• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

رصاص المحبة والولاء !

أكتوبر 20, 2015

غريب عجيب امر لبنان واللبنانيين الذين يعبرون عن محبتهم او كرههم لشخص ما او حدث ما  بطريقة فريدة بين دول العالم اجمع .

أمس الاول شيعت زحلة زعيمها وزعيم البقاع الاول الياس سكاف على وقع إطلاق الرصاص الذي هو من التقاليد المعروفة في الأفراح والأتراح تعبيرا عن الحزن الكبير الذي غمر قلوبهم .

واللافت انه على رغم كره اللبنانيين للسياسيين في هذه الأيام ، فقد  تميزت جنازة الرحل الياس سكاف بعطف كبير ومحبة اكبر من قبل الناس  لهذا البيت السياسي العريق .

وسر هذه المحبة يتلخص بان عائلة سكاف عملت في السياسة بالقرب من الناس ومن همومهم الاقتصادية والاجتماعية .

يدلل كل ذلك على ان «الزعامة» في لبنان تحل محل الدولة في الخدمات والاهتمام بمصالح الناس التي هي في الأساس من واجبات الحكومات المتعاقبة  التي تخلت في هذا الزمن عن دورها حتى في رفع النفايات من الشوارع .

وهل يجوز  ان نسأل  بعد كل ذلك لماذا لا يتخلى اللبناني عن الزعيم ؟.

لا شك ان في الامر الكثير من التبسيط حين نعتقد ان في امكان اللبناني التخلي عن زعيمه ، الذي هو مرجعه وحاميه ومؤمن مصالحه ومصالح عائلته . لن يكون بالأمر السهل حصول ذلك  خصوصا مع تردي الخدمات في لبنان ومع فقدان الحد الأدنى من المسؤولية لدى قيادات هذا الزمن الرديء .

لن يكون سهلا  ان يتخلى الناس في لبنان عن زعمائهم ،  ولن يحدث ذلك اليوم او غدا او في المستقبل القريب . فالزعيم هو على رغم الشتائم التي تطلق باتجاهه من هنا وهناك سيبقى المرجعية الاساسية للسواد الأعظم للبنانيين ، والكلام الذي سمعناه قي الحراك المدني  وغير الحراك لن يغير في الواقع شيئا ، خصوصا ان بعض هذا الحراك تحول الى مادة للعنف لا يريد اللبنانيون التفكير بها او العودة اليها .

وشكل ما حدث في مأتم الياس سكاف «الآدمي « كما يطلق عليه الزحليون والبقاعيون واللبنانيون في شكل عام ، مفارقة حيث يرشق السياسيون اليوم بكافة  انواع الاتهامات والإهانات لأنهم أصبحوا بمعظمهم في نظر المقيمين والمغتربين رموزا للفساد ورموزا للتسلط على الناس وحرمانهم من ابسط حقوقهم .

طبعا اطلق الرصاص في الجنازة تعبيرا عن المحبة والولاء لرجل اثبت صدقه مع ناسه ، وربما كان إطلاق هذا الرصاص في الوقت نفسه تعبيرا عن غضب من طبقة سياسية فاشلة تهدد المجتمع اللبناني بالعودة الى لغة الرصاص والاقتتال اذا طال زمن الفساد.  

سايد مخايل