• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

ابحثوا عن.. «المصدر»!

أغسطس 3, 2017

بقلم رئيس التحرير/ سام نان

في الآونة الأخيرة صار الإرهاب موجودا في كل العالم ولم تسلم دولة من وجود إرهابيين فيها.
فمنذ أيام تم إحباط عملية إرهابية في سيدني كانت تستهدف طائرة ركاب من خلال عبوة ناسفة، أسفرت نتيجة التحقيقات عن أن منفذي هذه العملية الإرهابية هم من العرب.
وفي كل بلدان العالم تكثر العمليات الإرهابية يوماً بعد يومٍ. وصار ملحوظاً بصورة جلية أن أغلب هذه العمليات الإرهابية يتبين -بعد التحقيقات- أن منفذيها عرب أو من أصل عربي.. حتى أن كلمة «إرهاب» صارت ذات صلة وثيقة بكلمة «عربي»..! لماذا؟
إن الإرهاب لبس الثوب العربي وتجنس بالجنسية العربية، فصار الإرهاب «عربي»!.
وصار اللسان الإرهابي لسان عربي وصارت لغة الإرهاب منطوقة بالعربية.. حتى أن أجهزة مراقبة التليفونات والإنترنت تعمل في التسجيل عندما تنطق باللغة العربية كلمة «إرهاب» ومشتقاتها.
أعود وأتساءل.. ما الذي ربط كلمة «إرهاب» بكلمة «عربي»؟!
السبب ببساطة هو الخطاب الديني الذي أدى للاحتقان الطائفي والتعصب الديني الأعمى.. الذي يؤدي إلى القتل.
فلقد سبق وحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من «الخطاب الديني» وطلب تغييره خصوصاً في مناهج الكتب الدراسية، لأن ذلك الخطاب الديني هو الذي يدعو إلى الإرهاب، حيث إنه من خلاله يتم زرع الكراهية تجاه أصحاب الديانات الأخرى.
فالتعصب الديني تراه واضحاً جلياً نتيجة ما تم غرسه في النفوس منذ الصغر حتى أنه بعدما يكبر الشخص المتلقي ذلك الخطاب الديني تجده كارهاً للآخر من دين غير دينه وكأنه مولود بهذه الكراهية.
ولكن يحضرني سؤالاً آخر… من أين أتى الخطاب الديني بهذه الصورة؟ وكيف يكون الخطاب الديني -من أصحاب الدين الواحد- بنفس الصورة في كل بلدان العالم رغم تباعد المسافات بين هذه المجتمعات؟
إن قلنا الثقافة.. فالثقافات مختلفة، وإن قلنا العادات، فلكل مجتمع عاداته الخاصة به، وإن قلنا الأعراف، فكل قبيلة أو بيئة تختلف عن الأخرى حتى في البلد الواحد.. إذاً ماذا؟
إنه المصدر.. فكل إناء ينضح بما فيه، فشجرة التين لا تنبت عنباً، وبئر الماء لا يُصدر دماً، والفرع ينبت من أصل.
فلماذا لا يريد العالم مواجهة الموقف؟ لماذا يدفن كل واحد رأسه في الرمال متوهماً أن أحداً لن يراه؟ وإلى متى نزهق الحق ولا نواجه الواقع؟
لقد طلع من أصحاب الدين الواحد أناس استناروا على الحقيقة وبدأوا يعلون أصواتهم ويعلنون ما وصلوا إليه من حقيقة…. إنه «المصدر».
فما هو المكتوب في كتب الأزهر ويُدَرَّسُ للطلاب؟ وما هي المناهج التي تحض من بين سطورها على كراهية الآخر وقتله؟ «المصدر»
ولكنني أعود وأسأل… هل هذه المناهج مؤلفة من خيال؟ أو مصدرها أساطير غير حقيقية؟ بالطبع لا.. فكل كتاب من هذه الكتب إنما هو مستمد من كتاب قبله… إلى أن نعود بالكتب إلى المصدر الأصلي الذي استوحيت منه تلك الكتب.. فالمصدر كان مكتوبا من مئات السنين في زمن ليس مثل العصر الذي نحن فيه….
فمتى نستفيق؟ متى سنواجه الحقيقة؟ متى سيواجه الناس حقيقة الأمر ويبحثون -على الأقل- لتبريرات لما هو مكتوب حتى يهدؤون من ثورة الانتقام المغروسة في نفوس البعض ممن تنمو في دواخلهم بذرة حب القتل والشغف لرؤية الدم والتضحية بالنفس بغية قتل الآخرين ونسفهم.
ولكن .. هل إذا واجه أصحاب ذلك الدين حقيقة ما هو مكتوب سيجدون التبرير المناسب؟ وإذا وجدوا التبرير المناسب.. هل في استطاعتهم إقناع الآخرين بذلك التبرير؟…… أتمنى ذلك.