• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

الإمبراطورية الإسبانية ( الجزء الأول)

فبراير 6, 2018

الامبراطورية الإسبانية (بالإسبانية: Imperio español) كانت أحد أكبر الامبراطوريات في تاريخ العالم، ومن أوائل الامبراطوريات العالمية، حيث وصلت القمة عسكريا وسياسيا وإقتصاديا تحت حكم أسرة هابسبورغ الإسبانية في القرنين 16 و17. أما أقصى امتداد لأقاليمها فكان في القرن 18 تحت حكمآل بوربون حيث اضحت أضخم امبراطورية في العالم في ذلك الوقت، فقد كانت القوة العظمى الأولى في زمانها وهي أول من أطلق عليها الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس .أسست تلك الإمبراطورية خلال عصر الاستكشاف بعيد رحلات كريستوفر كولومبوس  وشملت أقاليم ومستعمرات التاج الإسباني في الأمريكتين وآسيا واوقيانوسيا وافريقيا مثل جزر الأنتيل الكبرى ومعظم أمريكا الجنوبية والوسطى وجزءا من أمريكا الشمالية (وشملت فلوريدا وجنوب غرب الولايات المتحدةوساحلها الغربي). بالإضافة إلى عدد من أرخبيلات المحيط الهادئ مثل الفلبين. واستمرت تلك الإمبراطورية حتى حروب الاستقلال الإسبانية الأمريكية في أوائل القرن 19 فلم يبق لها إلا كوبا وبورتوريكو والفلبين. وفي أعقاب الحرب الأمريكية الإسبانية سنة 1898 تخلت إسبانيا عن آخر مستعمراتها في الكاريبي والمحيط الهادي للولايات المتحدة. أما آخر مستعمراتها الأفريقية فقد تخلت عنها أو نالت استقلالها خلال انهاء استعمار أفريقيا التي انتهت سنة 1976.كانت البداية هو اتحاد سلالي بين تاج قشتالة (أضيف لها مملكة نبرة سنة 1515) وتاج أرغون، فبدأ الملكان الكاثوليكيان (بالإسبانية: Reyes Católicos) بوحدة المملكة سياسيا ودينيا واجتماعيا فأضحت أول دولة حديثة في أوروبا عرفت بالمملكة الكاثوليكية. فتصرفت السيادة الإسبانية بأقاليمها خلال تلك الفترة بأنها ملكية موحدة خلال نظام مجالس يسمى ابوليسنودي  إلا أن سلطة الملك أو الحاكم تتغير من اقليم إلى آخر حيث أن كل اقليم يحتفظ بإدارة ومكون قضائي خاص به. فالوحدة لاتعني نظام موحد. لذا فهذا التكوين السياسي بغض النظر عن الطوائف مقدما عليها «الإتحاد السلالي فظهر جليا في الفترة من 1580-1640 حيث ابقت الملكية البرتغالية نظامها الإداري واالقضائي في إقليمها، كما فعلت أيضا ممالك اخرى خضعت لحكم آل هابسبورغ الإسبان. مع أن بعض المؤرخين أكدوا أن البرتغال كانت جزءا من نظام إسبانيا الملكي في ذلك الوقت، إلا أن آخرين رسموا صورة متباينة بين الإمبراطورية الإسبانية والبرتغالية.(النشأة) «جزر الكناري». أضحت كلا من قشتالة والبرتغال منافسين إقليميين وتجاريين غرب المحيط الأطلسي وذلك في القرن 15. حيث نالت البرتغال على مراسم باباوية يعترف بسيطرتها على المناطق المكتشفة، ونالت قشتالة أيضا على حماية بابوية لإستحواذها على جزر الكناري بوثيقة بابا الرومان Romani Pontifex مؤرخة 6 نوفمبر 1436، واخرى بتاريخ 30 ابريل 1437‏. بدأ غزو جزر الكناري التي يقطنها شعب الغوانش سنة 1402 بقيادة النبيل النورماني خوان دي بيثنكورت بعد اتفاق اقطاعي مع هنري الثالث. واستمرت الحملات العسكرية لقشتالة مابين 1478 إلى 1496 حيث خضعت كناريا الكبرى (1478–1483)، ثم لابالما (1492–1493) حتى اكتملت بخضوع تنريف (1494–1496).معاهدة ألكاسوفاس وبداية الحروب الإستعمارية.حاول البرتغاليون باستماتة الحفاظ على سرية اكتشافهم لساحل الذهب (1471) في خليج غينيا، إلا أن الأخبار سرعان ماانتشرت مما تسبب باندفاع ضخم على الذهب. حيث ذكر المؤرخ هرناندو دل بولغار بأن شهرة كنوز غينيا «انتشرت في جميع موانئ الأندلس بطريقة جعلت الكل يحاول الذهاب الى هناك. فأصبحت الحلي الرخيصة والمنسوجات المغربية ومحارالكناري والرأس الأخضر تقايض بمنتوجات غينيا من الذهب والعبيد والعاج والفلفل. وفوق ذلك فقد اعطت حرب الوراثة القشتالية (1475–1479) الملوك الكاثوليك الفرصة للهجوم على مصدر قوة البرتغالين والإستحواذ على تجارتهم المربحة. فنظم التاج رسميا التجارة مع غينيا. بحيث يجب على كل مركب كارافيل ان ينال على ترخيص حكومي وأن يدفع خمس الأرباح ضريبة للحكومة (أسس مكتب تحصيل ضرائب غينيا في إشبيلية سنة 1475 – ومنه خرج المكتب الشهير غرفة التجارة الإسبانية ).بدأت الأساطيل القشتالية غزو الأطلسي، فاحتلوا جزر الرأس الأخضر مؤقتا سنة (1476)، واحتلوا بنفس السنة مدينة سبتة، ولكن تمكن البرتغاليون من استعادتها، وهاجموا أيضا جزر الأزور إلا أنهم انهزموا في برايا. وكانت نقطة التحول الرئيسة لتلك الحرب كان في سنة 1478 عندما انهزم الإسطول القشتالي الذي أرسله فرناندو لغزو كناريا الكبرى أمام البرتغاليين الذين طردوه، فخسر سفنا وبحارة. أما قاصمة الظهر فكانت استحواذ البرتغاليين على اسطول أرمادا ضخم للقشتاليين ممتلئا بالذهب في معركة غينيا.ضمنت معاهدة ألكاسوفاس (4 سبتمبر 1479) العرش القشتالي لملوك الكاثوليك، لكنها عكست هزيمة بحرية واستعمارية لصالح البرتغال:»استمرت الحرب مندلعة بوحشية مع القشتاليين في الخليج [غينيا]، حتى انهزم إسطولهم المكون من خمس وثلاثون مركب سنة 1478. ونتيجة لذلك النصر تم التوقيع على معاهدة ألكاسوفاس في 1479، وملخصها هو ضمان حق البرتغال في جزر الكناري والإعتراف باحتكارهم للصيد والملاحة على طول الساحل الغربي لأفريقيا، وحقهم في ماديرا وجزر الأزور والرأس الأخضر [بالإضافة إلى حقهم في غزو مملكة فاس ]. حددت المعاهدة مناطق نفوذ البلدين، ورسخت مبدأ المياه الإقليمية. ووثقها البابا سيكتوس الرابع في 21 يونيو 1481‏.مع أن التجربة كانت مريرة للأسبان، إلا أنها أثبتت أنها كانت مفيدة لمستقبل التاج في التوسع عبر البحار، فعندما استبعدوا جنوبا عن الأراضي المكتشفة أو التي سيتم اكتشافها في جزر الكناري —وبالتالي منعوا من الذهاب إلى الهند عن طريق أفريقيا فإنهم تبنوا رحلة كولومبوس المتجهة غربا (1492) للوصول إلى اسيا لجلب التوابل. وهكذا تم التغلب على القيود التي فرضتها المعاهدة، مما حدا إلى التوصل إلى تقسيم جديد للعالم أكثر توازنا فيمعاهدة توردسيلاس بين القوى البحرية الناشئة.معاهدة توردسيلاس.توفي الملك خوان الثاني ملك أراغون قبل معاهدة ألكاسوفاس بسبعة أشهر، فورثه ابنه فرناندو الثاني المتزوج من إيزابيلا ملكة قشتالة. فسمي الاثنان بالملوك الكاثوليك وبزواجهما صنعا اتحاد شخصي بين تاجي أرغون وقشتالة، ولكل اقليم نظامه الإداري وإن كان الحكم مشترك بين الملكين. تمكن الملكان في سنة 1492 من اخراج أبو عبد الله الصغير آخر أمراء غرناطة المسلمين من الأندلس بعد حرب استمرت عشر سنوات. ثم تفاوضا مع البحار الجنوي كريستوفر كولومبوس لمساعدته للوصول إلى سيبانجو  (اليابان) بالإبحار غربا. فعندما قدم كولومبوس اقتراحه الجريء لإيزابيلا كانت قشتالة تنافس البرتغال في سباق الإستكشاف للوصول بحرا إلى الشرق الأقصى. فنال كريستوفر بتاريخ 17 أبريل 1492 امتيازات سانتافي من الملكين، حيث تم تعيينه نائبا للملك وحاكما للأراضي المكتشفة حديثا والتي تكتشف بعدها وتلك هي أول وثيقة لتأسيس التنظيم الإداري للأنديز. كانت اكتشافات كولومبس فاتحة للاستعمار الاسباني للأمريكتين. والذي ساعد إسبانيا على التمسك بتلك الأراضي وجود مرسوم باباوي (باللاتينية: Inter caetera) بتاريخ 4 مايو 1493، وآخر (باللاتينية: Dudum siquidem) بتاريخ 26 سبتمبر 1493 والتي خولت للأسبان السيادة على الأراضي المكتشفة والتي يتم اكتشافها.لكي يحافظ البرتغاليون على خطوط ترسيم ألكاسوفاس شرقا وغربا بخط عرض جنوب بوجدور، توصلوا إلى حل توافقي حيث أدمجت تلك المعاهدة مع معاهدة توردسيلاس بتاريخ 7 يونيو 1494، حيث شطر العالم إلى نصفين لتقسيم المطالب الإسبانية والبرتغالية. فأعطى المعاهدة الإسبان الحق الحصري في إقامة مستعمرات في كل العالم الجديد (الأمريكتين) من الشمال إلى الجنوب (باستثناء البرازيل)، بالإضافة إلى أقصى شرق اسيا. ووثق البابا يوليوس الثاني معاهدة توردسيلاس يوم 24 يناير 1506 بمرسوم (باللاتينية: Ea quae pro bono pacis). وقاد تأثير إسبانيا الإقتصادي إلى تمددها وزيادة استعمارها واشتياقها لرفع الهيبة الوطنية، والرغبة في نشر الكاثوليكية في العالم الجديد.ومن جهة أخرى، أسست معاهدتي توردسيلاس وسنترا (18 سبتمبر 1509) حدود مملكة فاس للبرتغال، مما مكن لقشتالة بالتمدد خارج هذه الحدود بدءا من الاستيلاء على مليليةفي 1497.»الصراع في إيطاليا».وضع الملوك الكاثوليك استراتيجية في زواج أبنائهم من أجل عزل فرنسا عدوهم الدائم. فتزوج الأمراء الإسبان من وريثات العرش البرتغالي والإنجليزي وأسرة هابسبورغ. ولتقوية تلك الاستراتيجية دعموا ألفونسو ملك نابولي ضد شارل الثامن في الحروب الإيطالية بدءا من 1494. فساهم فرديناند -لكونه ملك أراغون- في الحرب ضد فرنسا والبندقية لحكم إيطاليا؛ فأصبحت هذه الصراعات محور سياسته الخارجية. فتمكنت إسبانيا خلال تلك المعارك من انشاء فرق الأثلاث الاسبانية التي تسيدت على ساحات القتال الأوروبية، فنالت سمعة بأنها لاتقهر واستمرت تلك السمعة حتى منتصف القرن 17.أضحى فرديناند بعد وفاة الملكة إيزابيلا ملك إسبانيا الأوحد، فانتهج سياسة أكثر عدوانية من قبل، فوسع من دائرة نفوذ بلاده في إيطاليا وضد فرنسا. وأتى أول نشر لجيشه في حرب عصبة كامبراي ضد البندقية، حيث ميز الجنود الأسبان أنفسهم في معركة أنياديللو (1509) إلى جانب حلفائهم الفرنسيين. وفي السنة التالية أضحى فردناند جزءا من الحرب المقدسة ضد فرنسا، فوجدها فرصة ليستحوذ على كلا من ميلانو — وكانت عليها مطالبات ذو علاقة بالقرابة الملكية – ونافارا. وكانت هذه الحرب أقل نجاحا من الحرب ضد البندقية، وفي سنة 1516 وافقت فرنسا على هدنة جعل ميلان تحت سيطرتها واعترفت بالسيطرة الإسبانية على نافارا العليا.المراسيم البابوية والإنديز.بعد وفاة فرناندو الثاني أضحى حاكم الإنديز الإسبانية ملك الإنديز.أصدر البابا إسكندر السادس -وهو من إقليم بلنسية العضو في تاج أراغون وكان اسمه رودريغو بورجيا قبل انتخابه بابا للفاتيكان- مرسوما (باللاتينية: Inter caetera) حيث ذكر فرديناند في المرسوم بإسم ملك قشتالة وفقا لإتفاق سيغوفيا سنة 1475. وبعد وفاته أدرج لقب الإنديز إلى ملك قشتالة. وإن كان الملوك الكاثوليك قد دمجوا إقليم بأنه جزء من موجودات التاج.وفي سنة 1506 تخلى فردناند حسب اتفاق ڤيلافافيلا  عن سيادته على حكومة قشتالة والإنديز لمصلحة زوج ابنته فيليب، متخليا عن نصف إيراداته من مملكة الإنديز مما حدا بفيليب وزوجته خوانا ملكة قشتالة وأراغون إضافة لقب مملكة الإنديز والجزر والبر الرئيسي للمحيط إلى ألقابهم. ولكن الإتفاق لم يدم طويلا بسبب وفاة فيليب، فعاد فردناند وصيا على عرش قشتالة وحاكما للإنديز.وحسب النطاق الذي منحه المرسوم البابوي ورغبة الملكة ايزابيلا القشتالية في 1504 والملك فرديناند من أراغون في 1516 أصبحت تلك الممتلكات خاضعة لتاج قشتالة. وقد صادق الملوك المتعاقبين على هذا الوضع بدءا من كارلوس الأول الذي نص صراحة بمرسوم في سنة 1519 على الوضع القانوني لأراضي ما وراء البحار الجديدة.كانت سيادة الأراضي المكتشفة مخصصة لملوك قشتالة وليون حيث انتقلت بمراسيم بابوية. ثم تحول وضع الإنديز السياسي من «سيادة» الملوك الكاثوليك إلى «ممالك» لولاة عهد قشتالة، ومع أن مراسيم البابا اسكندر السادس (باللاتينية: Alexandrine Bulls) أعطت سلطة كاملة وحرة وقاهرة لملوك الكاثوليك، إلا أنهم لم يحكموها بأنها ملكية خاصة بل باعتبارها ملكية عامة خلال الهيئات العامة وسلطات قشتالة، وعندما انضمت تلك الأراضي لتاج قشتالة كانت السلطة الحاكمة خاضعة لقوانين قشتالة.المستوطنات الأولى في الأمريكتين وهيمنة التاج.اعطى تاج قشتالة كريستوفر كولومبوس وثيقة امتيازات سانتافي التي منحته قوة توسعية بما فيها الاستكشاف والاستيطان والسلطة السياسية وتحصيل الإيرادات، مع الرجوع الكامل إلى التاج. فقد أنشئت الرحلة الأولى أراض ذات سيادة للتاج، وتصرف التاج على افتراض أن تخمين كولومبوس فيما وجده والمبالغ فيه هو صحيح، كي تفاوض البرتغال في معاهدة توردسيلاس لحماية أراضيها في الجانب الأسباني من الخط. ثم مالبث التاج أن بدأ بمراجعة علاقاته مع كولومبوس حيث تحرك لتقليص امتيازاته وزيادة السيطرة التاج المباشرة على الأراضي. أضحى التاج بعد هذا الدرس أكثر حذرا في تحديد شروط الاستكشاف والغزو والاستيطان في المناطق الجديدة.كان النموذج في منطقة الكاريبي الذي لعب دورا في الإنديز الإسبانية هو استكشاف مناطق مجهولة والمطالبة بالسيادة عليها. ومن غزو للشعوب الأصلية أو السيطرة عليهم بدون حرب؛ أو تسوية من الإسبان فمنحوا السكان الأصليين العمل بنظام إنكوميندا . وأصبحت المستوطنات القائمة نقطة انطلاق للمزيد من استكشاف الأراضي وغزوها ثم استيطانها، ثم يلي ذلك انشاء مؤسسات حكومية يعين التاج موظفيها. تم نسخ نماذج الكاريبي لتطبيقها على جميع أنحاء مناطق النفوذ الأسباني. ومع أهمية منطقة البحر الكاريبي إلا أنها سرعان ما تلاشت بعد الغزو الإسباني لإمبراطورية الآزتك والغزو الإسباني لإمبراطورية إنكا، مع أن الكثير ممن ساهم في تلك الفتوحات بدأ عملهم في الكاريبي.أسست أول مستوطنة أوروبية دائمة في العالم الجديد في الكاريبي، فاستهلت في جزيرة هيسبانيولا ثم لحقتها كوبا وبورتوريكو. ونتيجة لعلاقات جنوة مع البرتغال فقد كانت فكرة المستوطنة عند كولومبوس هو نموذج قلاع تجارية ومصانع يشتغل بها العاملون بأجر وتتاجر مع السكان المحليين والتعرف على الموارد المفيدة. إلا أن المستوطنات الأسبانية في العالم الجديد استندت على نمط المستوطنة الكبيرة والدائمة وبوجود كامل الحياة المادية ومؤسسات الدولة لتكرار الحياة القشتالية في المناطق الأخرى. ولتحقيق ذلك، أتت رحلة كولومبوس الثانية في 1493 بفريق ضخم من المستوطنين والبضائع، فحطت الحملة في هيسبانيولا، حيث أسس بارتولوميو كولومبوس شقيق كريستوفر أول مستوطنة أسبانية مبنية بالحجارة في العالم الجديد سنة 1496 والتي أصبحت مدينة سانتو دومينغو.بالرغم من تأكيدات كولومبوس الشديدة واعتقاده أن الأرض التي اكتشفها كانت آسيوية، إلا أن تاج قشتالة لم يشعر بالقلق في البداية عند منحه صلاحيات واسعة بسبب قلة الثروات المادية وعدم وجود تعقيد في مجتمع السكان المحليين. لكن الأمور تغيرت عندما لم يتمكن كولومبوس ذوالأصول من جنوة في الحصول على لقب نبيل، وأيضا عندما استهوت منطقة الكاريبي الإستيطان الإسباني.نزل كولومبوس البر في رحلته الثالثة في 1498‏ فعلم الملوك الكاثوليك باكتشافه في مايو 1499. ولإستغلال الثورة ضده في هيسبانيولا، عين البلاط الكونكيستدور فرانسيسكو دي بوباديلا [الإنجليزية] حاكما للإنديز بسلطة القضاء المدني والجنائي على الأراضي التي اكتشفها كولومبوس. مع ذلك سرعان مااستبدل بوباديلا وحل محله نيكولاس دي أوفاندو في سبتمبر 1501‏. ثم بعد ذلك فإن التاج سمح للرحلات المنفردة في إكتشاف الأراضي في الإنديز فقط خلال الترخيص الملكي السابق، وبعد 1503 تأكد احتكار التاج من خلال إنشاء غرفة التجارة الإسبانية (بالإسبانية: Casa de Contratación) في إشبيلية. وقد طالب ورثة كولومبوس في المحاكم بوفاء التاج في امتيازات سانتافيالممنوحة لكولومبوس ابتداءا من 1508-1536 واشتهرت بإسم (بالإسبانية: Pleitos colombinos)تولى المطران فونسيكا إدارة الإنديز من العاصمة الإسبانية بين 1493 و1516‏، ومرة أخرى بين 1518 و1524، بعد أن تولاها جان لو سوفاج لفترة قصيرة. وفي سنة 1504 تم إضافة لقب وزير لهذا المنصب فتولى غاسبار دي غريسيو بين 1504 و1507 تلك الوزارة، ثم تبعه بين 1508 و1518 لوبي دي كونتشيلوس، ثم فرانسيسكو ديلوكوبوس سنة 1519‏.وفي سنة 1511 أنشئ مجلس سياسي للإنديز (بالإسبانية: Junta) بوصفه لجنة دائمة تابعة لمجلس قشتالة لمعالجة قضايا الإنديز، وفي سنة 1524 تغير اسم هذا المجلس إلى مجلس الإنديز.استمر نجاح مستوطنة هيسبانيولا حتى نهاية عقد 1490، حيث بدأ المستوطنون البحث عن أماكن أخرى لإنشاء مستوطنات جديدة، بسبب قلة الثروات الموجودة وانخفاض أعداد السكان الأصليين، فلم يساعد ذلك في ازدهار هيسبانيولا فكان الحرص في البحث عن نجاح جديد في مستوطنة جديدة. من هناك غزا خوان بونثي دي ليون بورتوريكو (1508) وأخذ دييغو فيلاسكيز كوبا.اتفق مجلس الملاحون المجتمعون في بورغوس سنة 1508 على ضرورة إقامة المستوطنات في البر الرئيسى، وهو مشروع أوكل به الحكام ألونسو دي أوخيدا ودييغو دي نيكوسا التابعين لحاكم هيسبانيولا دييغو كولومبوس الذي عين حديثا والذي له نفس السلطة القانونية التي مع أوفاندو. في 1510 بنى فاسكو نونييث دي بالبوا أول مستوطنة في البر الرئيسي، وهي سانتا ماريا لا أنتيغوا دل داريين في كاستيلا دي أورو (الآن نيكاراغوا وكوستاريكا وبنما وكولومبيا). وفي 1513، عبر بالبوا برزخ بنما حيث قاد أول بعثة أوروبية لرؤية المحيط الهادئ من الساحل الغربي للعالم الجديد. فأعلن بالبوا أن المحيط الهادئ وجميع الأراضي المحاذية لها هي تابعة للتاج الإسباني.وفي مايو 1511 اعترفت محكمة إشبيلية بلقب نائب الملك لدييغو كولومبوس، ولكنه اقتصر على هيسبانيولا والجزر التي اكتشفها والده كريستوفر كولومبوس فقط وفوق ذلك فقد قيد القصر الملكي والقضاة قبضته وذلك بتشكيل نظام حكومة مزدوج. وبما أن الملك فردناند الثاني هو الوصي على ابنته خوانا ملكة قشتالة، فقد فصل البر الرئيسى والمسمى كاستيلا دي أورو عن ولاية هيسبانيولا وأنشئ فيها إدارة برئاسة بدرو أرياس دافيلا في 1513‏ وبنفس الأعمال التي يؤديها نائب الملك، وماتبقى من إدارة بالبوا هي بنما وكويبا الأقل أهمية على ساحل المحيط الهادئ، وبعد وفاته عادت تلك المناطق إلى كاستيلا دي أورو. ولكن لم تنضم إليها فيراغو  (الذي يضم نهر تشاغريس ورأس غراسياس أديوس)، إما بسبب الدعاوي القضائية على الإقليم بين التاج ودييغو كولومبوس، أو ربما أن المنطقة بعيدة شمالا صوب شبه جزيرة يوكاتان التي اكتشفها متأخرا كلا من يانيس بينسون وخوان دياز ديسوليس في 1508-1509‏ بسبب موقعها النائي. تسبب نزاع نائب الملك كولومبوس مع البلاط ومع المحكمة العليا التي أنشئت في سانتو دومينغو سنة 1511‏ إلى أن يعود إيبيريا في 1515.حملات أفريقيا[عدل]ازدادت سياسة التوسع الأسباني في شمال أفريقيا بعد احتلال مليلية في 1497، وقادها الملك فرديناند الوصي على قشتالة وحفزها الكاردينال ثيسنيروس بعد الإنتهاء من الاسترداد. بهذه الطريقة غزت قشتالة عدة بلدات ومدن في شمال افريقيا واحتلتها: المرسى الكبير (1505) وجزيرة قميرة (1508) ووهران (1509) الجزائر (1510) وبجاية (1510) وطرابلس (1511). أما على ساحل الأطلسي فقد استحوذت إسبانيا على سانتا كروز دي لامار [الإنجليزية] (1476) بدعم من جزر الكناري، واحتفظت بها حتى 1525 بعد معاهدة سينترا (1509).هابسبورغ الإسبانية التي لاتغيب عنها الشمس (1516–1700).عرفت الفترة من القرن 16 إلى منتصف القرن 17 بأنها «عصر إسبانيا الذهبي» (بالإسبانية: Siglo de Oro). ونتيجة لسياسة التزويج التي انتهجها الملوك الكاثوليك (بالإسبانية: Reyes Católicos)، فقد ورث حفيدهم كارلوس الخامس من آل هابسبورغ إمبراطورية قشتالة في أمريكا وممتلكات تاج أراغون في البحر الأبيض المتوسط (بما فيها جزء كبير من إيطاليا) وأراض ألمانية والبلدان المنخفضة وكونته الفرنسية والنمسا (تم نقل جميع مناطق هابسبورغ الوراثية إلى فرديناند شقيق كارلوس في أواخر أيامه).انتخب كارلوس إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة بعد وفاة جده الإمبراطور ماكسيميليان بفضل رشاوى هائلة دفعت للأمراء-الناخبين بسبب أنه لم يكن وريثا مباشرا للملك السابق. فأضحى أقوى رجل في أوروبا، فلم يتجاوز اتساع امبراطوريته إلا عصر نابليون. حتى قيل في زمانه أن إمبراطوريته التي لا تغيب عنها الشمس. وقد سيطر على إمبراطورية ما وراء البحار المترامية الاطراف في عصر إسبانيا الذهبي، ليس من بلد الوليد ولكن من إشبيلية حيث نظمت غرفة التجارة الإسبانية (Casa de Contratación) التجارة مع الإنديز، وتراخيص الهجرة. وكان مجلس الإنديز هو الهيئة العليا لإدارة الإنديز التي أسست في 1524‏.كانت ايرادات إمبراطورية قشتالة في الإنديز في البداية مخيبة للآمال. فقد حفزت بعض التجارة والصناعة، ولكنها كانت محدودة جدا. ثم بدأت الأمور تتغير في عقد 1520 مع استخراج الفضة بكثرة من رواسب غنية في ولاية غواناخواتو في المكسيك، ولكن فتح مناجم الفضة في زاكاتيكاس بالمكسيك وبوتوسي في بيرو العليا (حاليا بوليفيا) في 1546 كان أسطوريا. ففي خلال القرن ال 16 أضحى لدى إسبانيا مايعادل 1.5 تريليون دولار أمريكي (حسب قيم 1990) ايرادتها من الذهب والفضة من إسبانيا الجديدة. وساهمت هذه الواردات بزيادة التضخم[الإنجليزية] في إسبانيا وأوروبا خلال العقود الأخيرة من القرن ال 16. وتفاقم هذا الوضع بسبب خسارة المجتمع جزء كبير من الطبقة التجارية والحرفية من طرد اليهود (1492)والموريسكيين (1609). والذي كان أكثر ضررا هو واردات الفضة الضخمة التي ابتليت بها إسبانيا مع ارتفاع معدلات التضخم مما جعل الصناعات المحلية غير قادرة على المنافسة فأصبحت إسبانيا تعتمد اعتمادا كبير على الموارد الخارجية من المواد الخام والسلع المصنعة. حتى قال رحالة فرنسي في 1603:»تعلمت هنا مثلا يقول: كل شيء في إسبانيا عزيز إلا الفضة. علاوة على ذلك، تسببت وفرة الموارد الطبيعية انخفاضا في أرباح مشاريع استخراج الموارد التي هي أقل مخاطرة. ففضل الأثرياء استثمار ثرواتهم في الدين العام(juros). أنفقت أسرة هابسبورغ ثروات قشتالة وأمريكا في حروبها بأنحاء أوروبا للدفاع عن مصالحها، وأعلنت توقفها الاختياري (إي الإفلاس) عن تسديد ديونها عدة مرات. وأدت تلك الأعباء إلى اندلاع الثورات في أقاليم إسبانيا هابسبورغ بما في ذلك الممالك الأسبانية، ولكن تلك الثورات قد سحقت.وسعت اسرة هابسبورغ إلى عدة أهداف سياسية، منها:الوصول إلى موارد الأمريكتين (الذهب والفضة والسكر) ومنتجات آسيا (الخزف والتوابل والحرير).اضعاف قوة فرنسا واحتوائها في الحدود الشرقية.المحافظة على هيمنة هابسبورغ على الإمبراطورية الرومانية المقدسة والدفاع عن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بأنها الكنيسة الصحيحة ضد الانقسام البروتستانتيالدفاع عن أوروبا ضد المد الإسلامي المتمثل في الدولة العثمانية نشر الدين الكاثوليكي في مناطق العالم الجديد