• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

المكسيكي الجديد يتحدى الأميركي القديم

يوليو 5, 2018

أعلن الرئيس المكسيكي الجديد أندريه مانويل لوبيز اوبرادور بأنه سيقوم بحملة واسعة وجذرية لاستئصال الفساد من البلاد.

وفاز اوبرادور وهو محافظ العاصمة السابق ويعرف اختصاراً باسم آملو، في الانتخابات الرئاسية الاخيرة بعد محاولتين فاشلتين عامي 2006 و 2012.

وشكلت ثلاثة أحزاب يسارية ائتلافا سياسيا يحمل عنوان «حزب إحياء الحركة الوطنية» عام 2014 ورشحت اوبرادور لخوض سباق الإنتخابات الرئاسية التي تمحورت حول قضايا الفساد وتجارة المخدرات وأعمال العنف والقتل الواسعة الإتشار المرتبطة بها.

وقال اوبرادور إنه سيدقق في العقود التي منحتها شركة النفط الحكومية لعدد من الشركات الخاصة خلال عهد الرئيس المنتهية ولاية أنريكه بينا نيتو للتأكد من سلامة إجراءات منحها وعدم وجود أعمال فساد مرتبطة بذلك.

ويتضمن البرنامج السياسي لاوبرادور التصدي لأعمال الجريمة المتفشية وتحسين الوضع المعيشي للناس وتعهد بتحقيق نمو اقتصادي وخلق فرص عمل وتطبيق برامج تنمية اجتماعية.

وقال خلال كلمة له أمام حشد من أنصاره خلال حملة الانتخابات: «لن نقوم بعمليات تأميم ومصادرة، سنقوم بعملية تحول سملية ومنظمة لكن واسعة وجذرية، وأقصد بكلمة جذرية أن التغيير سيكون من الجذور، باختصار سنقضي على نظام الفساد وسنقتلعه من الجذور».

وشن الرئيس القادم من خارج المؤسسة السياسية التقليدية في البلاد هجوما شرسا على ما وصفه بــ مافيا الحكم التي تتحكم بالبلاد منذ عقود عديدة.

ومن بين برامج الاصلاح التي أعلنها الرئيس البالغ من العمر 64 عاما توسيع نظام المنح الجامعية للشباب وضمان الرعاية الاجتماعية لكبار السن.

ورغم دخوله في سجال عنيف وحرب كلامية مع كبار رجال الأعمال الذين اتهمهم بالتصرف وكأنهم يملكون البلاد، مد لهم غصن زيتون وعرض على القطاع الخاص بناء علاقة جيدة معه.

كما تعهد بتحقيق السلام في البلاد وإنهاء الحرب الاهلية، في وقت وصلت فيه معدلات الجريمة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة بسبب الصراعات بين عصابات الإتجار بالمخدرات.

وبخصوص الموقف العدائي للرئيس الامريكي دونالد ترامب من المكسيك، أوضح اوبرادور بأنه سيتعامل معه من موقع الند للند. وأضاف «لن نسمح لترامب بأن يجعل منا جلادين لديه»، مشيرا إلى أن المكسيك ترغب باقامة علاقة صداقة مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل وستعمل على تفادي الدخول في حرب تجارية معها.

ووصف سياسة ترامب في مجال الهجرة بأنها لا مسؤولة وعنصرية.

واوبرادور هو ابن صاحب متجر صغير ولد عام 1953 في لاية تاباسكو في جنوبي المكسيك وبدأ حياته السياسية عبر الانضمام إلى الحزب الثوري الدستوري الذي كان يحكم البلاد وقتها.

وبعد أن يئس من سياسات الحزب انضم إلى تيار منشق عن الحزب حمل اسم «التيار الديمقراطي» الذي أصبح لاحقا حزبا يساريا يحمل اسم «حزب الثورة الديمقراطية».

وخلال توليه منصب محافظ العاصمة اكتسب سمعة حسنة وشعبية كبيرة إذ أطلق برنامجا لرعاية كبار السن وتعاون مع أحد أكبر رجال الأعمال في البلاد وامبراطور الاتصالات كارلوس سليم في ترميم مركز العاصمة وإعادة الحياة اليها.

وخاض أول انتخابات رئاسية عام 2006 وخسرها بفارق ضئيل أمام الرئيس كالديرون في أنتخابات كانت الأكثر إثارة للجدل في التاريخ الحديث للمكسيك بسبب الفارق الضئيل في الأصوات بين المتنافسين.

وأعاد الكرة في انتخابات 2012 لكنه خسرها مرة اخرى ضد الرئيس السابق بينا نيتو، لكن الحظ حالفه هذه المرة.