• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

إلى أن نلقاك يا يوسف

أغسطس 9, 2017

كلمة رئيس التحرير / سام نان

ودّعَ الإعلام العربي «المستشار الإعلامي للنائب بطرس حرب» الصحافي الكبير يوسف الحويك بدون الصراع مع الموت، حيث فارق الحياة بهدوء تاركاً فراغاً كبيراً في الإعلام.
ذلك الصحافي المقدام الذي تعلم أصول الصحافة في كلية الاعلام التابعة للجامعة اللبنانية، وتخرج مجازا فيها، ومارسها بحرفية عالية وأخلاق سامية وموضوعية ورأي سديد.
الصحافي الذي كان يدخل القلوب بلا استئذان بسبب محبته وصدقه وحضوره الصحافي الدائم طيب معشره، ولطافة حضوره، ووجهه البشوش ونبله وتواضعه وابتسامته، وجدية التزامه وكبر محبته لبلدته حلتا. لذلك كان رحيله خسارة كبيرة وألم عميق للجميع.
ناضل الحويك في مطلع شبابه مدافعا عن لبنان وأرضه في صفوف المقاومة اللبنانية، ولاسيما في وحدات المغاوير. وحمل القضية منتميا الى حزب الكتائب اللبنانية، ثم الى القوات اللبنانية، وهمه واحد، خدمة لبنان وإعلاء شأنه.
يوسف الذي تجلى بعلمه وصفاته وغنى النفس والقلب، توقف قلبه فجأة ليلة عيد التجلي، مثل المرحوم والده منذ عشر سنوات، كي ينعم برؤية المسيح في مجده، وينال من رحمة الله ثواب الخادم المثابر على العمل الصالح، وقد لبى دعوة الرب يسوع: فليضئ نوركم أمام الناس، ليروا أعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذي في السماوات (متى 5:16).
فلقد كان الحويك بمثابة الشمعة المضيئة حيث كان يحترق لينير لغيره.

فكم قرأتُ من كلمات رثاء تهز القلوب من إعلاميين وأصدقاء ومحبين للفقيد صاحب القلب الطيب والسريرة النقية. ولقد هزتني كلمات كثيرة عنه وأدمت قلبي.
فما أصعبها ساعةً مرت على الإعلام اللبناني بوجه خاص والإعلام العربي بوجه عام، فكل من كان يعرف الحويك انكسر قلبه لفراقه، وكل مَنْ عرفه بعد رحيلة تأسف لأنه لم يكن يعرفه من قبل.
ولا أعلم ما هي مشيئة الله في أن أصحاب السيرة العطرة أعمارهم قصيرة، ولكنني أعلم شيئاً واحداً أنهم بقدر سيرتهم الطيبة وثمنهم الغالي تشتاق لهم السماء.
فيذهبون لينعمون في فردوس نعيم أبدية بعيداً عن شقاء وعناء الأرضيين.

وبالرغم من أن الحويك كان ناقداً إعلامياً، إلا أنه لم يعادِ أحداً، ولم تكنّ عنده ضغينة لأحد، ولكنه كان جميل المعشر، لطيف المجلس، صاحب نكتة أنيقة ذكية تؤنس الفؤاد، وصاحب ابتسامة رقيقة ترضي العباد.
بل كان لبنانياً صافياً مخلصاً، ومواطناً ملتزماً بوطنه ودولته وبالأسس التي قامة عليها.

إن الحويك لن يعود إلينا بل نحن ذاهبون إليه، فنحن لا نأسف إلا على أنفسنا لفراق العزيز الغالي الزميل يوسف الحويك.
فليعزينا الرب عن فراقه ويلهمنا الصبر.