• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

اذكروا مرشديكم..

سبتمبر 27, 2018

كلمة رئيس التحرير / سام نان

مَنْ مِن الناس يظن أنه لا يحتاج إلى مرشد في حياته؟

كلنا نحتاج لمرشدين نستشيرهم في أدق أمور حياتنا، خاصة قبل اتخاذ القرارات المصيرية.

ولكن مَنْ هو المرشد الحقيقي؟

إنه ذلك الشخص صاحب العقل الراجح، المتوازن الفكر، هاديء الطباع، صاحب الخبرات، المثقف، الواعي، القارئ وصاحب النظرة بعيدة المدى.

فالحكمة تقول: “ما خاب مَنْ استشار” فمن يستشر مرشده لا يضلّ الطريق.

ولكن مَنْ هو المرشد الحكيم؟

– أول الكلّ هو ذلك المرشد الذي يتمتع بقاعدة معرفية عميقة في شتى مناحي الحياة.

– هو ذلك الشخص النشيط في جلسته الإرشادية والذي لا يملّ من المحتاج للمشورة، ولا يملّ طالب المشورة منه.

– هو ذلك الشخص المشجع على اتخاذ القرارات المستقلة، كما يساعد طالب المشورة على التسلح بالأمل والقوة في حياته، ويتجنب أن يقوم بدور المنقذ له، بل يقول له “ينبغي أن تفعل كذا، وفي النهاية أنت حُرٌ في قرارك”.

– هو ذلك الشخص الذي له القدرة على الإقناع المنطقي دون أن يضغط على طالب المشورة، ولكنه يفتح له عيناه كيما يرى الحقيقة ويدفعه أن يتخذ قراره بنفسه.

– هو ذلك المرشد الذي له جاذبية في الحوار ويعطي طالب المشورة شعوراً بالمتعة عند التحدث إليه.

– هو ذلك الشخص الذي له القدرة على تحمل الضغوط من طالب المشورة، فمهما كان طالب المشورة عنيفاً ومتعسفاً في كلامه، تجد المرشد قوي الاحتمال وصدره رحب ويتلقى الكلام الجارح بقلب طيب، وفي نفس الوقت له القدره على إجبار طالب المشورة على احترامه، فعند الحاجة يكون صراماً وفي وقت آخر يكون لطيفاً محتملاً وذلك على حسب الموقف.

في النهاية، هو ذلك الشخص الذي لا ينهي جلسة المشورة إلا ويضع الحلّ للمشكلة، حتى وإن ظن طالب المشورة أن الجلسة لم تكن مثمرة، لكن المرشد يكون قد يعمل في جوانب أخرى بعد جلسة المشورة لا يدركها طالب المشورة في حينه، لكن يكتشف هذا فيما بعد.

إني بنظرتي الشخصية أرى المرشد ككبش الفدا، الذي إذا وقع شخص في مشكله، يجده كفلك نجاة له.

هذا ما اختبرته في مرشدي الذي أكنّ له كل تقدير واحترام.

فيا ليتكم تختارون لأنفسكم مرشدين في حياتكم، لكي تكون حياتكم ناجحة ومشكلاتكم تجدون لها حلولاً، ولتتمكنوا من صنع القرارات بأنفسكم.

اذكروا مرشديكم بالخير، لأنهم يتحملون الكثير من أجلكم ويفكرون في مشكلاتكم ويهتمون باحتياجاتكم.

هؤلاء ينبغي أن نذكرهم دائماً بالخير….

كل الشكر والتقدير إلى أبي الروحي ومرشدي الرائع …

الدكتور بول ديناكاران الذي يتحمل الكثير من أجلنا.