• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

أهذه شريعتهم التي يريدونها !؟

أغسطس 8, 2022

المستشار أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وباحث إسلامي

العجب كل العجب
لا أتصور رجال عظماء مثل الشيخ/محمد الغزالي ومحمد متولي الشعراوي وعبد الحليم محمود وغيرهم إلا انهم أفذاذا، ولا أتصور من تقلدوا منصب مشيخة الأزهر إلا انهم من أميز الرجال .
لكن حين نظرت إلى الفقه الإسلامي على المذاهب الأربعة وجدت ما يندى له جبين البشرية، وجدت عقوبة القتل لتارك الصلاة، وعدم مسئولية الزوج عن أجر طبيب ولا ثمن دواء لزوجته المريضة، وحتى لا مسئولية له عن ثمن كفنها إن ماتت، ووجدت قتل المرتد واستباحة أمواله، ووجدت أقصى مدة لحمل النساء عندهم أربع سنوات بل استباح الإمام مالك زيادتها إلى ما شاء الله فتلد المرأة بعد أي عدد من السنين وتنسب مولودها لمطلقها أو أرملها أو زوجها وإن كان مسافرا لسنوات عديدة، ووجدت دية المرأة المقتولة على النصف من دية الرجل، وكأنها نصف نفس، وما أرى تلك المنظومات وغيرها كثير، إلا انفلات فكري غير منضبط على كتاب ولا سنة ولا نخوة ولا رجولة.
وحين نظرت للتفاسير المعتبرة عندنا وجدت خرافات وأساطير وإسرائيليات وتأويلات ساذجة، منها مثلا عن تفسير قوله تعالى [إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون]، فقالوا في علم الغيب بأن شغل أهل الجنة هو افتضاض الأبكار تحت ظلال الأشجار على ضفاف الأنهار مع سماع الأوتار في ضيافة العزيز الجبار، ووجدتهم يتصورون الصراط المستقيم جسرا على جهنم يعبره الناس جميعا وترتعد عنده فرائص الأنبياء يقولون اللهم سلم اللهم سلم، وما أجد كل ذلك وأمثاله إلا خرافات المرويات أثرت على منظومة التفسير.
لقد تم إنشاء الأزهر وفُتِح للصلاة بشهر رمضان سنة 361 هجرية الموافق يونيو/ يوليو عام 972 ميلادية وفي عام 378 هجرية تم تعيين37 فقيها وعالما بالأزهر، وأنشأ لهم دارا للسكن، وتخرجت أول دفعة وتم تعيينها عام 380 هجرية. أي أن عمر الأزهر اليوم حوالي ألف وأربعين سنة ميلادية، وألف وواحد وسبعين سنة هجرية، ومرت على جميع الفقهاء والعلماء والمحدثين والمفسرين والجهابذة ذلك الفقه وتلك التفسيرات فلم تحرك منهم ساكنا نحو تجديد أو تنقية لحديث أو فقه، بل ما وجدت إلا تضييقا على صيحات التجديد والتنقية، فيا ترى ما سر كل هذا الإصرار على استمرار العته الفقهي بمراجعنا.
وما سر التعتيم من الأزهريين على مثل تلك السقطات، بل وجدت من يقولون بأنها مجرد أخطاء وجل من لا يسهو، والحقيقة أني أعجب كل العجب من ذلك التهوين من الخرق الفقهي الذي يسمونه ثوابت الأمة، إن هذه السقطات إن كانت ثوابتنا تتضمن تلك السقطات فقد لحق بنا العار الفكري والحضاري بل أراه عارا على الرجولة، هل الفكرة التي لا تخرج إلا من فم مجنون نسميها خطأ ونقول جل من لا يسهو؟.
أريد ردا من أزهري واحد يقنعني بأنهم مخلصون لأمر لا أعرفه أو لم أصل إليه يدفعهم لذلك التمسك والتعتيم، ولماذا لم يقيموا فقها يضاهي فقه أبو حنيفة وغيره من أفذاذ القدماء؟؛ لماذا لم يضعوا تلك التفاسير بمتحف التاريخ ويقيموا هم تفسير عصري لكتاب الله يتواكب مع عقول اليوم وفقههم الذي أراه أعظم وأرصن من فقه القدماء.
لماذا قنع أهل الأزهر بمهمة ترديد التفاسير الفقه القديمة، لماذا اجتمعوا ليكونوا عملاء لفكر غيرهم مع علمهم بما ينطوي عليه ذلك الفكر من سقطات يندى لها الجبين والنخوة، أيصرون على استبقاء رضاع الكبير، ورجم القرود الزانية، كيف يستبقون مرويات البخاري المناهضة والمحرِّفة لكتاب الله!، كيف لم يجدوا غضاضة في فقه استحلال نكاح البنات الصغيرة التي لم تبلغ الحلم وهن بسن الطفولة، وما لم أذكره آلاف من السقطات من مثل هذا الدس يعتبرونه ممنوع اللمس والتصوير ويصورونه للناس أمرا مقدسا.
من المسئول عن جريمة صمت مئات الألوف من الخريجين من الأزهر وكليات دار العلوم، من منعهم من الكلام، أتراهم على قناعة بفقه أحقية الزوج منع زوجته أن ترضع وليدها من زواج سابق، ومن قنّعهم بتشويه بظر النساء بدعوى أنه سنة، ألم يجرب أحد تلك الملايين من الخريجين أن تلك السنة المزعومة تنهك الرجال وتفسد متعة اللقاء الحلال بين الزوجين؟.
هل أنا موهوم بكل ما ذكرت، أكل ما ذكرته مندوب وحسن وعظيم غير أني أرى القبيح حسنا والحسن قبيح؟، أهم على حق في صمتهم أم أن صمتهم مريب ويطعن في إخلاصهم لدين الله؟، أكاد لا أصدق ما أنا فيه فأعينوني بقوة.