• الجمعة. نوفمبر 10th, 2023

بقلم رئيس التحرير / سايد مخايل
استفاقت استراليا اليوم وحكومتها الإئتلافية وتحت وقع صدمة الديون الهائلة، على مسألة حض الناس على العمل بدلاً من الإتكال على دفعات «السنترلينك» ،وخصوصاً بالنسبة للشباب الذي بينت الاحصاءات ان اعداداً كبيرة منهم تفضل البقاء على اعانة الدولة على فكرة النهوض باكراً الى العمل لتأمين مستقبل افضل.
للأسف نقول ان استفاقة الحكومة جاءت متأخرة جداً بعدما افسد عدد كبير من ابناء هذه البلاد المولودين هنا والمهاجرين كل مسألة الإعانة الاجتماعية. فريثما ينهض المرء «على رجليه» كما يقول المثل كان يفترض ان يتكل لفترة وجيزة على مساعدات الدولة، الاّ ان الآلاف فضلوا البقاء على مساعدات الدولة التي اغنتهم عن العمل فربوا عائلات من تلك المساعدات التي تضاف اليها مساعدات العائلة، ولم يذهب بعضهم مطلقاً الى العمل. والذين لم ينجحوا كذلك ظلوا عبئاً على الدولة في مجالات اختلاق الحالات المرضية والكذب وحصلوا على منازل للإيجار من الدولة بأسعار زهيدة.
واليوم استفاقت الدولة على هذا الواقع المؤلم. وطبعاً كانت تدرك كل هذه الامور ولكن ربما غضت الطرف او ربما لأن الـ  System نفسه كان يسمح بالكذب والنفاق والاستفادة من الفجوات العديدة فيه.
مؤسف ان تصل استراليا الى هذا الوضع على صعيد المديونية العامة وعلى صعيد تقليص الخدمات بسبب هذه المديونية، والمؤسف ايضاً ان الصالح «يذهب بعزا الطالح» كما يقال لان من يستحق فعلاً الأعانة سيعاني مثله مثل المنافق من الآن وصاعداً كي يحصل على اية مساعدة.
تحتاج دوائر الخدمات الاجتماعية الى مراجعة شاملة لجميع المواطنين الاستراليين في الداخل والخارج لكي تتعرف الحكومة بنفسها على الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها وما زالت، واعطي مثلاً عن الدفعات التي اعطيت لغير مستحقيها حين صرفت حكومة كيفن راد لكل فرد مبلغ 1000 دولار حيث قبض عدد كبير من الأموات هذه الأموال  في الداخل والخارج  و هذه الفضيحة تظهر بوضوح حجم الإهتراء الإداري في دولة يفترض ان تكون لديها «داتا» لجميع المواطنين وحالاتهم هنا وفي اي مكان يوجد استرالي في العالم.
اما اليوم فإن الخشية هي كما ذكرت ان يذهب «الصالح بعزا الطالح» فمن يستحق الإعانة ربما يحرم منها ومن لا يستحقها يستمر في نيلها لألف سبب وسبب. حتى ان بيوت الدولة التي يفرض ان تكون للذين لا يستطيعون الحصول على الإيجار في المساكن الخاصة ذهبت وفي فترات وحالات كثيرة لغير مستحقيها وكان بعضهم يملك منازل مؤجرة ويعيش في بيت للدولة.
انه الواقع المؤلم الذي اوصل الدولة الاسترالية الى هذا الدرك من الديون، وربما سيخرجها ذلك من التصنيف الإئتماني AAA. وطبعاً سينعكس ذلك مستقبلاً على المستوى المعيشي للاستراليين وعلى مستوى الخدمات التي تقدمها دولتهم لهم في المجالات كافة.