• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

الحيرة.. سيف مسموم

يوليو 23, 2020

 

 

 

بقلم رئيس التحرير / سام نان

الحيرة سيف مسموم قاتل، ولكنها تقتل في بطء بعد أن تعذب صاحبها وتسقيه سُم الأفكار قطرة تلي الأخرى.
الحيرة تدخل صاحبها في داومة من الفكر المستمر سواء في اليقظة أو في المنام، حيث إنها تجتاح النفس الإنسانية فتسيطر عن الفكر بالتمام حتى تُذهب العقل بعيداً عن اليقظة والانتباه، فيقع في ارتكاب الأخطاء سهواً دون أن يدري، وينام في استمرارية الفكر، فيحلم بالأمور التي تحيره، فيصحو في تعب شديد وإرهاق، بدلاً من الراحة لأنه كان يفكر فيما يحيره حتى في منامه.
أما في يقظته فيتصرف وكأنه ليس بموجود، فيكون شديد السرحان والفكر الدائم، وقد يكلمه من حوله فلا يرد عليهم لأن كلامهم لم يكن في بؤرة شعوره بل في هامش الشعور كالذي في غرفته يسمع مسير السيارات في الشارع، فلا يأبه بما يسمع لأن هناك بؤرة شعور مسيطرة عليه.
وعندما يكون في عمله، يفقد تركيزه فيخطيء دون دراية، وتتكرر الأخطاء، ويحاول أن يتجنبها، ولكنه لا يقدر، لماذا؟ لأن هناك فكر آخر مسيطر عليه بالتمام ويحتل بؤرة تركيزه.
فعندما يقود السيارة لا يركز في الطرقات، وقد يخطيء فيخالف القانون دون أن يدري، وقد يتعرض للحوادث دون أن يدري، لأن هناك فكر يحيره ومسيطر عليه بالتمام.
والآن.. ما هو العلاج لتخرج من حيرتك يا صديقي؟

أولاً: اعلم جيداً أنه كما أنك إنسان، فمن أخطأ إليك هو إنسان مثلك، فلا تنتظر أن تكون أنت إنسان والآخر إله، فكما أنك تخطيء فهو يخطيء أيضاً. فلا تكن في حيرة من أمره، واغفر وانسَ، لأن غفرانك ونسيانك هما شفاء لك وله في آن واحد.

ثانياً: تغلب على الخوف، حتى لا يتملكك ويصبح هو المسيطر على نفسيتك، فالخوف من الغد وحش كاسر يمكنه أن يحطم معنوياتك، فسلّم الأمر لمن بيده الأمر، وثق أن مستقبلك منير ومشرق طالما عندك إيمان بأن الآتي أعظم.

ثالثاً: لا تتسرع في اتخاذ القرار، فالقرار الذي تتخذه وأنت أسير الحيرة لن يحلّ لك مشكلتك، فتمهل إلى أن تعود لأدراجك وفكر جيداً بهدوء واحسب تبعات القرارات وفكر في البدائل، وعندئذ يمكنك أن تتخذ القرار الصائب في الوقت المناسب.

رابعاً: ثق في نفسك وإمكانياتك، لأن عدم الثقة بالنفس هي أحد الأسباب المهمة التى تجعل الإنسان مترددًا وفى حيرة من أمره عند اتخاذ قرارا بِشأن موقف.

خامساً: حدد هدفك، اعرف ما الذي تحتاجه وليس ما الذي تريده، لأن هناك فرقاً بين الإثنين، وغالباً ما تريده سيكون ضد ما تحتاجه، وغالباً ما تحتاجه هو أفضل مما تريده.
ففكر جيداً بدون تسرع.. حتى تتخلص من الحيرة المسيطرة عليك.