• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

لا ينامون إلا ويسقطون أحداً

أغسطس 17, 2017

بقلم رئيس التحرير / سام نان

صدق الكتاب الذي علمنا أن هناك أناس لا ينامون إلا ويسقطون أحداً.
فهناك البعض ممن يعانون أمراضاً نفسية -وأكاد أقول عقلية أيضاً- اعتبرهم ذوي نفوس مريضة، يفرحون عند سقوط الآخرين.. بل يسعون باذلين مجهودات جبارة لإسقاطهم، وعندما يفشلون يحاولون جاهدين أن يشهروا بهم ولو بالكذب عاملين بالمثل المصري الشائع «العيار اللي ما يصيبش.. يدوش» أي إذا فشلوا في إيقاع أحد يحاولون على الأقل تلويث سمعته ويدعون أنه سقط.. مع أنه بالعكس يتقدم ويتقدم و «كل ما يصنعه ينجح»..
فأولئك ذو النفوس المريضة أناس مساكين.. بداخلهم سواد وشعور بالفشل الذريع من نجاحات غيرهم، وبدلاً من أن يفكروا في إعلاء شأن أنفسهم، يحاولون أن يفشّلوا الآخرين حتى تتساوى الرؤوس.
وأفضل طريقة للرد على هؤلاء ((الصمت))، فالنار إن لم تجد شيئا لتأكله، أكلت نفسها. وإن لم تجد ما تحرقه.. حرقت نفسها.
وأتساءل: لماذا يفعلون كل هذه الشرور.. لماذا يظنون أنهم بإسقاط الآخرين يقدمون خدمة لله؟.
وهل هم يعرفون أنفسهم جيداً أن قلوبهم سوداء كالليل البهيم؟ هل فتشوا في ذواتهم وعلموا أنها قبور تظهر للناس مبيضة من الخارج أما في داخلها فعظام أموات وكل نجاسة؟.
وقمة تفاقم المرض النفسي لديهم اعتقادهم الدائم أنهم على صواب وأن ما يفعلونه يستحق التقدير والاحترام؟.
وأعود وأسألهم: مَنْ صفق لكم على أفعالكم السوداء؟ مَنْ رفع لكم القبعة في النصب على الآخرين باسم الدين؟ مَنْ أيّدكم وطلب أن يكون مثلكم؟
مَنْ اتخذكم قدوة وحذا حذوكم؟ مَنْ احترمكم على ظلام سرائركم؟.

لا أحد…
ونصيحتي لكم تتلخص في كلمة واحدة «فتشوا»…. فتشوا في ثلاث…

< فتشوا الكتب التي تظنون أنه بأفعالكم الردية لكم فيها حياة… فهي ستلومكم وتوبخكم وتعنّفكم.. ولو اتبعتموها ستقوّمكم وتعدل سلوكياتكم وتهذبكم وترشدكم.. ولكن يبدو أنكم من كثرة اطلاعاتكم تبلدت مشاعركم فزادت بليتكم.. وويل لكم .. فلي النقمة أنا أجازي يقول الرب.

< فتشوا في ذواتكم.. لماذا تدينون وأنتم مدانون؟ لماذا تنقدون وانتم للشر تنقادون؟ لماذا تحاولون إخراج القذى من أعين الآخرين وأعينكم ملآنة بمصنع أخشاب؟ فأخرجوا أولا مصنع الأخشاب من أعينكم فحينئذ تصيرون أصحّاء فتبصرون وتصححون أخطاء الآخرين، ولكن يبدو أنكم من قمة عماكم وقعت وضاعت.. فمن أين تأتون بأعين لتبصرون؟.

< فتشوا في الآخرين.. أي ذنب اقترفوا ضدكم لتحاربوهم؟ وأي ذنب اقترفوه ضد الآخرين أو حتى ضد أنفسهم؟
وإن كانوا قد اقترفوا خطئاً.. مَنْ أنت لتحاسبهم؟ وهل وضعت نفسك مكانهم قبل أن تنتقدهم؟
يحضرني قول القس المرنم اللبناني والأخ الغالي سركيس دياربي الذي قال: إن المنتقدين للآخرين لو كانوا مكانهم لاقترفوا نفس الخطأ بل وأعظم.

واجهوا أنفسكم بحقيقة ذواتكم.. وكفاكم تفتكرون بالشر وتصنعون الشراك لوقوع الآخرين لابسين الثياب البيضاء لتظهرون أنقياء وفي أيديكم خناجر مسنونة مجهزة للقتل.
وأخيراً.. أشفق عليكم لأن غفران المظلوم سيقتلكم..
احذروا…. فالحياة قصيرة