقبلة.
وحجر النيزك هو جزء من الصخور أو المعادن التي تسقط من الفضاء على الأرض، بعد نجاته من الاحتراق أثناء احتكاكه بالغلاف الجوي.
ويعد المغرب أحد أكثر بلاد العالم احتواء على الأحجار النيزكية على اختلاف أعمارها التي قد تصل إلى ملياري سنة، وألوانها بين الأسود والأخضر، وتتوزع بمناطق مختلفة قرب مدن بوجدور وطاطا جنوبا.
ويهدف المتحف الجامعي للنيازك إلى الحفاظ على النيازك المغربية وحمايتها ومنع بيعها إلى دول أخرى، وإخضاعها للأبحاث من جانب العلماء والطلبة.
وتبلغ مساحة المتحف 180 مترا مربعا، ويضم قاعتين، الأولى خاصة بالعروض المرئية للأفلام الوثائقية والمواد البصرية المتعلقة بعلوم النيازك، فيما تضم الثانية واجهات خاصة بعرض مختلف أنواع النيازك مع معلومات تفصيلية عن تاريخها ومكان العثور عليها.
ويوضح إبهي أن «إنشاء متحف خاص بالنيازك بجامعة ابن زهر لم يأت اعتباطيا، بل هو حلم كان يراودني رفقة فريق باحثين منذ سنوات، بعد أن لاحظنا بيع النيازك المغربية خارج المملكة بطرق غير شرعية».
وأضاف أن «الهدف من إنشاء متحف للنيازك هو أيضا الحفاظ على هذا الموروث العلمي للأجيال المقبلة. المغرب يعد مكانا مناسبا للتنقيب على النيازك وتم جرد أكثر من 1500 نيزك مغربي في قاعدة بيانات، ومن بينها مجموعة ذات قيمة علمية كبيرة تشمل أكثر من 20 نيزكا أتت من المريخ (من بين 56 نيزكا من هذا النوع في جميع أنحاء العالم.
ويقول المشرف على متحف النيازك إن المغرب يظل موقعا مثاليا للنيازك المكتشفة بفضل مساحة الأراضي القابلة للتنقيب في الصحراء التي تمتد لآلاف الكيلومترات، مع الاستقرار السياسي الذي يسمح بالتجول بأمان في المناطق الصحراوية، بمساعدة البدو الرحل الذين طوروا معارفهم.
واشتهر المغرب بتساقط العديد من أحجار النيازك، خاصة في المناطق الجنوبية القاحلة التي باتت تستأثر باهتمام الكثير من الباحثين والخبراء في علم النيازك داخل المملكة وخارجها، وأصبحت مطمعا للسماسرة المتخصصين في جمع هذه الأحجار الثمينة وبيعها للمتاحف ومراكز الأبحاث العالمية بأثمان باهظة.
وهذا التهافت على أحجار النيازك جعل السلطات المحلية بالمناطق الصحراوية، تتخذ إجراءات صارمة في ضبط تحركات الزوار، الذين يأتون بحثا عن النيازك بهدف اقتنائها أو تهريبها خارج المغرب.
كما نشطت تجارة شراء أحجار النيازك النادرة إلكترونيا، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعيدا عن أنظار السلطات المحلية.
وحسب مصادر موثوقة، فإن الغرام الواحد من أحجار النيازك قد يصل سعره في المغرب إلى 4 آلاف دولار، وفي الولايات المتحدة إلى 8 آلاف دولار.
وأضافت المصادر أن بعض تجار وسماسرة الأحجار النيزكية أصبحوا من أصحاب الملايين من جراء هذه التجارة على مدار سنوات، فضلا عن أنهم باتوا «خبراء» في النيازك حسب وصف إبهي.