• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

أين الموقف الرسميّ من "معركة القلمون"؟ ريفي يكشف مسعاه مع المعارضة السورية لإطلاق العسكريين اللبنانيين

مايو 3, 2015

 

مع استراحة سياسية طويلة بدأت عملياً وستتمدد مع عطلة عيد العمال لن تكون هناك على أجندة التحركات الداخلية تطورات بارزة سوى الجولة الجديدة من الحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” مساء الاثنين المقبل في عين التينة. أما التطور البارز الآخر المنتظر فيتمثل في مثول رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط مطلع الاسبوع المقبل أمام المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي شاهداً في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري لأيام عدة، علماً ان الزعيم الجنبلاطي يعد من أبرز الشخصيات السياسية بعد الرئيس فؤاد السنيورة والنائب مروان حماده الذين مثلوا وسيمثلون تباعاً كشهود أمام المحكمة.

وبرز قبيل الجولة الجديدة من حوار عين التينة تصعيد في الحملات المتبادلة بين فريقي الحوار في ظل هجوم حاد شنته “كتلة الوفاء للمقاومة” على تيار “المستقبل”، فاتهمته بـ”انتهاك اتفاق الطائف والانقلاب على اصلاحاته السياسية” وحملته مسؤولية “خطف الاستحقاق الرئاسي وتعطيله والشلل الذي أصاب بقية المؤسسات الدستورية”.
وسارعت قناة “المستقبل”

التلفزيونية الى الرد على بيان الكتلة موردة مجموعة قضايا داخلية وخارجية اعتبرت أن “حزب الله لا يجد عبرها هذه الأيام من ينير طريقه غير غوبلز صاحب نظرية اكذب اكذب اكذب وستجد من يصدقك”.

“قريبة جداً”؟
وسط هذا المناخ وضع الكلام المتصاعد عن قرب نشوب “معركة القلمون” المقترن باستعدادات ميدانية لـ”حزب الله” في المناطق المتاخمة للحدود الشرقية مع سوريا مناطق البقاع الشمالي خصوصاً في أجواء استنفار وترقب لاحتمال اشتعال المواجهة في أي لحظة، وقت بدا لافتاً نأي الجهات الرسمية السياسية والامنية والعسكرية بنفسها عن أي موقف رسمي أو تعامل علني مع هذا التطور. وتفيد المعلومات المستقاة من “حزب الله” مباشرة أن الاستعدادات لمعركة القلمون تتواصل على أساس أن المعركة “قريبة جداً جداً” وأن الآلة القتالية للحزب تعمل لتحقيق “معادلة تحصين القرى اللبنانية والسورية الحدودية مع زوال الخطر الذي كان يهدّد العاصمة السورية دمشق وانتهائه”.

ريفي
وفي هذا السياق، كشف وزير العدل أشرف ريفي انه اجتمع أخيراً في اسطنبول مع الدكتور خالد خوجا رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بغية الحصول على دعم المعارضة السورية لإطلاق العسكريين اللبنانيين المحتجزين وتحييد لبنان عن تداعيات الحرب التي يلوّح “حزب الله” بشنّها قريباً في القلمون. وقال: “قلت للدكتور خوجا انه يجب أن نؤسس وإياكم لمرحلة ما بعد بشار الاسد تبدأ بالمساهمة في إطلاق العسكريين اللبنانيين المحتجزين في أسرع وقت ومن دون قيد أو شرط أو تبادل إذا أمكن وأن تساعدوا في منع أي احتكاك عسكري على الحدود اللبنانية – السورية وأن نبدأ ببناء علاقة تقوم على الاحترام المتبادل للسيادتيّن اللبنانية والسورية وعلى الاحترام المتبادل للشعبين وخياراتهما المستقلة. وقد أبدى الدكتور خوجا موافقة صريحة وواضحة على هذا التوجه. وقال: “هكذا نرى العلاقات المستقبلية بين لبنان وسوريا على أساس احترام السيادة والخيارات المستقلة وعدم التدخل في الشأن اللبناني ولن نوفّر أي جهد ممكن من أجل إطلاق العسكريين اللبنانيين ومنع المناوشات العسكرية على الحدود السورية – اللبنانية”. ونقل الوزير ريفي عن خوجا “إدانته لـ”حزب الله” لضلوعه في المعارك السورية وقال ان هذا الخطأ الاستراتيجي لا يتحمّل مسؤوليته لا لبنان ولا اللبنانيون وإنما يتحمّله الحزب”. وخلص ريفي الى القول: “من ناحيتي أتمنى، ونحن نسمع منذ أيام عن معركة القلمون، ألاّ يذهب “حزب الله” الى هذه المعركة لأنها إذا وقعت لا سمح الله ستكون غلطة إضافية للحزب ومن دون طائل أو نتيجة. ولن نحكم على نتائجها في أيامها الاولى لأنه إذا أراد “حزب الله” أن يحمي نفسه ويحمي جمهوره فلن يكون ذلك من خلال خط دفاعي متقدّم خارج الاراضي اللبنانية. ولذلك أدعوه الى أن ينسحب في أسرع ما يمكن من سوريا ويترك الأمر للجيش اللبناني وحده. وأنا واثق من أن الجيش قادر على حماية الاراضي اللبنانية وخصوصا بعد المساعدات التي حصل عليها أخيراً بفضل الهبة السعودية وبفضل الدول الصديقة. وأهم عنصر في الأمر هو توحّد اللبنانيين خلف الجيش اللبناني دفاعاً عن اللبنانيين جميعاً بمن فيهم “حزب الله”. ولا أرى مانعاً من تنفيذ القرار 1701 الذي يتضمن الاستعانة باليونيفيل، أي أن تتوحد الشرعيتان اللبنانية والدولية لحماية الاراضي اللبنانية. وسيكون “حزب الله” واهماً إذا كان يعتقد أن قوته العسكرية في هذه المعركة هي قيمة مضافة بل هي قيمة سلبية كونها لا تحظى بإجماع اللبنانيين ولا بالمشروعية اللبنانية”.

قهوجي
في غضون ذلك، تفقد امس قائد الجيش العماد جان قهوجي فوج المغاوير في رومية منوهاً “بأدائه وبتضحيات ضباطه وعسكرييه”، وشدّد على “اهمية تكثيف التدريب النوعي في الجيش والاستعداد القتالي لمواجهة مختلف الاخطار والتحديات المرتقبة”. وأكد ان “الجيش هو اليوم أكثر قوة وقدرة على مواصلة مهماته الوطنية في مواجهة العدو الاسرائيلي والارهاب ولا سيما في ظل الالتفاف الشعبي العارم حوله والثقة الدولية المتزايدة بدوره وورشة التسليح والتدريب الناشطة فيه ولا خيار أمام المؤسسة العسكرية سوى الانتصار على الأعداء للعبور بالوطن الى بر الامان والاستقرار”.