• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

«لبننة الاستحقاق» !

يونيو 22, 2015

بدا البيان الختامي لسينودوس الكنيسة المارونية برئاسة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، وكأنه يتناول القيم والمثل اكثر مما هو يتناول الوضع المتردي الذي يعيشه لبنان واللبنانيين بفعل الخلافات الداخلية والعوامل الخارجية الضاغطة حتى الاختناق على البلد الصغير.
فبيان بكركي يعتبر ان مسألة انتخاب رئيس الجمهوية « هي قضية وطنية ومسؤولية جميع القوى السياسية في لبنان وليست مرتبطة حصراً بالمسيحيين عموماً وبالمورنة خصوصاً« مناشداً جميع النواب «الوقوف امام ضمائرهم وتحمل مسؤولياتهم تجاه لبنان الغد وان يعملوا على لبننة الاستحقاق وان يحضروا الى مجلس النواب ويقوموا بواجبهم الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية الذي من دونه  لا قيام لدولة لبنان ومؤسساته».
ووجه البطريرك الراعي ايضاً نداءً ملحاً الى الفريقين السياسيين المتمثلين بـ 8 آذار و14 آذار لتحمل مسؤوليتهما التاريخية والخروج من مواقفهما المتصلبة ومن فرضها الواحد على الآخر».
كلام جميل يحمل مثلاً وقيماً وطنية اين منها واقع الحال اللبناني اليوم.
كنا نريد ان نسمع كما يريد اللبنانيون ان يسمعوا في بيان بكركي وكلام غبطته ماً يضع النقاط على الحروف فلا يأتي كلاماً يتحدث في المبادئ والمثل فقط. فنسمع مثلاً من يعرقل انتخاب رئيس ومن لا يعرقل هذا الانتخاب؟ وان نسمع ايضاً من لا يعرقل عمل الحكومة ومجلس النواب ومن يسهل عملهما، وان نسمع ايضاً وايضاً من يعمل على شلّ الدولة اللبنانية وهدم بنيانها ومن يحاول ان يحمي هذا البناء من السقوط فوق رؤوس الجميع.
قد تكون لدى غبطته مخاوف معينة من الحديث الصريح تنعكس شرخاً اضافياً علىالمستوى اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً ولكن السؤال هل يوجد شرخ وانقسام اكثر مما هو حاصل اليوم؟
حتى في عزً الحرب اللبنانية وما تبعها من وصاية وحروب صغيرة، لم نر البلد من دون رئيس للجمهورية ولم يتوقف العمل الحكومي ولم يضرب العمل التشريعي كما هو حاصل اليوم.
يدل ذلك على ان المسؤولين الحاليين اصبحوا غير ممسكين في ادارة الوضع السياسي اللبناني على رغم «البهورات» و«العنتريات» السياسية من هنا وهناك، ويؤكد ذلك ان الخارج القريب والبعيد يتحكم بكل مفاصل العمل السياسي اللبناني وبالتالي لا امكانية لأي حل داخلي قبل التوصل الى تسويات خارجية.
في الانتظار سنبقى نسمع الكثير من الكلام القيِّم، كما سنشهد الكثير من الاسفاف . ولكن لا هذا ولا ذاك ينهض بالبلد اليوم، وفي المستقبل القريب.
سايد مخايل
sayed@al-anwar.com.au